الحاجة زهيا طالب حمد والجبهة الشعبية – نضال حمد
بمناسبة ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سأكتب كلمات قليلة عن امرأة فلسطينية جليلية، من قرية الصفصاف المحتلة، بعد النكبة الفلسطينية واللجوء الى لبنان، عاشت في مخيم شاتيلا حتى وفاتها.
لم أعد أذكر متى توفيت العمة زهيا طالب حمد بنت عم والدي ووالدتي.
عاشت عمتي زهيا حياة صعبة ككل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ويوم هاجرت عائلتها من فلسطين كانت صبية قوية وجميلة.
يعرفها الفلسطينيون من كبار السن في مخيم شاتيلا، مع أن هذه الفئة من سكان مخيم شاتيلا تكاد تكون انقرضت ولم يبقى حيا منها سوى العم أبو إسماعيل حمد وجاره المريض أبو حمادة. لكن يجب القول أن كل كبار عائلتنا وبعض شباب وصبايا العائلة يعرفونها ويتذكرونها.
رحلت العمة زهيا بصمت ودونما ضجيج، حتى أنا نفسي لا أتذكر لا يوم ولا سنة رحيلها عن عالمنا. لكنني أتذكرها مذ كنت طفلا وحين كانت تزورنا في مخيم عين الحلوة. وفيما بعد حين قمت بزيارتها في مخيم شاتيلا.
مناسبة الحديث عنها في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هو أن تلك العمة الأمية، التي لم تدخل مدرسة ولم تعرف فك الحرف ولا القراءة والكتابة، والتي كانت بلا معيل، وعاشت حياتها في مخيم شاتيلا وحيدة حتى مماتها. تلك العمة التي امتلكت وعياً وطنيا كبيراً وقوميا عالياً وكانت تواقة للعودة الى بلدتها الصفصاف في الجليل الفلسطيني المحتل، سارعت مع انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتبرع بليرة ذهب للجبهة كمساهمة منها في رفد ودعم العمل الفدائي المقاوم، ايمانا منها بأن حرب الشعب الطويلة الأمد والعمل المقاوم والكفاح المسلح هم الطريق الوحيد في سبيل العودة الى الوطن المحتل وتحرير كامل تراب فلسطين.
لروحها السلام ولارواح كل الشهداء والعهد هو العهد يا حجة زهيا، فلا بديل عن تحرير كامل تراب فلسطين.
نضال حمد
11-12-2018