الشهداء أحياء لا يموتون – نضال حمد
الشهداء أحياء لا يموتون
كنت أود في هذا اليوم أن أكتب عن شهيد صديق ورفيق وقريب وزميل وأخ عزيز هو الشهيد عبد محمد حمد، ابن العائلة، ابن الحارة، ابن المدرسة، ابن المخيم، ابن الجبهة – جبهة التحرير الفلسطينية – ابن الثورة الفلسطينية، وابن فلسطين والأمة العربية. الذي استشهد وهو يتصدى ببطولة وتميز نادر لدبابات الغزو الصهيوني التي وصلت مشارف مخيم عين الحلوة في مثل هذه الأيام من حزيران – يونيو 1982 .
جمعتني و”العبد محمد”، هكذا كنا نناديه نحن أصدقاءه وأولاد جيله ورفاقه في الحارة والمدرسة، وبقينا نناديه هكذا الى أن أصبحنا فدائيين وأختار العبد إسماً حركياً هو “شادي”. أنا والعبد وعامر وطارق وعبد الرحمن وآخرين كثيرين عشنا سنوات التكوين والبدايات في مخيم عين الحلوة. من هناك انطلقنا جنوبا وشمالا. فعرفتنا مواقع عديدة في الجنوب. ثمة مجموعة من الصور لي مع عبد محمد وآخرين التقطت في منطقة الآثار ومخيم البص في صور جنوب لبنان سنة 1979 لكنها للأسف فقدت.
آخر مرة رأيت فيها أخي وصديقي ورفيقي عبد محمد كانت يوم الخامس أو السادس من يونيو – حزيران 1982 في مخيم عين الحلوة وبعدها بيومين أو أكثر قليلا استشهد البطل استشهادا اسطوريا. استشهد أيضا رفيقنا وصديقنا البطل حاتم حجير. كذلك استشهد أبو جميل زيدان والد رفيقنا وصديقنا الشهيد المظلوم جميل زيدان، الذي اغتيل مؤخرا في مخيم عين الحلوة على أيدي قتلة عملاء مارقين. وكذلك استشهد فيما بعد الرفيقان غسان كايد و شربل .. ثم أصبت أنا اصابات خطيرة في معركة الدفاع عن مخيمي صبرا وشاتيلا اثناء المجزرة منتصف أيلول 1982 … أترككم مع ما كتبه الرفيق والصديق أبو رامي، عامر خليل من قلب عين الحلوة :
في ذكرى الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 الذي وصل الى حدود العاصمه بيروت
بعد مواجهات كانت في بعض المناطق اسطوريه، وكانت في عين الحلوه أكثر ضراوه. شهد المخيم أروع أنواع الصمود في وجه أعتى قوه عسكريه، وحصلت داخله ملاحم سطرها بعض الشباب.
كانوا قليل العدد ولكن فعلوا ما عجزت عنه جيوش اأنظمه المهزومه دائما. كان من بين هذه الثله أخي وصديقي ورفيقي في المدرسه، وفي مدرسه النضال في جبهة التحرير الفلسطينيه، الشهيد عبد محمد حمد، ابن عين الحلوه الصامده، التي حولوها اليوم الى طريق آخر، هذا المخيم الذي صمد أمام العدو الصهيوني وكل القوى التي حاولت تدميره، لن يعجز عن الحفاظ على نفسه من الداخل. وسيقى مخيم عين الحلوه مناره لكل المناضلين والمجاهدين، ولن يسقط في الفتن.
في ذكرى الغزو الصهيوني أوجه التحيه لكل الذين واجهوا العدو الصهيوني عام 1982 وفي مقدمتهم الشهداء الذين سقطوا من أجل أن نحيا نحن بعز وكرامه، والجرحى الذين أصبح بعضهم عنده إعاقه. ولكن هذه اﻻعاقه وسام على صدره. والأسرى الذين ذاقوا عذابات الأسر، وكل الأهالي الذين عاشوا أيام الحرب التي كانت من أعنف الحروب الحديثه والمدمره.
واخص بالتحية اصدقائي الذين سقطوا عبد حمد و حاتم حجير و عمر البني وغسان كايد و نظمي المجدوب. ومن الجرحى اﻻخ والرفيق في درب الحياة كلها، والذي أصيب اصابه بالغه أبقته عدة أيام في غيبوبه، وكان يواجه الموت الحتمي، لكن ارادة الله كانت أن يبقى حياً ليستمر في مسيرة النضال حتى هذا اليوم، وما زال يقاوم على طريقته الجديده … ولم يتنازل عن أي شبر من فلسطين,,, ولم يرضى بأي صلح مع اليهود الصهاينه… وهو اليوم يدور في العالم لينشر ثقافة المقاومه من أجل كل فلسطين… إنه صديقي نضال حمد، ابن عين الحلوه الصابرة.).