جبهة التحرير الفلسطينية عن ورشة البحرين
بيان صادر عن القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية عن ورشة البحرين
رغم إجماع الشعب العربي الفلسطيني على رفض صفقة القرن التصفوية و إصراره على إسقاطها، إلا أن ملوك و أمراء الطوائف يستمرون في غيهم بالانخراط كأدوات طيعة في يد الحلف الأميركي -الصهيوني الذي يسابق الزمن في ظل التحولات العربية و الإقليمية و الدولية نحو عالم متوازن جديد لن تبقى فيه الإدارة الأميركية قدراً على الشعوب لا فكاك منه،
و لم تتعظ و لم ترتدع الأدوات الرجعية التي تتوخى الحماية الصهيوينة من خلال جماعات الضغط التي تدور في فلكها داخل ما يسمى بمؤسسات الدولة العميقة داخل الولايات المتحدة الأميركية و رغم كل جرائم الحرب العنصرية و التغول الإستطاني و التطهير العرقي التي تجاوزت بعنصريتها نظام الفصل العنصري (الأبارتهيد) في جنوب أفريقيا، فأي خذلان و خيانة بحق الأمة و ثروات أجيالها . و لا يمكن لأبناء أمتنا أن يغفروا لهذه الثلة المستعربة، أما الجامعة العربية التي لا تعبر عن إرادة الأمة و مصالحها العليا، فعلى الدوام قامت بتشريع الاحتلال الأميركي في حرب الخليج الثاني و في احتلال العراق عام 2013، و صمتت لا بل غطت العدوان على لبنان عام 2006، مثلما غطت عدوان الناتو على الشعب العربي الليبي، و تحت مسمى الربيع العربي غطت الحروب البنية في سوريا و اليمن و تواطأت على الشعب البحريني، و فيما غطت التطبيع مع العدو انخرطت في حلف الصراعات الإقليمية، و هي التي افترضت الجمهورية الإسلامية المكون الأصيل في الإقليم، بغية تدمير ثقافة الصراع العربي – الصهيوني الذي أنشأ أصلاً على خلفية وظيفة استعمارية غربية قديماً و إمبريالية حديثاً .
إن القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية، إذ ترفض ورشة البحرين الإقتصادية كحلقة في سلسلة صفقة القرن، كحال كل أبناء شعبنا و أمتنا و كل المؤيدين لتحقيق العدالة لفلسطين فإنها تدعو إلى ما يلي :
أولاً : على أهمية وحدة الموقف الوطني و الشعب الفلسطيني في وجه صفقة القرن، إلا أن ذلك لا يعتبر كافياً ما لم يصار إلى عقد ملتقى حوار وطني شامل على مستوى مطبخ سياسي وطني مفتوح و بحضور المستوى السياسي القيادي الفلسطيني الأول، لا ينفض إلا إذا توج بنتائج تفضي إلى إنهاء الإنقسام و إعادة الإعتبار لمنظمة التحرير كإئتلاف جبهوي عريض لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، و إعادة تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد و انتخاب لجنة تنفيذية و الخروج بإستراتيجية وطنية فلسطينية جدة، تكفلها الشراكة الوطنية الفلسطينية، و هذا يفترض من السلطة و على الفور أن تسحب وثيقة الإعتراف المتبادل و وقف التنسيق الأمني و إلغاء إتفاق باريس الإقتصادي، من شأن هذه الخطوات أن تملك الشعب الفلسطيني المناعة الذاتية و الموضوعية أي التحصن بالأمتداد الوطني و إستجماع أوراق القوة للحالة الوطنية الفلسطينية و المناعة .
ثانياً : تدعو القيادة المركزية للجبهة كافة الأقطار العربية المتضررة بشكل مباشر جراء هذه الصفقة، الأردن و مصر و سوريا و لبنان فضلاً عن فلسطين و ثمة ضغوطات سياسية و اقتصادية هائلة لكن الجدير بالذكر أن كلاً من الأردن و مصر ينتظرهما نصيب وافرمن الخسائر في السيادة و الجغرافيا و الاقتصاد،
وعليه فإننا ندعو القوة الوطنية و النقابات و النخب الفكرية و المثقفة و الجماهير الشعبية لتهب للدفاع عن مصالحها و وجودها، عن حاضرها و مستقبلها.
ثالثاً: تدعو القيادة المركزية للجبهة كل الكتل البرلمانية الوطنية العربية و الإسلامية و في الدائرة الأفريقية و عدم الإنحياز، على مستوى العالم لكل المؤيدين لتحقيق العدالة لفلسطين أن تحذو حذوالبرلمان الكويتي في تظهير و تبيان مواقفها المبدئية، ذلك ما يفضح تزوير أنظمة الحكم السياسية التي تستهدف تمرير هذه الصفقة , و هناك إعتبار تشريعي و قانوني لهذهِ الحملة في مس مؤسسات النظم السياسية المنخرطة في صفقة القرن
رابعاً : تدعو الجبهة كافة الإتحادات و النقابات على مختلفها و كذلك النخب الفكرية لحض الجماهير العربية للنزول الى الشوارع لإسقاط هذه الصفقة و يجب أن يدرك هذا الحلف المعادي لأمتنا بأن شعب فلسطين وأمتنا لن تقبل بمصير أمة الهنود الحمر في القارة الأمريكية , حيثُ أرتكبَ اليانكي الأوروبي المستوطن الجديد جرائم حرب و بكل معنى الكلمة و عمل ولا زال يعمل على طمس ثقافة و تراث و حضارة أمة الهنود الحمر
دمشق 25 حزيران 2019
القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية