صورة وتعليق اليوم: عن مجموعة من ثوار فلسطين سنة 1938
قصفتهم الطائرات البريطانية في وادي الفطير بدير حنا في الجليل الفلسطيني المحتل.
وكانوا ينتمون لعدة بلدات جليلية فلسطينية مجاورة لدير حنا منها بلدتي الصفصاف وبلدة طيطبة وغيرهما من البلدات.
حقيقة سبق لي وكتبت عن هذا الموضوع في موقع الصفصاف وفي صفحتي بالفيسبوك ونفس هذه الصورة وصور اخرى للنصب التذكاري حتى بوجود عمتي هناك تم نشرها من قبلي. وعمتي كما كل كبار السن من اهالي الصفصاف هي صفحة من كتاب التاريخ الشفوي لنكبة بلدة فلسطنية كانت عامرة قبل ان تطأها اقدام الغزاة.
التعريف بهؤلاء الابطال واجب وطني. وجدير بالذكر و القول ان قائدهم كان الصفصافي ابو صوله شقيق المرحوم ابن الصفصاف ومخيم عين الحلوة العم الفاضل الراحل ( ابو علي عليوه – محمد حمد) وهو ايضا والد الضابط الشهيد عدنان حمد من اوائل شهداء جيش التحرير الفلسطيني فرع العراق ايام عبد الكريم قاسم. رحمهم الله.
كانت المجموعة تقاتل في تلك المنطقة الجليلية وقد ازعج وجودها ونضالها قوات الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية المرتبطة به. فنظم البريطانيون حملة لقتل افراد المجموعة او اعتقالهم. وفي نهاية المطاف تمكنت طائرة بريطانية من تحديد مكانهم في وادي الفطير في بلدة دير حنا حيث قامت بقصفهم وتصفيتهم جميعا.
قام اهالي بلدة دير حنا بدفن الشهداء في مغارة قريبة بالمنطقة. حيث يوجد الآن النصب التذكاري للشهداء. وبعد فترة طويلة من الزمن اي في السنوات الاخيرة اقيم النصب التذكاري ووقد ساهمت شخصيا في شيء رمزي يخص النصب. فبناء على طلب بعض اهالي دير حنا لقائمة دقيقة باسماء الشهداء، بغية انشاء النصب التذكاري، قمت بسؤال والدي وبعض الختايرة وكبار السن من بلدتنا، الذين عاشوا تلك الفترة وعرفوا الشهداء، واسماء بعضهم، باحضار اسماء غالبيتهم وارسالها الى دير حنا. وكانت فرحتي كبيرة جدا قبل سنتين او اكثر يوم استلمت صورا من دير حنا تظهر النصب التذكاري للشهداء.
في مقابلة اجرتها صحيفة العرب الجليلية اعتبر الحاج شريف الخطيب الذي اشرف على اقامة النصب التذكاري بمساعدة آخرين من أهل البلدة: هذا الأمر واجبا دينيا ووطنيا وتاريخيا وواجبا اجتماعيا وواجب جوار،واضاف في حديثه: “شهداء وثوار 1938 وشهداء وثوار 1948 هم أخلص وأشرف شهداء وثوار لأنّهم كانوا يشترون سلاحهم وذخيرتهم من جيوبهم ويحملون دمهم على أكفهم ويذودون عن مستقبل البلاد والعباد ضد الظلم والمحتل، وعلينا أن نحني هاماتنا إجلالا وإكبارا لهؤلاء المخلصين لوطنهم”.. وفي نهاية حديثه قال شكر خاص الى الحاج سعيد نايف عباس والحاجة عطرة حمد وهي من اصل قرية الصفصاف المهجرة . واشكر اهل الخير الذين ساهموا ببناء النصب التذكاري لشهداء معركة مرج لفطير.
* من لا مقاومة له لا كرامة له ..
* من لا ذاكرة له لا تاريخ له.
نضال حمد – اوسلو 2014
صورة خاصة بموقع الصفصاف