في برلين، لا كورونا بل فلسطين – نضال حمد
على شارع زونيناليه، تشرق شمس فلسطين، علم يرفرف على شرفة منزل وآخر يلوح من البعيد في مقهى السلام. جاره انفينيتي مثله عامرٌ بالزبائن والمُشَيّشين. أما حنظلة فلازال واقفاً بانتظار العودة الى الوطن.
هنا لوحة للبلاد وهناك صورة شهيد ومخيمات تتمشى على الرصيف البرليني في مخيم نيكولن.
في مطعم عزام كأنك في سوق مخيم عين الحلوة رائحة الفلافل والحمص تصل إلى الأنف أسرع من سيارات مارسيديس الألمانية.
في أسواق الشام لا صقور حرب ولا حمامات سلام. هنا في برلين تحيا فلسطين في منفى بعيد أولاده يصحون وينامون على حلم العودة.
في زيارتي قبل أيام تذكرت صديقي الراحل لطفي طه حين مررت بالقرب من مقهى أبو اسكندر فلم أجد دراجته ( محمولته) وأعلام فلسطين، لكني مع الأصدقاء وجدت نفسي في مخيم كبير ومديد. شدني الحنين إلى الحنين، الى أيام المدرسة الابتدائية وصف الأستاذ أبو ياسين.
في ضاحية فيدينغ كنت في ضيافة رفيق الصف الأول والمدرسة الأولى خالد النصر، الجميل، نصرٌ من صفورية الى حطين.
على شارع زونيناليه في مقر هيئة إغاثة اللاجئين خلف مسمكة المحيط، برفقة العم محمود رفيق السلاح والجراح .. في ضيافة الأخ منصور عزام وبحضور الصديق غسان بدران والدكتور علي معروف. مع صحن حمص فلسطيني النكهة والطعم ومع حساء سمك السلمون النرويجي قضيت وقتا جميلا.
ثم توجهت الى ضاحية فيدينغ التي تشبه نوعا ما شارع العرب البرليني لألتقي ببرهان فتى المخيم النشيط. من هناك الى سوق الحميدية البرليني حيث أبو حسن خير وحيث التراث الشرقي وذكريات مخيم نهر البارد، والاستاذ الرفيق الراحل حميد عبد العال، رفيق التجربة والزمن الجميل. عند خير مع محمود والبطيخ والأستاذ أبو سامر ثم إلى مقهى الباردوني الفلسطيني.
من النادر أن أزور برلين ولا ألتقي بأبي أمين (عبد خطار) سفير البداوي في عاصمة الرايخ. لم أتمكن من لقاء كثيرين أحبة ورفاق وأصدقاء ومنهم أبو شادي أيوب وعفيف العلي.
لم يكن السبب وباء كورونا بل ضيق الوقت وعدم التواصل.
كورونا يبدو وكأنه لم يصل الى عرب برلين فهم يحيون حياتهم مثل زمن ما قبل الجائحة والوباء.
وداعا برلين والى لقاء جديد.
21-06-2020
في برلين، لا كورونا بل فلسطين – نضال حمد