محطات خالدة مع الشهيد الرمز طلعت يعقوب – عبد القادر السيد
بمناسبة الذكرى الثامنة و العشرين على رحيل القائد الوطني الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينيه الرفيق طلعت يعقوب، في كل عام نقف في ذكرى استشهاد القائد الوطني، رجل المبادئ و القيم و الاخلاق الثوريه، لنستذكر قائدا شجاعا، فدائيا في كل المواجهات ضد العدو الصهيوني، و في الدفاع عن ثورتنا في لبنان و الاردن.
نقف هنا امام محطة من محطات تاريخه النضالي وذلك عندما قام العدو الصهيوني باجتياح لبنان يوم السادس من حزيران عام 1982، يومها قرر القائد الفدائي الرفيق طلعت يعقوب التوجه الى حنوب لبنان، و بالذات الى مدينة النبطية التي لا تبعد الا قليلا عن قلعة الصمود، قلعة الشهداء، قلعة الشقيف – أرنون – و كان يرافقه الرفيق الشهيد سعيد اليوسف نائب قائد القوات لجبهة التحرير الفلسطينيه، و أنا وبعض الرفاق بحكم عملنا مع القائد الشهيد الرفيق طلعت يعقوب. استذكر اسماء الرفاق المناضلين الذين كانوا معنا وهم: نضال حمد و خالد حليحل و جمال حليحل.
كنا متوجهين الى الجنوب والعدو الصهيوني كان يشن غاراته الوحشيه على كل مناطق الجنوب وصولا الى بيروت، و يدك بمدفعيته و بوارجه الحربيه بكل وحشيه على كل المناطق، و لا يفرق بين عسكري و مدني… و نحن نهم بالدخول الى مدينة التبطيه التي تتعرض الى ابشع قصف بكل انواعه والقرى المحيطه فيها، حاولنا ثني الرفيق طلعت عن الدخول الا ان اصراره كان اقوى منا جميعا، فاتجهنا الى مقر قيادة قوات الجبهه في حي يعرف باسم حي المسيحيه في النبطية، وكان الرفيق القائد الشهيد ابويعقوب والرفيق الشهيد سعيد اليوسف يتابعون الوضع و التطورات العسكريه في الجنوب، و نحن كنا نقف امام المبنى. صدف يومها ان الشهيد القائد الفدائي الاخ علي ابوطوق كان يجول على مواقع القوات المشتركة لتثبيتها في مواجهة تقدم قوات العدو الصهيوني، و ما ان علم بوجود القائد ابويعقوب حتى نزل مسرعا من سيارته، و طالبه بمغادرة المنطقه خوفا عليه، وقال الأخ علي الشهيد فيما بعد بالحرف : (العدو دخل زوطر الغربيه القريبه جدا من قلعة الشقيف) وغادرنا الاخ علي لمتابعة الوضع العسكري…
وكان رد الرفيق ابو يعقوب على طلب مغادرة المنطقة :
ارواحنا ليست اغلى من ارواح مقاتلي الثورة …
و بعد جدال مع الكوادر والمقاتلين والمرافقين وافق وقرر الرفيق القائد ابويعقوب التوجه الى مخيم عين الحلوه لمتابعة الاوضاع العسكريه في الجنوب من هناك.
عندما وصلنا الى مدينة صيدا في طريقنا الى مخيم عين الحلوه، مخيم الصمود في مواجهة العدو الصهيوني ابان هذا الاجتياح، كنا على تواصل عبر جهاز الاسلكي مع الرفاق في مدينة صور، أبلغنا رفيقنا الذي يعمل على الجهاز في مقر الجبهه في مخيم البص ان العدو اصبح على دوار البص، فقرر الرفيق طلعت التوجه الى مدينة صور، حينها رفض الرفيق سعيد اليوسف ان يتوجه الرفيق طلعت و قال له انا من سيذهب الى صور. وذهب الرفيق سعيد اليوسف الى صور و
نحن دخلنا عاصمة الشتات عين الحلوة.
نستذكره قائدا فدائيا في حصار بيروت، كان دائما بين رفاقه المقاتلين، ويرفض ان ينام بعيدا عنهم، ودائما في زيارات لهم ولمواقعهم، وواصل مشاركتهم في المواقع المتقدمة جدا من منطقة المتحف الى مواقع السفاره الكويتيه حتى حي الليلكي و السفير في الضاحيه الجنوبيه …
عرفناه كذلك فيما بعد رجلا شجاعا وفدائيا ابياً في معارك الجبل في دحر قوات العدو الصهيوني و عملائه … وصاحب موقف وطني مبدئي، صلب ولا يلين.
سنبقى على عهدك أبا يعقوب مستمرون واوفياء لمبادئك و قيمك …
وستبقى مدرسه نضاليه يستفيد منها الشرفاء و الاوفياء لقضيتنا العادلة حتى تحقيق اهدافنا بالتحرير، تحرير كل فلسطين و هذه اهدافك و مبادئك اتجاه شعبنا و قضيتنا.
*عبد القادر السيد
*
*