مخيمي: عين الحلوة
كيف تشعر وانت تمشي على حد الجراح في مخيم كان أنجبك وأنجب من هم أنبل وأكرم الناس…
أنجب الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين الطليعيين والمقاومين الثوريين، والفدائيين الحقيقيين …
كيف تشعر؟
سألت نفسي وأنا أخطو ببطء فوق الطرقات وفي الزواريب والأزقة الضيقة، تحضرني بين بيوتهم وحاراتهم أسماءهم ووجوههم وبسماتهم، اسمع أصواتهم وقهقهاتهم وصرخاتهم، اتذكرهم واحدا تلو الاخر، شهداء اوصلوا اسم مخيمنا عين الحلوة اعالي السماء…
شهداء منهم رفيق الشهيدة دلال المغربي، الشهيد محمد الشرعان بطل عملية كمال عدوان على ساحل فلسطين ١٩٧٨. ومع الشهيد عفيف حميد بطل عملية ميونيخ ١٩٧٢. مع الشهيدة ناديا شحادة دعيبس الى فرانكفورت ومقديشو ١٩٧٧ في عملية اممية ثورية… مع محمد علي اليوسف وعلي سليم أيوب في عملية مستعمرة المنارة ١٩٧٣…
مع جيفارا موعد وعبد حمد وغسان كايد وحاتم حجير وطارق حمد و حسين اسماعيل وطلعت ابو علول وعبد زيدان، وتيسير الشايب وجمال زعطوط وأبو العبد المجذوب وزاهر ومنير السعدي ومحمود الشامي وسهيل وهدى خريبي ومحمد سلامة، وغالب الطلحة، مصطفى ورد، محمد النصر، احمد المقدح، يوسف عرقوب، قاسم حجير، غسان البني، عبدالقادر أبو الكل، محمد عبدالله شرارة. ،
ومع أبي صالح الاسدي الى شعب وكل الجليل ومع الشهيد الفنان ناجي العلي الى كل الدنيا…
اسير بالقرب من بيت ناجي العلي في ازقة طفولتي وشبابي متكئا على جرحي وعلى تاريخ المخيم غير ابه بحاضره المحزن. اسير واستعيد الذاكرة وارد على نفسي: أشعر ان اهل المخيم لازالوا بسطاء ومعطاءين ومضحين كما تركتهم قبل عشرات السنين… واشعر بان مخيمنا سيخرج من هذا الجحيم ….
في الصورة القديمة من الملعب البلدي في بيروت، آب أغسطس 1982 الرحيل عن بيروت.
نضال حمد