مقابلة خاصة للصفصاف مع الفنان الفلسطيني محمد علي حمد في ايطاليا
مقابلة خاصة للصفصاف مع الفنان الفلسطيني محمد علي حمد في ايطاليا
في مدينة فلورنسة غير بعيد عن ساحة (دومو) الشهيرة التي يؤمها السياح من كل الدنيا للتمتع بما تحتويه من مناظر خلابة، وعمارة وفن وتاريخ إنساني عظيم. هناك في شقة جميلة تزين جدرانها لوحات ورسومات رائعة ومنوعة، التقينا بالفنان الفلسطيني الصفصافي محمد علي حمد ابن مخيم شاتيلا في الشتات العربي وابن بلدة الصفصاف في فلسطين المحتلة. هناك بين تلك اللوحات والصور والرسومات التي تلف المكان وتزين الجدران كان لنا هذا اللقاء السريع مع الأستاذ محمد حمد البشوش والمبتسم دوما..
تتميز لوحات ورسومات الفنان محمد حمد بألوانها الفاقعة التي تعبر عن حيوية الإنسان ونشاطه وحضوره الطاغي في ميادين الحياة. وللمرأة في رسوماته حصة الأسد. إذ أن الغالبية الساحقة من رسوماته تقدم المرأة بلباسها التقليدي وبأدواتها التاريخية التي حافظت عليها. فيعبر محمد حمد عبر الصور عن تمسك المرأة بالأرض، فالمرأة والأرض رمزان للخصوبة وللحياة.
كما شاهدنا لوحات أخرى للفنان محمد حمد يقدم ويرسم فيها المرأة كما خلقها الخالق لكنها محاطة بالشياطين . رسم الأنثى عارية تعبير فني عن الجمال وإبراز مفاتن الجسد وهو شيء طبيعي عند الرسامين والنحاتين، وكذلك نتاج لدراستهم الفن والرسم في كلية فلورنسة المشهورة بتقديم لوحات ورسومات ومنحوتات من هذا النوع بعضها منتشر في ميادين وأمام كاتدرائيات وقلاع المدينة العريقة وبقية مدن ايطاليا. مثل تمثال دانتي وتمثال ديفيد أو داوود..
محمد حمد غادر مخيم شاتيلا للدراسة في ايطاليا في فلورنسة سنة 1970 ومنذ ذلك الوقت وهو مقيم في مدينة الفن والجمال والعبق التاريخي الحاضر في كل أزقتها وخضرتها .. رغم السفر الطويل والمستمر بقي المخيم كما شخوصه حاضرا في مخيلة الفنان محمد حمد الذي لم ينس مخيم شاتيلا حيث طفولته وصباه، ولا بلدته الصفصاف في الجليل الفلسطيني المحتل من حيث جاءت عائلته مضطرة ومجبرة ومنكوبة الى اللجوء في لبنان. فهو يتذكر كل أقاربه ويسأل عنهم وعن أحوالهم وعما آلت إليه أمورهم.
سألناه عن اسمه ومن هو فأجابنا موضحا العديد من جوانب شخصيته وعمله ودراسته في كلية الفنون في فلورنسه بايطاليا وهي أهم كلية رسم في أوربة والعالم.
شكرا لموقع الصفصاف على هذه المقابلة ..
أنا محمد علي حمد من مخيم شاتيلا في لبنان تعلمت الرسم في البداية في لبنان في معهد الفن والموسيقى الواقع في شارع الحمراء المعروف في بيروت. ثم نصحني أستاذي ومدير المعهد في بيروت أن أتوجه للدارسة في الخارج وان احصل على شهادة عالمية. وبناء على تلك النصيحة من المدير في بيروت سافرت سنة 1970 الى مدينة فلورنسه في ايطاليا لمواصلة مشواري مع الرسم ولحسن حظي أنني تلقيت قبولا في الكلية الايطالية. درست في كلية الفنون الجميلة في مدينة فلورنسه وهي بالمناسبة أشهر كلية للفنون الجميلة في العالم. هذه الكلية خرجت أسماء كبيرة ومعروفة ومشهورة عالميا مثل أنجلو و ليوناردو وغيرهم. وكان أستاذي بريمو كونتي وهو شخصية مشهورة ولديه مؤلفات معروفة املك شخصيا عدة كتب منها مع كتاب موقعا منه… وهو شخصية عالمية. على يدي كونتي وآخرين تعلمت وتخرجت سنة 1974 .
– منذ ذلك الوقت وأنت في ايطاليا؟
من سنة 1970 وأنا في ايطاليا وبعد التخرج كنت انوي الرجوع لممارسة التعليم في نفس المعهد في شارع الحمراء وأيضا لتعليم الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الرسم. ولكن اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975 مما اضطرني للبقاء في فلورنسه. وعندما طالت الحرب واستعرت طلب مني الأهل أن لا أعود الى لبنان وان أبقى في ايطاليا وبقيت هناك الى يومنا هذا.
– ما هي طبيعة رسوماتك؟
الألوان الفاقعة تميزها وحبي لشعبي كذلك حيث الفلكلور واللباس الشعبي والتراث الفلسطيني ولكي اظهر للطليان وأوضح لهم اننا لسنا مجرد لاجئين مهمشين ولا نملك شيئا. بل نحن شعب حيّ يحب الحياة ويبدع في سبيلها. وبالمناسبة ممكن البعض من شعبنا لا يستسيغ الرسم لكن انا هذه الموهبة ولدت معي منذ طفولتي.
انت كرسام من حقك رسم اي شيء تراه يستحق الرسم..-
طبعا وانا كرسام ما نسيت قضيتي وقريبا سوف نقيم معرضا ستكون فلسطين حاضرة فيه. سوف يكون معرضا شاملا ليس مقتصرا فقط على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بل سيحتوي على لوحات أخرى تقدم الطبيعة الايطالية وغير ذلك.
– ما معنى التركيز على المرأة في رسوماتك؟ هل هي الخصوبة، الأم .الخ .. هن حاضرات في رسوماتك وألوانك ..
الألوان تعبر عن ان الحياة موجودة مع المرأة واللباس التقليدي الشعبي الذي مازال محافظا عليه. وأنا بطبيعة الحال أقوم بتطوير الرسومات والألوان وسوف أقوم أيضا بوضع زخرفة فلسطينية تمثل المناطق الفلسطينية مثل الجليل والضفة وغزة والخ.. هذه الزخرفات والنقوش ستضاف على الألبسة في رسوماتي. أما المرأة فهي حاضرة في رسوماتي لأنها أم الدنيا، أم أولادنا ونحتفل فيها دائما في يومها وفي عيدها. ومن ضمن اللوحات هذه هناك لوحة عن احتفال المرأة بعيدها في يوم المرأة العالمي في 8 آذار – مارس بالورد الأصفر، ورد ( ميموزا ) المعروف في اوربة. في هذه اللوحة تحتفل ام مع ابنتها في مدينة فلورنسه بيوم المرأة فتظهر ضمة ورد الميموزا بيدها وتبدو أيضا النقوش والزخرفات على فستانها. وفي الخلفية تظهر كاتدرائية الدومو الشهيرة في المدينة العريقة. كما في لوحات أخرى تظهر قباب المساجد العربية الإسلامية.
واضح ان لوحاتك تحتوي أيضا على ألوان العلم الفلسطيني لماذا؟
طبعا أنا أتذكر أيضا اللاجئين الفلسطينيين عندما كانوا يتوجهون لملء جرارهم بالمياه من العين، سبيل المياه العذبة أو من النبع وهذه الذكريات بقيت بذاكرتي منذ غادرت مخيم شاتيلا قبل 44 عاما مضت. على كل حال وفي الختام اقول لك انني سوف اقوم بتطوير اللوحات لعرضها مستقبلا.
هناك لوحات لمحمد احترقت مع احتراق منزل العائلة في مخيم شاتيلا في الحرب الأهلية اللبنانية.
قابله نضال حمد في فلورنسه بايطاليا بتاريخ 14-4-2014 *
–