من أوائل أبطال الصفصاف والكفاح الشهيد حسن حسين كردية 1945 – 1968
الشهيد حسن حسين كردية 1945 – 1968
هناك على سفوح الجرمق، جبل الحياة والحرية والهواء الطلق ونسيم الجليل وكل فلسطين، في بلدة وديعة ومسالمة كان سكانها يعيشون على الزراعة والفلاحة وفي العمالة في حيفا وعكا. هناك في الصفصاف عروس الجرمق ولد الشهيد حسن حسين كردية. فهو الطفل الذي ولد سنة ١٩٤٥ في قرية الصفصاف، قضاء صفد في فلسطين المحتلة. يوم حصلت مجزرة ونكبة الصفصاف كان له من العمر ثلاث سنوات، فلجأ دون أن يدري ما الذي يجري في بلدته ووطنه، مع عائلته من فلسطين عام نكبة ١٩٤٨ الى مخيمات اللجوء في لبنان. فعاش في مخيم عين الحلوة وهناك تلقى علومه في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل واللاجئين الفلسطينيين الأنروا. تلك المنظمة التي أنشأتها الأمم المتحدة. وكلنا نعرف أن تلك الأمم المتحدة هي التي قدمت أرض فلسطين الى العصابات الصهيونية واعترفت بها ككيان يهودي ودولة “اسرائيل”. فوق أرض فلسطين وعظام أجدادنا.
كبر الشهيد في المخيم وشَب وصار رجلاً وأصبح على دراية بما يدور في المنطقة من مؤامرات وألاعيب ضد أمته وشعبه ووطنه. فالأمم المتحدة كانت ولازالت ألعوبة بيد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا حلفاء الحركة الصهيونية وكيان الاحتلال في فلسطين المحتلة. كما عرف الشهيد أن معسكر أعداء الشعب العربي الفلسطيني هم الامبريالية الرأسمالية والكيان الصهيوني والرجعية العربية. وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة كما قالها الزعيم جمال عبد الناصر. لذا التحق بالعمل الفدائي بداية انطلاقته وتلقى عده دورات عسكرية في الجزائر، كما وناضل بقواعد الثوره الفلسطينية في الأردن وشارك في معركة الكرامة المجيدة سنة 1948. فقد كان مقاتلاً في صفوف جبهة النضال الشعبي الفلسطيني منذ تأسيسها وانطلاقتها. طورد واعتقل عده مرات على أيدي مكتب الشعبة الثانية اللبناني، وكيل الصهاينة في لبنان، المكتب المخابراتي، سيء الصيت والسمعة والذي كان يتبع لقيادة الجيش اللبناني (الطائفي) آنذاك. التي كانت بدورها تتبع للأهواء السياسية المارونية والفرنسية.
بقي الشهيد مطارداً وملاحقاً من وكلاء الصهاينة في لبنان حتى قبل استشاده بيومين. ثم بعد اطلاق سراحه من المعتقل التحق بمجموعته الفدائية التي كانت تستعد لتنفيذ عملية فدائية شمالي فلسطين في الجليل الفلسطيني المحتل. نفذ شهيدنا الصفصافي الفدائي مع رفاقه وإخوته الفدائيين من “جبهة النضال الشعبي الفلسطيني” عملية في الجليل الفلسطيني المحتل واستشهد هناك بتاريخ ١٩٦٨/١٠/١٩، ولازال جثمانه محتجزاً لدى الكيان الصهيوني في مقابر الأرقام التي تعتبر سجناً لجثامين الشهداء. أصبحت تلك المقابر معروفة، حيث لازال الاحتلال يعتقل ويحتفظ فيها بجثامين لمئات الشهداء والشهيدات.
يوم استشهد البطل حسن حسين كردية كان لي من العمر خمس سنوات فقط لا غير. وكانت فصائل الفدائيين تعمل بشكل سري جداً في لبنان وفي المخيمات الفلسطينية هناك. لأن عملاء المكتب الثاني كانوا منتشرين في كل مكان يصغون السمع وأعينهم مفتوحة وسهرانة على عذاب المخيم والفلسطينيين وملاحقة الفدائيين. يومها لم يكن هناك مواقع ولا قواعد ولا مكاتب للفدائيين والفصائل الفلسطينية. لكن كل قلوب وبيوت وخيام الفلسطينيين في المخيمات كانت قواعد ومواقع ومكاتب وملاذات آمنة لكل الفدائيين.
فلتتذكر الأجيال الشابة والصاعدة والناشئة من أهل الصفصاف ومخيمات لبنان هذا البطل والمئات أمثاله من اوائل الفدائيين. أولائك الذين باشروا الكفاح المسلح لأجل تحرير فلسطين كل فلسطين ولأجل العودة. والذين قدموا أرواحهم وحيواتهم على درب العودة والتحرير والنصر.
المجد والخلود للشهداء وعلينا الوفاء كل الوفاء … والخزي والعار لمن نسيوا سنوات الشموخ وركبوا قطار التسوية والاتسلام والمسوخ.
نضال حمد
تحديث في 24-4-2021