من سجل النضال: الأسير المحرر حمزة بلوش، الشهيد الباكستاني نضال حمد
المناضل الراحل حمزة الباكستاني فلسطيني أكثر من البعض – بقلم نضال حمد
قبل أيام تصبحنا بخبر رحيل المناضل الأممي، الباكستاني – الفلسطيني حمزة بلوش.
ولد الشهيد في الباكستان سنة 1951، والتحق بوحدة الرواد البحرية الاستشهادية في جبهة التحرير الفلسطينية سنة 1975. ووافته المنية بتاريخ 6/8/2012 اثر مرض عضال الم به في مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين قرب بعلبك شرق لبنان .
نحزن ويحزن مناضلو ومقاومو شعبنا لرحيل المناضل الاممي الباكستاني – الفلسطيني، حمزة بلوش ،احد أبطال جبهة التحرير الفلسطينية، و بطل عملية القدس التي نفذتها سنة 1979، في زمن قادتها الكبار وأمينها العام القائد الراحل طلعت يعقوب. وذلك عقب خيانة السادات للأمة كلها، وتوجهه الى كمب ديفيد والتصالح مع العدو الصهيوني، وإدارة ظهر مصر للأمة العربية والالتحاق بركب العمالة والخيانة، مقابل وعود بعودة سيناء، التي قدم مقابلها مصر كلها وسيادتها وعروبتها وجيشها وقوتها ودورها التاريخي للصهاينة والإدارة الأمريكية.
في سنة 1979 أبحرت مجموعة من أبطال جبهة التحرير الفلسطينية من ساحل لبنان الجنوبي الى شاطئ فلسطين المحتلة لتنفيذ عملية نوعية بحرية على غرار عملية نهاريا التي قادها البطل العربي اللبناني الأسير المحرر وعميد الأسرى سمير القنطار، ابن جبل العرب في لبنان، رفيق الشهيد المعلم القائد الوطني والتقدمي بامتياز كمال جنبلاط، والشهيد القائد العروبي الناصري معروف سعد، والشهيد القائد المقاوم عماد مغنية، وآلاف الشهداء والجرحى والمناضلين اللبنانيين، الذين قاوموا ومازالوا يقاومون الاحتلال وأعوانه في الداخل، من أعداء عروبة لبنان.
كانت مجموعة الفدائي العربي سمير القنطار كما مجموعة شهيدنا الأممي حمزة الباكستاني تتألف من مقاتلين عرب من سوريا وفلسطين ولبنان. حيث أُسِرَ مع سمير القنطار اللبناني، أبو اسعد الأبرص السوري، واستشهد البطلان ماجد أصلان ومهنا المؤيد.
هؤلاء هم أبناء سوريا الطبيعية التاريخية، سوريا العروبة التي تتعرض هذه الأيام لحملة كونية من اجل إسقاطها وإسقاط القضية الفلسطينية والقضايا العربية، عبر إضعافها وتمزيقها ونشر الفوضى فيها والانتقام من شهدائها، الذين رووا بدمائهم الزكية أرض العرب من فلسطين الى لبنان والجولان والعراق وكل مكان. هم استشهدوا وفعلوا ذلك يوم كان التكفيريون يقاتلون السوفيات في أفغانستان متناسين ومتجاهلين القتال على أرض فلسطين. حيث العدو الأول للعرب وللمسلمين.
تألفت مجموعة حمزة من ثلاث رفاق بالإضافة له، حيث وصلت المجموعة الفدائية الى شاطئ بلدة الزيب الساحلية الفلسطينية المحتلة فدارت معركة بينها وبين الصهاينة أسفرت عن أَسرِ المجموعة ومن ضمنها الشهيد حمزة الذي بقي يقاوم الى أن اعتقل جريحا. تعرض حمزة لتعذيب شديد وتنكيل لا يطاق أثناء اعتقاله وخلال فترة السجن، لكنه صمد وثبت وتحدى الجلادين الصهاينة.. ونال ثقة ومحبة وإعجاب رفاقه الأسرى، الذين نشروا بيانا قبل أيام ينعون فيه رفيقهم الأسير المحرر حمزة محمد بلوش. معربين عن حزنهم لرحيله ومشيدين بتاريخه النضالي المثير للإعجاب والملهم لكل من يحمل قضية فلسطين في عقله وقلبه. خاصة في زمن الخيانات التي نراها بالجملة. حيث التنسيق الأمني العلني مع الاحتلال الصهيوني من جهة وحيث تم تجميد المقاومة ووضعها في ثلاجة التبريد من جهة أخرى.
. لقد اسر حمزة في العملية لكن إرادة المقاومة حررته هو ورفاقه الأبطال من الأسر الصهيوني في عملية الجليل لتبادل الأسرى سنة 1985، ليواصل بعد ذلك الحياة مقاوما فدائيا في صفوف جبهة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية. وليكمل رحلة الحياة والثورة المستمرة مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم بلبنان وسوريا.
عندما حصلت الانشقاقات في صفوف جبهة التحرير الفلسطينية على اثر الانشقاق في فتح سنة 1983 حرص حمزة على أن يكون مع رجال المبادئ والقواعد وجيل التحرير، فظل وفياً للجبهة ولقيادتها التاريخية الأمينة والحكيمة، للقائد طلعت يعقوب أمين عام الجبهة. فضل الحياة بالجوع والقهر على الحياة بعيداً عن أرض المعركة وميادين المواجهة. فعاش في مخيمات شعبنا بلبنان مناضلاً متفانياً، عزيز النفس، قوي الارادة وصلب الانتماء. على مر السنين الطويلة له في لبنان كان شارك في كافة معارك الثورة. ثم تزوج واستقر في مخيم الجليل قرب بعلبك. وبقي هناك الى أن وافته المنية يوم السادس من شهر آب – أغطس 2012.
أذكر حمزة يوم جاء لزيارتي والسلام علي بعد عودتي لأول مرة الى مخيمنا عين الحلوة بعد سنوات من إصابتي في معركة الدفاع عن مخيمي صبرا وشاتيلا سنة 1982، كان ضمن وفد كبير جداً من الرفاق في جبهة التحرير الفلسطينية جاءوا لتحيتي، بالكاد وسعهم صالون بيتنا المتواضع. سلم علي حمزة وعانقني بحرارة، ولما كانت ذاكرتي عاجزة عن إسعافي قام على ما أذكر الرفيق الشهيد القائد أبو سعدو بإنقاذي حيث قال :
ألا تتذكر حمزة الباكستاني يا نضال؟ ..
قلت حمزة بطل عملية القدس في الزيب؟
قال نعم ..
كان حمزة متواضعاً، خجولاً، صبوراً، متفانياً، مناضلاً مبدئياً وصلباً.
وداعاً يا حمزة الشهيد، يا رفيق الدروب الصعبة والمعقدة، دروب الجوع والعطاء والفداء والتضحية لأجل المبادئ والقواعد وجيل التحرير، تحرير كل فلسطين.
رفاقك في جبهة التحرير الفلسطينية وعموم المناضلين الفلسطينيين والعرب والأمميين الثوريين، سوف يبقون على العهد ولن يحيدوا عن درب النضال والثورة المستمرة حتى تحرير كامل تراب فلسطين.
الشهيد غازي خليل هديب
الأسير المحرر حمزة محمد عيسى – حمزة بلوش الباكستاني
الأسير المحرر خالد صبري شاهين
الأسير المحرر محمد ديب منصور
–
safsaf.org – 10-08-2012