أبناء زايد: من التصهين إلى السمسرة – رشاد أبوشاور
أبناء زايد: من التصهين إلى السمسرة – رشاد أبوشاور
لم يكتف (أبناء زايد)، حُكّام الإمارات، بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو الوصف المخفف لخيانتهم وتصهينهم وتطاولهم على القضية الفلسطينية، قضية الأمة العربية التي قدّمت ألوف الضحايا على امتداد سنوات الصراع المئة حتى اللحظة.. فقد انتقلوا إلى دور السماسرة لمصلحة الكيان الصهيوني، و(التقويد) السياسي على جهات عربية حاكمة، معزولة مثلهم عن شعوب تتحكم بها، مستغلين أزماتها، وبؤس أوضاعها الاقتصادية، وانحشارها في عقوبات فرضت عليها، وكانت أعجز من أن تواجهها، وأضعفت نفسها والبلد الذي تحكمه، والشعب الذي تتحكم به..بسبب رعونتها، وحروبها الداخلية التي أنهكتها، ومع ذلك لم تتخل عن الحكم، فهي استمرأته، ناهيك عن معرفتها بأن محاسبتها ستقع عن كل ما اقترفته في حال تم إسقاطها.
أبناء زايد، ومنذ سنوات(عينهم) على السودان، مراهنين على أزمة الحكم، وما ألحقه حكام ذلك البلد الغني ماء وأرضا..وإمكانات زراعة..به من فقر مدمر، ومن تمزيق البلد بين شمال وجنوب، وتضييع الجنوب ومعه الثروات النفطية بتخبطهم السياسي، وانتحالهم خطاب ديني متزمت، ومحاولة فرضه في بلد نصفه على الأقل لا يدين بالإسلام.
أبناء زايد يبرهنون على أن خطوتهم التطبيعية مع الكيان الصهيوني لن تتوقف عند هذا الحد، فهم يعملون بالقوة في جنوب اليمن على وضع أيديهم على الجزر والموانىء، ليضعوها فيما بعد في خدمة أسيادهم المعلنين بشكل سافر: الكيان الصهيوني، بالمباركة الأمريكية.
ينتقل أبناء زايد اليوم لإغواء حاكم السودان الفعلي الجنرال عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، ليطبع علنا مع الكيان الصهيوني، هو الذي كان قد التقى من قبل مع (نتياهو) في أوغندا..فطبع سلفا، ولكنه (يساوم) لتحقيق أمرين.
أولا: رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب..وهذا الأمر بيد أمريكا.
ثانيا: دعم اقتصادي يتواصل لعدة سنوات..حتى يتمكن حكام السودان من الخروج من الحالة السيئة لاقتصاد هم السبب في انهياره.
وصل الجنرال عبد الفتاح البرهان إلى(أبوظبي) يوم الأحد 20 أيلول، واستقبل في الإمارات، وانخرط في مفاوضات حول(تسعيرة) ثمن التطبيع..يعني مقابل خيانة القضية الفلسطينية!
سيحضر للتفاوض رئيس قسم الخليج وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي ميغل كوريا، وعن الجانب الإماراتي طحنون بن زايد!
ما يريده البرهان نيابة عن الجنرالات البشيريين- نسبة للرئيس البشير- هو الإعتراف بهم حكاما للسودان، وعدم ملاحقتهم على جرائم سابقة، و..رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، و..بضع مليارات من الدولارات لإنعاش الاقتصاد المنهار في بلاد النيلين، وملايين فدادين الأرض الخصبة، ناهيك عن الثروة الحيوانية في بلاد أنهكها حكم البشير والترابي..ومن بعد صراعاتهما، والحروب العبثية المتواصلة الداخلية، و..القفز من حضن إلى حضن عربيا ودوليا،علّهم ينقذون أنفسهم وحكمهم من ورطات تسببوا بها لبلدهم وشعبهم.
أبناء زايد جاهزون لدفع المليارات ثمنا لتطبيع حكّام السودان بقيادة الجنرال البرهان، أمّا رفع الإسم من قائمة الإرهاب فبيد أمريكا..وأمريكا ترامب بحاجة لجر السودان وغيره للتوقيع في البيت الأبيض، برعاية ترامب وحضور نتينياهو..وأبناء زايد من وراء الستار في مسرح الأراغوزات..وهو مسرح مضحك مبك.
واضح أن أبناء زايد يعملون على انتزاع دور وكيل أمريكا في الخليج من آل سعود..بمباركة الكيان الصهيوني، وهم لبلوغ هدفهم هذا جاهزون لتقديم كل الأثمان المطلوبة منهم.
أبناء زايد يسيرون في طريق اختاروه ولن يعودوا عنه في المدى المنظور، وهم خانوا فلسطين وشعبها وأمتها العربية بوقاحة دون أن ترتجف رموش عيونهم، وهم يمضون في مسيرهم لاعبين دور السماسرة على قضية فلسطين، ووحدة اليمن، وتخريب ليبيا..وماذا أيضا؟!
أبناء زايد يتكرسون أعداء للأمة العربية، بشعوبها في المشرق والمغرب، ولذا باتت مواجهتهم قضية عربية..فهم جزء من تحالف أمريكي صهيوني رجعي..لا يغيب فيه، وعنه، الدور السعودي، وهو ما لا يجب أن نغفل عنه.