أبو أحمد فؤاد: جريمة اغتيال عُمر النايف لن تمر دون عقاب
خمسُ سنواتٍ على الاستشهاد..
أبو أحمد فؤاد: جريمة اغتيال عُمر النايف لن تمر دون عقاب وكل من ارتكب الجريمة سيدفع الثمن مهما كان باهظًا
خمسُ سنواتٍ على استشهاد البطل الفلسطيني عُمر النايف، المُناضل والقيادي في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الذي اغتيل صباح الجمعة 26 فبراير من العام 2016 داخل سفارةٍ من المفترض أن تكون سفارة “بلاده”، وذلك بعد قرابة عقدين كاملين قضاها عُمر مُلاحقًا ومُطاردًا من قِبل الاحتلال الصهيوني وأذرعه الأمنيّة والخيانيّة.
خمسُ سنواتٍ مرّت، وما مرّ يومٌ يُنسى فيه الرفيق عُمر، أو ذِكره، أو حكاياته عن جنين، أو حديثه عن رفاق الأسر وفلسطين وحبّه للحياة، خمسُ سنواتٍ وما انتهت الحكاية، سيما وأنّ القاتل ما زال حرًا طليقًا ربّما يُحاضرُ عن الوطنيّة هُنا، أو منهمكٌ في إحصاء ما تجنيه الدبلوماسيّة على أكتاف المناضلين.
وفي هذه المناسبة الوطنيّة، كان لابدّ من الحديث مع الجبهة الشعبيّة التي ناضل عُمر في صفوفها، بل خاطبها قبل استشهاده وقبيل اقتحام السفارة بسويعاتٍ قائلاً بكل عنفوان: “سأمثلكم خير تمثيل”، ولأنّ هذا الرفيق لا يستحق إلّا كل صوتٍ عالٍ فكان لابدّ من الحديث عمّا فعلته الجبهة إزاء هذه القضيّة، وإلى أين وصل ملف الشهيد عُمر.
“بوابة الهدف الإخباريّة” حاورت نائب الأمين للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، من دمشق، حول كل ما سبق، إذ أكَّد في بداية حديثه أنّ “ملف الشهيد الرفيق عُمر النايف حاضر دومًا على جدول أعمال كافة الهيئات القياديّة للجبهة ويتم طرحه بين الفترة والأخرى على هيئات ومؤسّسات منظمة التحرير الفلسطينيّة والفصائل المختلفة”، كاشفًا أنّ “الشعبيّة في هذه المناسبة وجّهت رسائل إلى كل الفصائل وللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التحرير من أجل متابعة هذه القضيّة مجدّدًا وأن يحسم الأمر على قاعدة ما توفّر من معطيات ومعلومات وما قدّمته الجبهة والشهود الآخرون في بلغاريا ومناطق أخرى”.
وجدّد فؤاد التأكيد على أنّ “قضية الرفيق عُمر النايف لم تُحسم ولم تأخذها مؤسّسات منظّمة التحرير بالجديّة اللازمة ولا حتى وزارة الخارجيّة المسؤولة عن سفارة السلطة في بلغاريا، والآن نحن بصدد إعداد رسالة مرفق معها الوثائق والتقارير التي بحوزة الجبهة لنُرسلها مجددًا للرئيس والخارجيّة واللجنة التنفيذيّة لأنّ هذه القضيّة ستبقى على جدول أعمالنا كجبهة وسنظل نطرحها دائمًا على المؤسّسات والهيئات المعنيّة وصولاً إلى تشكيل لجنة تحقيق حياديّة تُشارك فيها الجبهة، وللأسف حتى اللحظة لم يتم ذلك لكنّنا سنستمر في طرح هذا الأمر”.
أيدٍ فلسطينيّةٍ خفيّةٍ
وحول حديث الجبهة في أكثر من مناسبة بشأن وجود أيادٍ فلسطينيّةٍ خفيّةٍ شاركت في ارتكاب هذه الجريمة البشعة، شدّد نائب الأمين العام على ضرورة إحالة “القضية برمتها إلى القضاء الفلسطيني البعيد عن كل الحسابات التي تجري في المسائل المختلفة، وكما أكَّدنا دائمًا على ضرورة مشاركة الجبهة في لجنة تحقيقٍ مُحايدة وبعد ذلك إذا قرّر القضاء الفلسطيني في هذه القضيّة بشكلٍ نزيه سنعتمد كل ما يصدر عنه لأنّه وحتى اللحظة الجبهة لم تقتنع على الإطلاق بالحيثيّات والأسباب التي أقرّتها وزارة الخارجيّة أو مؤسّسات فلسطينيّة أمنيّة معيّنة، حيث أنّنا لم نُشارك لا في الإقرار ولا في التحقيق ولا في التدقيق ولدينا لجنتنا الخاصّة ومعلوماتنا الخاصّة التي قدّمناها جميعًا إلى الجهات المعنية ولكن لم يؤخذ بها، وحتى اللحظة ليس هناك قرارًا من القضاء الفلسطيني ولا حتى من المؤسّسات الفلسطينيّة المعنيّة”.
ولفت فؤاد خلال حديثه إلى أنّ “الجبهة الشعبيّة هي جهة مسؤولة وتدقّق في المسائل جيدًا قبل اتهام أي أحد، والجبهة لديها تقريرها الخاص المتعلّق بقضيّة الرفيق عُمر النايف وقدّمت نسخة عن هذا التقرير بغض النظر عن الأشخاص، ولكن تركزينا على أنّ هناك مرجعيّات سياسيّة هي المسؤولة أمامنا، لكنّنا في هذه المناسبة الأليمة نؤكّد أنّنا لن نمل وسنقدّم تقريرنا التفصيلي مرةً أخرى إلى المرجعيّات السياسيّة والدبلوماسيّة المسؤولة عن السفارة وعن أمن السفارة وللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير وللرئيس، حيث لم يجر البت في هذا التقرير حتى الآن”.
إلى عائلة وأسرة الشهيد عُمر النايف
وفي هذا الإطار وتزامنًا مع الذكرى الخامسّة للاستشهاد، جدّد نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين عهد الجبهة لعائلة الشهيد وأسرته، قائلاً: “الرفيق الشهيد عُمر النايف هو بطل من أبطال الجبهة الشعبيّة، ونحن دائمًا نستذكر نضالات هذا المناضل ومناقِبه وبطولاته لا سيما كيف تمكّن من الخروج من سجون العدو..، هذا شهيد نعتز به ومن المناضلين البارزين في الجبهة ولكن ذهبت الأمور باتجاه التآمر عليه لأنّه نفّذ عملاً بطوليًا ضد هذا العدو الذي ظلّ يُطارده في مناطق مختلفة إلى أنّ رحل شهيدًا، واليوم وباسم الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أعاهد عائلة وأسرة الشهيد عُمر وأقاربه وكل أبناء شعبنا بأنّ هذه الجريمة لم ولن تمر دون عقاب وسنصل إلى النتائج التي تجعل الجبهة الشعبيّة تفرض على من ارتكب هذه الجريمة أن يدفع الثمن مهما كان باهظًا، وفي النهاية سنصل إلى الجُناة”.
وتابع أبو أحمد فؤاد خاتمًا حديثه: “في كل الحالات هذه العمليّة خُطّط لها من قِبل الكيان الصهيوني وأجهزته الأمنيّة، ونؤكّد مجددًا أنّ الجبهة لم تنسى شهداءها وستكون دائمًا مُتابِعة لكل ما أصاب الرفيق عُمر النايف لأنّ هذه القضيّة لم تعد قضيّة عائليّة أو للجبهة فقط بل قضيّة وطنيّة تعني جميع أبناء شعبنا، وأقول لأشقاء عُمر النايف أنّنا دائمًا معهم وإلى جانبهم ونستمع لرأيهم ونؤكّد أنّنا لا يُمكن في يومٍ من الأيّام أن ننسى عُمر هذا الرجل الشجاع، وسنقف دائمًا إلى جانب عائلته ونأمل أن نبقى على استمرارٍ دائمٍ معهم لنقدّم لهم الجواب الشافي من قِبل الجبهة الشعبيّة والمؤسّسات المعنيّة بشكلٍ عام”.