أبو علي مقبل يحيا مع شعبه الحيّ.
في عجقة المذابح وكثرة المجازر وخلال أشهر الابادة المستمرة في غزة توفي الصديق المناضل أبو علي مقبل فمر خبر وفاته بسرعة ودون أن يأخذ حقه مني على الأقل، لأنني كنت أكن الود للرفيق والأخ والمناضل الشعبي والجماهيري محمد مقبل، الذي جمعتني به صداقة استمرت لسنوات بالرغم من مرورها بفترات متقطعة لأسباب حياتية وجغرافية وغير ذلك.
التقيت بأبي علي مقبل في الشام خلال مؤتمرات فلسطينية وعربية لنصرة فلسطين ومقاومتها وانتفاضتها. وتحدثنا كثيراً نحن وآخرين في الهم الفلسطيني وفي كيفية انقاذ ما تبقى من وجه مشرق لقضيتنا ولثورتنا. حمل فلسطين كل فلسطين في قلبه وعقله ولم يكن له سوى انتماء واحد هو انتماؤه لفلسطين الكاملة.
اليوم وأنا ابحث في غوغل عثرت على خير وفاته في ٣٠ يناير ٢٠٢٤ في رام الله. توقفت عنده وقرأته وأخذت ألوم نفسي فكيف مر الخبر ولم أتابعه وأذكره في حينه. ربما أنني لم أسمع بخبر الوفاة في ذلك الوقت وربما سمعت به وفي عجقة المجازر والابادة ومتابعتي لما يجري في غزة نسيت العودة له. لكن ها أنا اليوم استرجع قليل من الذكريات التي جمعتنا سوية خلال مسيرة العمل الوطني الفلسطيني. ومقالتي عن اعتقاله من قبل السلطة في تاريخ 20/12/2003، وحملة النضامن معه التي أقمناها له وأجبرت السلطة على اطلاق سراحه.
اسمه محمد محمود سليم مقبل (أبو علي مقبل) من مواليد سنة ١٩٤٥ في مدينة الرملة وبعد سقوطها بايدي العصابات الصهيونية لجأت عائلته إلى الأردن. هناك التحق بحركة القومنيين العرب ثم بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثم انتقل الى الجبهة الديمقراطية وفيما بعد التحق بجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وفي النهاية وقبل أوسلو استقر في الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس. توفي في رام الله المحتلة في 30 كانون الثاني – ديسمبر2024 بعد عناء مع المرض. عاد مع الذين عادوا بعد توقيع اتفاقية اوسلو الى الضفة الغربية وبدأ هناك ممارسة نضاله مع جماهير الانتفاضة وكان من قادتها الميدانيين وهتافها الأول الذي صاغ شعاراتها الوطنية التي تناقلتها ألسن شبان وصبايا الانتفاضة.
أرفق هنا مقالتي عنه المنشورة في يناير – كانون الثاني ٢٠٠٣.
أجهزة أمن سلطة اوسلو في رام الله تعيد اعتقال المناضل أبو علي مقبل
مرة جديدة تعيد اجهزة المباحث التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقال المناضل الفلسطيني المستقل والغير تابع لأي حزب او تنظيم سوى حزب جماهير الانتفاضة وشعب المقاومة الفلسطينية، عضو المجلس الوطني الفلسطيني. هذا المجلس الذي كان يقود نضال الشعب الفلسطيني عبر مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التي بدورها غُيّبت منذ أن بدأت قيادتها التي صارت هي نفسها قيادة السلطة الفلسطينية إنخراطها الفعلي بوحل السلام والسباحة عكس التيار الشعبي الفلسطيني الرافض لعملية سلام اوسلو وأخواتها.
أقدم قسم ما يسمى “المباحث” الخاضعة لإمرة الرائد ابراهيم أبو عين في مدينة رام الله باستدعاء المناضل ابو علي مقبل للتحقيق معه يوم امس السبت تمام الساعة الحادية عشر ظهرا. ولغاية كتباتنا هذه السطور لازال “مقبل” معتقلا. هذا وتأكد الخبر من عائلة ابو علي مقبل التي أكدت نبأ اعتقاله واحتجازه في مركز المباحث.
ان السلطة الفلسطينية التي عجزت وتعجز عن حماية الشعب الفلسطيني من هجمات الاحتلال والمستوطنين تواصل سياسة القمع وكم الأفواه، وهي إذ تعيد اعتقال المناضل ابو علي مقبل، المعروف بشجاعته وطلاقة لسانه وموقفه الوطني النبيل وهتافاته المحرضة والمثورة في المسيرات والتظاهرات، الهتافات التي تلتزم بفلسطين ووحدة شعبها، انما تؤكد انها سلطة غير ديمقراطية وتسبح عكس تيار الشعب الفلسطيني، فالذي اعتقل ابو علي مقبل ويواصل اعتقال القائد الوطني احمد سعدات ورفاقه لن يكون حريصا على وحدة الشعب الفلسطيني ولا على مصالحه العليا. كما أنه لن يصبح في ليلة وضحاها ديمقراطياً وواقعياً وعقلانياً ووحدوياً في التعامل مع الشعب والمواقف المخالفة لمواقفه. مع أنه بالمقابل وفي المسائل التفاوضية يتبع العقلانية والواقعية ويقدم التنزلات المجانية وهي التي تمس بالسيادة والحقوق والقضية الفلسطينية.
لقد سبق وقامت مجموعات كثيرة من منظمات حقوق الانسان والمؤسسات الوطنية والشخصيات السياسية والاعلامية والثقافية والنقابية والبرلمانية بتوجيه رسالة احتجاج، على اعتقال ابو علي مقبل من قبل نفس الجهاز الأمني الفلسطيني، واليوم نجد انه أصبح من الضروري إعادة تجديد تلك الحملة للتضامن مع المناضل “مقبل” وكذلك توجيه الرسالة الى وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية وإلى المؤسسات القانونية المختصة، وذلك من أجل أن يطلق سراحه مع ضمانة بعدم التعرض له مجدداً.
الحرية للأخ المناضل :أبو علي مقبل” المعتقل بسبب رأيه السياسي.
الحرية لكل المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية على خلفية سياسية وفي مقدمتهم القائد الوطني المناضل الكبير أحمد سعدات.
الحرية للأسير الصحفي الزميل ذيب حوراني المعتقل في سجون الاحتلال.
الحرية لكل الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون ومعتقلات الاحتلال “الاسرائيلي”.
الحرية لأبطال الحرية ونعم للحفاظ على الرأي والرأي الآخر والحريات الديمقراطية في فلسطين المحتلة ولا للاعتقالات الاعتباطية والانتقائية.
هنا مرفق نص رسالة التضامن مع أبي علي مقبل:
الحرية للمناضل السياسي أبو علي مقبل / محمد مقبل/
أقدمت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مساء يوم السبت /20/12/2003 على اعتقال المناضل / محمد مقبل/ في مدينة رام الله.عضو المجلس الوطني الفلسطيني- عضو قيادة لجان الدفاع عن حقوق اللاجئين في العودة/ احد ابرز القادة الميدانيين للانتفاضة. وذلك على خلفية دوره في فضح وتعرية (وثيقة جنيف) وأدواتها ورموزها. خلال الندوة السياسية التي اقامتها”مواطن” المؤسسة الوطنية الفلسطينية للدراسات الديمقراطية. ان لجوء السلطة في هذا الوقت بالذات لكم الأفواه واعتقال رموز العمل الجماهيري -السياسي اللذين يتصدون لمؤامرة تصفية القضية الوطنية ويخوضون عبر حركة الشارع السياسية حملة واسعة لمسلسل التنازلات والتفريط بحقوق اللاجئين. يشير الى سياسة جديدة في تعامل السلطة مع اصحاب الرأي الآخر،حملة مشاعل الأصلاح الديمقراطي وتطوير أشكال الأنتفاضة وتعزيز صمود شعبنا. إننا نطالب جميع مؤسسات العمل الوطني الفلسطيني، رفع صوتها عالياً، والعمل الجاد والسريع لأطلاق سراح المناضل البارز ” ابو علي مقبل ” وكافة المعتقلين السياسيين في سجون السلطة.
الحرية للمناضل/ محمد مقبل/ نصر لشعبنا وانتفاضته الباسلة
هذا ووقع على رسالة التضامن أهداد كبيرة من المتضامنين والرافضين لاعتقال المناضل أبو علي مقبل.
نضال حمد – موقع الصفصاف – وقفة عز
22/12/2024