أبو ماهر اليماني سيد التواضع والزهد
كلمة نضال حمد مدير موقع الصفصاف
باسم ( الهيئة الوطنية للدفاع عن ثقافة فلسطين العربيّة)
الحضور الكريم ..
السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة والأخوات، الرفاق والرفيقات المحترمين والمحترمات
يطيب لي أن أتحدث في هذا اليوم باسم إخوتي وزملائي ورفاقي في الهيئة الوطنية للدفاع عن ثقافة فلسطين العربية التي تعني الالتزام بثقافة المقاومة وبالانتماء لفلسطين الكاملة.
ليس كل من يموت نودعه وننساه..
أبو ماهر اليماني مثله لا ينسى ولا يذهب مع الريح .. لأنه الشموخ الفلسطيني وإن صار الآن شموخاً على هيئة ملصق لشهيد، فوق جدارٍ في مخيم، أنجبَ ومازال ينجبُ شهداء ومقاتلين وفدائيين.. فالمخيم الذي حرص اليماني على تخريج أجيال الثورة في مدارسه على مر سنوات النكبة والنضال .. يبقى العنوان حتى العودة ونهاية الشتات ..
في مدارس اليماني التي يتذكرها جيداً أبناء المخيمات في لبنان تخرجت أجيال العمل الوطني والقومي الفلسطيني في القرن الفائت… هناك على يديه تتلمذ أبطال ومثقفون ثوريون من فلسطين، ليس أولهم الفنان الشهيد المبدع ناجي العلي (الذي اغتاله أعداء ثقافة المقاومة العربية سنة 1987 في لندن) ولا آخرهم الشهيد علي سليم أيوب بطل عملية المنارة الانتحارية أو الاستشهادية سنة 1973 .
أبو ماهر اليماني كان العنوان الأصلي والممثل الشرعي والوحيد للشرعية الوطنية والثورية لأبناء حارات الفقر المسلح، والجوع العقائدي في مخيمات العطاء والشهداء، من تل الزعتر وضبية وجسر الباشا وصبرا وشاتيلا ومار الياس وبرج البراجنة والشمالي إلى الرشيدية والبص والميه وميه وعين الحلوة والجليل ومار الياس ، فالبارد والبداوي… حيث عاش حتى وفاته..
مات اليماني كي يحيا ع شعبه وفي شعبه الذي خرج لوداعه خير وداع حتى مقبرة الشهداء في بيروت عاصمة المقاومة والفكر.
كل من عاش معه وعرفه قال وسوف يقول إن اليماني سيد التواضع والزهد، فقد كان مرجعاً وطنياً مؤتمناً لكل فلسطيني كفر بمدرسة أوسلو ومشتقاتها ونكساتها وهزائمها وكوارثها الوطنية .. وكيف لا يكون هو بالذات مرجعيتهم وهو الذي قال منذ سنوات طويلة وفي أيام العز الفاكهانية والجنوبية في لبنان، لا للفساد ولا للانحراف ولا للتسوويين المتسلقين على بنادق وأضرحة الشهداء ..
وهو الذي قال في اجتماعٍ للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رداً على مشروع السلام الذي طرح يومها ” إذا كان هذا المشروع يعيد لنا مزبلة سحماتا فنحن معه ..” ..
كان احمد اليماني عنواناً أصيلاً كما رفيقه الراحل الحكيم للشعب الفلسطيني الملتزم والمؤمن بعروبة فلسطين.. وسيبقى هذا العنوان الأخلاقي، الوطني، القومي والثوري نبراساً لكل مبدئي وثوري ووطني يلتزم بثقافة الثورة الحقيقية، ثقافة المقاومة وعنوان الصراع الذي يحمله كل فدائي على كتفه منذ احتل الصهاينة وطننا فلسطين سنة 1948…
إنها ثقافة رجال الله في الميدان في الجنوب اللبناني وفي غزة وفي العراق وفي كل أرضٍ عربيةٍ محتلة.
ليس سهلاً على أي كان أن يقف خلف المايكرفون ليتحدث عن أسطورة في النضال الوطني والنقابي والسياسي والاجتماعي .. عن معلم مختص في الأخلاق الثورية النبيلة، أخلاق الفلاحين اللاجئين، أبناء القرى ثم المخيمات. لكني أحاول بهذه الكلمات ما استطعت لذلك سبيلا أن أفي الرفيق المعلم أبو ماهر اليماني بعضاً من حقه علينا نحن معشر الكتاب، وعلى شعبه الفلسطيني وأمته العربية المقاومة.
نحن هنا لتكريم المعلم الزاهد أبو ماهر اليماني، هذا الرجل الجليل، الذي بدأ المشوار لاستعادة فلسطين من الاستعمار البريطاني وهو لازال طفلاً على تلال وروابي سحماتا والجليل الفلسطيني المحتل. ثم تبعه مبشراً بالثورة لاستعادة الوطن من الصهاينة المحتلين ومن أجل عودة اللاجئين إلى كامل تراب فلسطين.
وأنا هنا أتحدث باسم الهيئة الوطنية للدفاع عن ثقافة فلسطين العربية، لأننا في هذه الهيئة رفعنا شعار الدفاع عن ثقافة فلسطين العربية، التي طالما تغنى بها المعلم اليماني، فعلى يديه وفي مدرسته الحكيمة برفقة رفاقه الحكيم ووديع حداد وأبو علي مصطفى وأبو صالح الأسدي ,أبو أمل، أبو أمين ، والمبدع غسان كنفاني…
هناك تعلمنا الدفاع عن العقل والقيم والمبادئ والأخلاق الثورية .. فنحن في الهيئة نؤكد الوفاء للشهداء مناضلين وكوادر وقادة، ونعاهدهم بأننا سنبقى ملتزمين بثقافة المقاومة، ثقافة الانتماء لكامل تراب فلسطين، الذي بقي الشهيد الراحل وفياً له ومتمسكاً به حتى آخر لحظات حياته.
باسم ( الهيئة الوطنية للدفاع عن ثقافة فلسطين العربيّة).. ثقافة المقاومة، ثقافة الانتماء… ثقافة رجال الله في الميدان أقول للراحل الكبير نم هانئاً يا معلمنا فها هي الشعوب التي طالما آمنت بها وبسحرها الثوري قامت وهبت للتغيير والتحرير، فتغيرت تونس وأسقطت الطاغية بن علي، وتغيرت مصر وسقط الفرعون مبارك رمز الذل والخنوع والهزيمة والاستسلام العربي .. أما البقية فسوف تتبعهم إلى الجحيم.
ولولا انتصار المقاومة في سنة 2006 بلبنان وصمود المقاومة وشعبنا الفلسطيني في غزة 2008-2009 واستمرار المقاومة في العراق العربي المحتل، لما حدث ما حدث في تونس ومصر في أي قطر عربي آخر. إنها ثقافة الشعوب المقاومة ترينا الآن ما هي المقاومة وكيف تنتصر المقاومة وكيف ترد هذه المقاومة على دعاة مواصلة التفاوض المفرطين بكل شيء للأسف.
المجد والخلود للشهداء، الحرية للأسرى ..
ولشعبنا الوفاء والبقاء على خط المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني والعربي ..
وشكرا لكم ..
السبت 19 فبراير 2011
صور وفيديو كلمات المهرجان على الرابط أدناه
http://www.abedkhattar.com/blocks/jalia/2011/Ahmed_Al_Yamani_Berlin/