أب أسير يلتقي بإبنه الأسير لمدة عشرين ساعة ويتعرف عليه بعد 17 سنة من اعتقاله
نضال حمد – موقع الصفصاف في 22-6-2022:
هذه القصة من فلسطين المحتلة وهي قصة حقيقية وليست فانتازيا أو من افلام الخيال العلمي .. هي تراجيديا محزنة ودراما فلسطينية بامتياز، تتكرر كثيرا في ظل الاحتلال الصهيوني بفلسطين المحتلة، وهي ليست القصة الأولى ولن تكون الأخيرة مادام اليهود الصهاينة يحتلون وطننا فلسطين.
أليكم القصة كما يرويها بطلها:
“التقيت ابني أيوب بزنزانة في سجن “الجلمة”، (سجن “اسرائيلي” فيه مئات المعتقلين الفلسطينيين)… سمعت دقات قلب ابني لأول مرة في حياتي، ألبسته جواربه، أطعمته بيدي، نمنا قرب بعضنا، شربنا شاياً سوية ولأول مرة بحياتي”..
“قطفت ثمرة 17 عاماً بهذا اللقاء، رأيت ابني ايوب أجمل مما حلمت، شاب لطيف، هادئ واع، كلامه حلو، فعندما اعتقلت كان عمره 25 يوماً، للأسف بسبب الاحتلال واعتقالي في السجون (الاسرائيلية) عاش بعيداً عن أبيه وأنا بعيداً عنه، هو يبحث عن أبيه وأنا أبحث عن ابني”.
“وصلت قبله فقمت بتنظيف الزنزانة وعند الساعة 11:30 فتح السجان الباب، دخل ابني ايوب وحضنني بقوة ورفعني عن الأرض وهذا كسر حاجز 17 عاماً مضت، حاولت ان لا أُضيع ولا دقيقة فتحدثنا طوال الليل وعندما تعب سمحت له بالنوم 3 ساعات وأنا بقيت بجانبه اتأمل ملامحه، وعندما أيقظته قفز على ظهري كالطفل”..
“الساعة الثامنة والثلث صباحاً فُتح باب الزنزانة وجاء الضابط ليعلمني أنهم جاءوا لأخذ أيوب، اختفى من أمام عيني وشعرت أنهم انتزعوا قطعة من قلبي وأخذوه… لقاء انتظرته 17 عاماً ليُختزل بـ 20 ساعة فقط”.
انتهى حديث الاسير الفلسطيني ليلي أبو رجيلة (44 عاماً) وهو من محافظة رام الله المحتلة. أما هذه الشهادة فقد نقلتها محامية هيئة الأسرى عن الأب ليلي ابو رجيلة، الذي اعتقل عام 2006 وحكم بالسجن المؤبد، أما الابن أيوب فاعتقل نهاية سنة 2021، ومنذ اعتقاله حاول مراراً لقاء والده لكن إدارة سجون الاحتلال كانت ترفض باستمرار حتى سمحت له في 25.05.2022.
أما أنا نضال حمد الذي يصادف يوم لقاء الأب بالإبن في الزنزانة أي 25 أيار فهو يوم عيد ميلادي ويوم انتصار شعب الجنوب وكل لبنان على الاحتلال. لقد انسكبت دموعي لا إرادياً وبكيت وأنا أكتب هذه الكلمات وأترجمها للبولندية … شعب فلسطيني مضحي وعظيم واحتلال صهيوني فاشي ولاانساني، ارهابي واجرامي وفلسطينيون خرجوا عن العهد ولم يصنوا الأمانة وعرب صار الصهاينة أحبتهم وحلفاءهم والتطبيع يسري في دماءهم وفي بلادهم…
سننتهي عما قريب منهم ومن الاحتلال.
وسوف يتحرر ليلي وأيوب أبو رجيلة وكل أسرانا وأسيراتنا.
نضال حمد
22-6-2022