أحد الأعياد في الشام عاصمة العروبة والكفاح – نضال حمد
يذكرني آخر أيام عيد الأضحى هذا اليوم وهذا العيد بسنة 1984 حيث وصلت الى الشام عاصمة العروبة وأحرارها، وكنت لازلت أعاني من آثار إصابتي الصعبة في حصار بيروت وثاني أيام مجزرة صبرا وشاتيلا في أيلول 1982. ففي الشام التقيت بأصدقاء وأحبة ورفاق كان تجمعني بهم تجربة الكفاح والنضال مع القائد الشهيد الأمين العام طلعت يعقوب في فصيل فلسطيني عريق وغني التجربة. في جبهة التحرير الفلسطينية. هذا إذا استخدمت مفردات تستخدمها وسائل الاعلام حول التنظيم الصغير والتنظيم الكبير. لأن الصغر والكبر تحددهما الأفعال والميادين الكفاحية والعمليات النوعية والنوعيات الثورية، لا وسائل الاعلام ولا الدولارات والدينارات ولا حتى الدينوصورات الفصائلية.
أما ألاصدقاء فقد تفرقوا ومنهم من بقي على ثباته وموقفه ومنهم من غررت به الثورة المضادة وذهب معها للأسف الشديد. وسيفهم هؤلاء في قادم الأيام أنهم كانوا على خطأ وأن عليهم تدارك فعلتهم. وبالمناسبة لييس كل من يبكي على حلب وادلب وتدمر ومخيم اليرموك حريص عليهم بل هناك من أولائك الناس أي من البكاءين من شاركوا في تدمير المخيم وتلك المدن.
في الشام زرت قبور الشهداء في مخيم اليرموك وزرت مكاتب الأحياء في المخيم وكانت العلاقات السورية الفلسطينية متوترة على خلفية الانشقاقات في المنظمة وفتح وبقية الفصائل، ودعم سوريا للمنشقين، وذهاب أبو عمار بعد حصار طرابلس 1983، هو ومن معه سياسياً الى معسكر الرجعية العربية المستسلمة، ممثلاً بحسني مبارك ونظام كمب ديفيد والملك حسين والأردن والسعودية والخ.
في ذلك الوقت كانت العلاقة السورية الفلسطينية متوترة والضابطة الفدائية شغالة فينا ذهابا وإياباً كأنه لم يكن لديها عمل سوى الفلسطينيين وتنظيماتهم. فقد كانت مرحلة صعبة جداً وأحببت ذكرها لكي يعرف العرب والفلسطينيون الذين خانوا سوريا ووقفوا مع معسكر الأعداء ضدها أننا نقف مع سوريا شعباً وجيشاً ودولة ورئيساً وأحزابا وقوى وشخصيات وطنية وقومية وسورية أصيلة عن قناعة، وليس نفاقاً ولا لأجل أي شيء. فمنا من دخل السجون السورية وتعذب فيها ومنا من أتعبته وأعتقلته المخابرات والضابطة الفدائية والحواجز التي كانت تنتشر في لبنان وفي سوريا أيضاً لكن في بعض الأحيان. ومنا من استشهدوا – ماتوا في مواجهات مؤسفة حصلت بيننا وبين النظام السوري. لكن هذا النظام كان ولازال نظاماً قومياً وطنياً يحمل هم فلسطين والعروبة وهو جزء من معسكر المواجهة الصامد ومن أسسه المتينة. لذا تم استهدافه بشكل عنيف جداً… وحشد الأعداء كل أعوانهم وأدواتهم لإسقاطه أو تدمير سوريا في حال عجزهم عن ذلك.
تحية لسوريا التي لازالت تحتضن معسكر النضال الفلسطيني والقومي العربي. وكل الحب والتقدير للشعب العربي السوري الذي دفع عشرات آلاف الشهداء والجرحى من شبابه ورجاله وجنوده ونساؤه لأجل القضايا العربية وأولها قضية فلسطين.
ولا نامت أعين العملاء والخونة والجبناء.
نضال حمد
23-7-2021