أحمد محمد قاسم بداية في عين الحلوة ونهاية في أمريكا – نضال حمد
من مخيم عين الحلوة الى الولايات المتحدة الأمريكية
هكذا مضى قطار عمرك يا ابن المخيم وحارات الصبا والطفولة.
هكذا انتهت الرحلة حين لم تصل الى محطتها الأخيرة في طيطبا. لكنها وصلت الى محطتها الأخيرة في ولايات أمريكا بعدما لم تتمكن من إكمال المسيرة كل المسيرة.
كان أحمد محمد قاسم عاشقاً لبلدته طيطبا في الجليل الفلسطيني الأعلى المحتل وعاشقاً لمخيمنا عين الحلوة، لناسه الطيبين الذين تربوا على حب فلسطين وربوا الأمل مع أولادهم، الأمل بالعودة الى البلاد كل البلاد، من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها… ومن جليلها الى خليلها ومن بحرها الأبيض المتوسط الى بحرها الميت.
كان أحمد محمد قاسم كما شقيقه وكثيرين من أبناء مخيمنا شاباً كادحاً وطالباً ناجحاً. أرسله والده الرجل الكادح للدراسة في أمريكا. فشاءت الظروف والحروب والمذابح التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني في لبنان أن يبقى أحمد في الولايات المتحدة، حيث تزوج وأنجب أطفالاً.. وهناك عمل وكد فكان مهندساً ناجحاً في عمله. ثم بعد أن أحيل الى التقاعد واصل عمله الخاص وربما اللاستشاري بهمة ونشاط ونجاح.
فيما بعد تمكن منه المرض العضال، اللعين فنال من صحته ثم إختطفه من عائلته ومن أحبته ومن أصحابه ومنا كلنا. تاركاً لنا تذكر وجه أحمد “فتى” المخيم، “صبي” الحارة وأيام الشيطنة الطفولية، رفيق الحارات والألعاب وبداية التكوين. فرفيق النضال في بداياتنا الصبيانية والشبيبية والشبابية.
بعد العيشة في المخيم حتى خصوله على شهادة البكالوريا أمضى أحمد أكثر أو غالبية أو حتى كل سنوات حياته في الولايات المتحدة الأمريكية. هناك مات فلسطينيا لكن بعيداً عن وطنه فلسطين، بلده المحتل وقريته الجليلية طيطبا المحتلة، حيث أقام الصهاينة على أنقاض طيطبا منتزهاً ترفيهياً وحديقة للهو والسهر والسمر وحفلات الكيف والشواء والخ.
يا أحمد المولود من زعتر وميرمية وعين حلوة ومخيم
نم هانئا في نومتك الأخيرة،
نم هانئاً في مكان دفنك فلا بد لفلسطين أن تعيدك وتعيد كل أحبابها الى طيطبا والى البلاد كل البلاد.
نضال حمد
٧-١١-٢٠٢١