أذرع الاحتلال تخطط لاستبدال جسر باب المغاربة الخشبي – إعداد: علي إبراهيم
وأراضي مطار قلنديا مسرح مشاريع استيطانية ضخمة
تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وشهد أول يوم في العام الهجري الجديد اقتحامًا حاشدًا بمشاركة عناصر من المخابرات الأمريكية. وفي سياق استهداف محيط المسجد الأقصى، تروج أذرع الاحتلال أن جسر باب المغاربة الخشبي مهدد بالسقوط، وأنهم بحاجة إلى استبداله، لتلافي وقوع “كارثة”، وتهدف أذرع الاحتلال رفع قدرتهم على استهداف الأقصى، وتمكين شرطة الاحتلال من إدخال آليات عسكرية إلى داخل المسجد. وعلى الصعيد الديموغرافي، تابعت سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، فقد هدمت جرافات الاحتلال 20 محلًا تجاريًا في بلدة حزما، ومنزلًا لسبعة أشقاء في بلدة بيت حنينا. وتسلط القراءة الضوء على تجهيز أراضي مطار قلنديا لتنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة. أما على صعيد التفاعل، تركز القراءة على وقفة مناصرة للشيخ رائد صلاح داخل المسجد الأقصى، وعلى حملة مقدسية لوقف تسريب العقارات في المدينة وخاصة القريبة من المسجد الأقصى، ودعوة المقدسيين إلى تحويل عقاراتهم إلى أوقافٍ ذرية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكل شبه يومي، ففي 4/8 اقتحم الأقصى 168 مستوطنًا، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وبحسب مصادر متابعة تركزت جولات المستوطنين الاستفزازية في المنطقة الشرقية من المسجد. وفي 5/8 اقتحم الأقصى 145 مستوطنًا، أدى عددٌ منهم طقوسًا تلمودية علنية. وفي 8/8 اقتحم الأقصى 286 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، ونفذ المقتحمون جولاتٍ استفزازية في أرجاء المسجد، وشهد الاقتحام محاولاتٍ متكررة لأداء صلواتٍ تلمودية علنية داخل ساحات المسجد. وفي 10/8 اقتحم الأقصى 183 مستوطنًا، بالتزامن مع اليوم الأول من العام الهجري الجديد، وشهد الاقتحام مشاركة 13 عنصرًا من المخابرات الأمريكية، رافقهم عددٌ من ضباط شرطة الاحتلال، تجولوا في أنحاء متفرقة من المسجد.
وفي سياق متصل باستهداف المسجد الأقصى، ففي 5/8 كشفت مصادر إعلام عبرية أن بلدية الاحتلال في المدينة طالبت باستبدال جسر المغاربة التهويدي، الذي يستخدم لوصول المقتحمين إلى الأقصى، وتذرعت البلدية أن الجسر متداعٍ ومهدد بالانهيار، وضرورة تجنب “حدوث كارثة جديدة”، وبحسب مصادر متابعة، تحاول أذرع الاحتلال ومنذ سنوات عدة، بناء جسر تهويدي أضخم، يمكن الاحتلال من إدخال الآليات العسكرية إلى داخل المسجد الأقصى، ويسمح بإدخال أعداد أكبر من المستوطنين.
وفي سياق مختلف من التهويد، ففي 8/8 نفذ عشرات المستوطنين مسيرة استفزازية في منطقة باب الأسباط، وردد المستوطنون شعارات تحريضية وهتافات ضد الفلسطينيين قبل أن ينسحبوا من المكان، وتشهد المدينة المحتلة عددًا من المسيرات الاستفزازية، في محاولة من قبل استفزاز مشاعر المقدسيين، وإعلان سيطرتهم على القدس المحتلة.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 4/8 هدمت جرافات الاحتلال 20 محلًا تجاريًا في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، بذريعة البناء من دون ترخيص. والمحال مبنية منذ نحو 12 عامًا، تضم محال تجارية وأخرى خدمية، وأشار أصحاب العقارات المهدمة إلى أن طواقم بلدية الاحتلال دهمت المحلات قبل أيام، ومنحت المستأجرين مهلة 3 أيام لتفريغ محتوياتها تمهيدًا لهدمها. وفي 9/8 أجبرت بلدية الاحتلال سبعة أشقاء من عائلة العبيدي على هدم منازلهم قسريًا، في حي الأشقرية في بلدة بيت حنينا شمال القدس، ما أدى إلى تشريد حوالي 40 فردًا، على الرغم من دفع الغرامات الباهظة عدة مرات. وفي 10/8 هدمت جرافات الاحتلال منزلًا لعائلة عودة في بلدة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص.
أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، ففي 6/8 كشفت وسائل إعلام عبرية عن مواصلة العمل في أرض مطار قلنديا، في إطار تحضير البنية التحتية لمشروع استيطاني ضخم، تتضمن ربط منطقة المطار بالمستوطنات القريبة، عبر عددٍ من الطرق والأنفاق. وبحسب مصادر فلسطينية سيضم المشروع الاستيطاني الجديد تسعة آلاف وحدة استيطانية، على مساحة 1240 دونمًا من أراضي المطار، لإسكان المستوطنين المتدينين “الحريديم”، إضافةً إلى إقامة أماكن ترفيهية وتجارية ومنطقة صناعية، وفندق ضخم يضم 20 طابقًا، وكانت “اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم” التابعة لبلدية الاحتلال، قد أقرّت المشروع الاستيطاني عام 2020.
وفي سياق الجهات القائمة على تهويد القدس المحتلة واستهداف سكانها، ففي 8/8 كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن “الصندوق القومي اليهودي” يعمل على تسجيل 530 عقارًا في القدس والضفة الغربية المحتلتين في دائرة الأراضي “الطابو”، وبحسب هآرتس تتمحور القضية حول صفقات أبرمها “الصندوق” قبل عام 1948 وبعده، غير أنها لم توثق في “الطابو” حينها، وسيفتح التسجيل الباب لترحيل عددٍ كبير من العائلات الفلسطينية التي تقطن في هذه العقارات، إذ يقع بعضها في مناطق حساسة في القدس المحتلة، على غرار حي الشيخ جراح.
التفاعل مع القدس:
في 7/8 نظمت مجموعة من النساء المقدسيات والفلسطينيات وقفة مناصرة للشيخ الأسير رائد صلاح، داخل المسجد الأقصى، ورفعت المشاركات صورًا للشيخ صلاح ودعت المشاركات للإفراج عن الشيخ رائد صلاح، ووقف التنكيل بحقه من قبل سلطات الاحتلال.
وفي 7/8 أطلق مقدسيون دعوات لوقف تسريب العقارات والمنازل في مدينة القدس المحتلة والمحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، وجعلها تحت ملكية الأوقاف الإسلامية العامة، بهدف حمايتها من عمليات التسريب والحفاظ عليها. وتأتي هذه الدعوات، على خلفية تسريب عقارات مقدسية لجمعيات استيطانية في الآونة الأخيرة، وتحديدًا في بلدة سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى. ودعا خطيب المسجد الأقصى محمد سرندح جميع القرى المقدسية المحيطة بالمسجد الأقصى إلى وقف عقاراتهم إما وقفًا إسلاميًّا أو ذريًّا، ليبقى هذا العقار ملكًا للأوقاف الإسلامية العامة ينتفع فيه أفراد العائلة، ولا يمكن لأي أحد أن يتملكه إلا الناس الذين يستطيعون السكن ضمن شروط الأوقاف. وأشار إلى أن جميع العقارات المحيطة بالأقصى هي عقارات إما وقفية خيرية إسلامية أو ذُرية تشكل نسيجًا حاميًا ودرعًا واقيًا للأقصى.
المصدر: القدس في أسبوع، قراءة أسبوعية في تطورات المواقف والأحداث في القدس المحتلة