أرشيف صحيفة الأهرام المصرية في “إسرائيل”…
أرشيف صحيفة الأهرام المصرية في “إسرائيل”… كيف حصلت عليه تل أبيب؟
جدل واسع بعد إعلان “إسرائيل” طرح أرشيف الأهرام عبر إحدى المنصات الرقمية (وسائل التواصل الاجتماعي)
أثار الإعلان عن تدشين المكتبة الوطنية “الإسرائيلية” أرشيفاً رقمياً لصحيفة “الأهرام” الحكومية المصرية غضباً واسعاً داخل أوساط الصحفيين والإعلاميين بالبلد العربي.
وأعلن حساب “إسرائيل تتكلم العربية” التابع للخارجية “الإسرائيلية”، الأربعاء، عن تلك الخطوة المثيرة للجدل، لافتاً إلى أن “المشروع الجديد يضع بين أيدي القراء في كل مكان نسخاً من صحيفة الأهرام المصرية العريقة منذ تأسيسها عام 1875”.
و”الأهرام” أكبر الصحف المملوكة للدولة المصرية، وتأسست على يد الأخوين اللبنانيين بشارة وسليم تقلا، في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، كما ترأس تحريرها كبار الصحفيين المصريين على مدى تاريخها الممتد منذ 146 عاماً.
ولم يكشف الإعلان “الإسرائيلي”، الأربعاء، مصدر حصول المكتبة الوطنية “الإسرائيلية” على أرشيف صحيفة “الأهرام”.
لكن موقع “القاهرة 24” قال، الأحد، إن الأرشيف الرقمي لصحيفة “الأهرام” يتبع منصة “إيست فيو” الأمريكية، وهي منصة تضم مجموعة هائلة من أرشيف عدد كبير من الصحف العالمية.
وأضاف الموقع الإخباري، دون توضيح مصدر معلوماته، أن منصة “إيست فيو” الأمريكية تعرض الأرشيف الرقمي لصحيفة “الأهرام” بمقابل مادي ( لم يحدده)؛ ما أدى إلى إتاحته لباحثي المكتبة الوطنية “الإسرائيلية”.
واتفاقاً مع المعلومات السابقة، قال الصحفي محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين بمصر: “وفقاً لما وصلني من مصادر مطلعة (لم يكشفها) بمؤسسة الأهرام. عقب إقالة ممدوح الولي من رئاسة مجلس إدارة الأهرام، قام عمر سامي القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة آنذاك ببيع أرشيف الأهرام لشركة أمريكية باسم إيست فيو مقابل 185 ألف دولار”.
وأضاف كامل عبر حسابه على فيسبوك: “استكمالاً للمهزلة فإن العقد الخاص بعملية البيع وقع من طرف واحد دون توقيع ممثل الشركة الأمريكية، كما أن قيمة الصفقة المشبوهة لم تدخل إلى خزينة الأهرام حتى الآن!”.
وتابع: “الشؤون القانونية بمؤسسة الأهرام أجرت تحقيقاً في الواقعة (لم يحدد موعده) انتهى إلى لا شيء، هذه المعلومات الكارثية تستدعي التحقيق العاجل من كل أجهزة الدولة حال ثبوت صحتها”.
بدوره، تساءل الصحفي المعارض خالد البلشي، قائلاً: “يظل السؤال في قصة أرشيف الأهرام هو كيف وصل هذا الكنز إلى إسرائيل؟ وكيف خرج من الأهرام ليتاح عبر مكتبة بالكيان الصهيوني وبأي ثمن؟”.
ومضى البلشي مستنكراً عبر حسابه على فيسبوك: “بدلاً من إتاحة الأرشيف من الأهرام ذاتها للمصريين قبل غيرهم، فتستفيد الصحيفة والباحثون ونستفيد جميعاً بما لدينا من كنوز حقيقية مدفونة؟”.
وتابع: “هو سؤال عن قضية بيع تراث مصر منذ فترة طويلة بدلاً من أن نقوم نحن (المصريين) باستغلاله وإتاحته للجميع، وهو سؤال سيظل قائم طالما تعاملنا مع هذا التراث بوصفه أمناً قومياً”.
فيما انتقد الصحفي أحمد كامل، الواقعة عبر حسابه على فيسبوك قائلاً: “استباح الصهاينة أرشيف الأهرام كما استباحوا أرضنا وأقصانا”.
وأضاف كامل: “شيء من الخجل ليدفع المجلس (الأعلى للإعلام) للتحقيق والاحتجاج على تلك الكارثة، وللكشف عن أي فساد كان له دور في ذلك”.
كما ضجت منصات التواصل الاجتماعي بانتقادات للواقعة، فيما لم يصدر عن صحيفة “الأهرام”، حتى الساعة، أي تعليق بالخصوص، أو توضيح للمعلومات حول مزاعم بيع أرشيفها إلى منصة “إيست فيو”.