أسعد كعوش -الحلقة الثالثة- إعداد نضال حمد وموقع الصفصاف
عند الوصول الى مخيم المية ومية والإقامة هناك، تعرف أسعد كعوش على الفنان الأستاذ وهيب السبكي أشهر عازف عود في مدينة صيدا. من خلال الفنان وهيب السبكي تعرف الى أحد أشهر عازفي الكمان – الكمنجة في لبنان وهو الأستاذ “الياس الناشف” من بلدة مغدوشة جارة مخيم عين الحلوة والتي تقع بمكان غير بعيد عن مخيم المية ومية حيث تفصل بينهما تلة سيروب وبلدة درب السيم.
في نفس الفترة الزمنية تلك تعرف إلى الفنان الصيداوي، الوحيد، الذي كان يغني في الإذاعة اللبنانية وهو الفنان سامي الصيداوي. عاش مع هؤلاء الفنانين سنوات وتعلم منهم العزف على العود والغناء.
هكذا كانت البداية بعد النكبة والظروف الصعبة في المخيم بعيداً عن الوطن السليب وعن بلدته ميرون التي أصبحت تحت الاحتلال الصهيوني كما كل فلسطين.
قبل أن نغلق باب التعارف قال الأستاذ أسعد كعوش حسبما نقلت لي حفيدته “هديل” أنه في بداية سبعينيات القرن الفائت كان تعرف على عازف الكمان “الياس حوا” وهو عازف فلسطيني كان يقيم في مدينة طرابلس شمالي لبنان.
في عام ١٩٦٥ بدأ أسعد كعوش بتشكيل فرقة فنية غنائية ومسرحية وكان من أهم شباب فرقة المسرح فنان كبير أسمه أحمد حيدر الملقب ب “أبو شعلان” ومعه الممثل الكوميدي المشهور “رعد كروم” الذي توفاه الله قبل شهر تقريباً وكان يقيم في دولة السويد قبل وفاته. أما من ممثلي المسرح فقد كان هناك الممثل صلاح حداد وعبدالله كروم ووليد زيدان.
الفرقة الموسيقية التي كان الأستاذ أسعد كعوش مسؤولاً عنها وكانت تضم بعض العازفين وأشهرهم ضابط الإيقاع “محمد القرش” الذي رافق الأستاذ أسعد في جميع حفلاته في الستينيات والسبعينيات. شخصياً ومن خلال بحثي عن المعلومات عن الفرقة والذين كانوا فيها تواصلت وتكلمت مع الأخ محمد القرش على مدار الأيام الثلاثة الفائتة، تحدثنا حول الفرقة وقد حدثني عنها وزودني ببعض الملاحظات والمعلومات الهامة، سوف آتي على ذكرها في قادم الحلقات. بالمناسبة أشكر الأخ صالح العلي في السويد الذي أرسل لي كيفية الاتصال بالفنان محمد القرش.
كما كان هناك في فرقة الأستاذ أسعد في ذلك الزمن، فنان كبير يقال أنه كان صاحب أجمل صوت في مدينة صيدا ويدعى “أبو بهيج” وهو من كمب العتيق أي من مخيم طوارئ عين الحلوة.
في معرض حديثه لموقع الصفصاف قال لنا الأستاذ الفنان أبو العبد كعوش أنه في منتصف السبعينات أسس فرقة البيادر الفلسطينية للدبكة والفنون الشعبية. كانت تضم أشهر عازف “أورغ” وهو العازف الفلسطيني “نصر النصر” من مخيم عين الحلوة. كما وضمت ضابط الإيقاع “محمد القرش” وعازف الناي “عاطف وهبي” من بلدة السكسكية جنوب صيدا.
في حديثه مع موقع الصفصاف عن فرقة الدبكة أضاف أستاذنا أسعد كعوش أنها كانت بقيادة مدرب الدبكة الشاب “أسامة أيوب” وكانت تتألف من 6 بنات و6 شباب”. في ذلك الوقت اتصل مسؤول معسكر الأشبال الأخ “هواري” وطلب من أبي العبد كعوش أن يقوم بتدريب الدبكة والأغاني الوطنية لمجموعة من الأشبال والزهرات بالتعاون مع المدربة نجاة يونس والمدربة يسرى كريم.
الأستاذ أسعد كان معلمي أنا نضال حمد كاتب هذه السطور في مدرسة قبية الابتدائية وقد إعتقد بأنني كنت شبلاً في فرقة الدبكة بذلك الوقت، لكن الحقيقة أنني لم أكن في المعسكر فقد كنت أنتمي لفصيل آخر. لكنني أعرف بعض الأخوة والأخوات من الأشبال والزهرات الذين كانوا هناك وفي الفرقة. منهم على سبيل المثال هيام والهام والأخت والصديقة والرفيقة والجارة في عين الحلوة وفي النرويج عطاف أم سهيل. فقد حدثتني قبل أيام قليلة عن تلك الأيام والفرقة والدبكة والتدريب وأبوة وروعة الأستاذ أسعد كعوش مدرب الفرقة.
خلال سنوات السبعينيات كانت فرقة “البيادر” تقوم بإحياء مهرجانات كبيرة وكثيرة في المخيمات الفلسطينية في لبنان من الشمال حتى الجنوب. كما قامت بإحياء حفلات فنية في مدينة دمشق وخصوصاً في مخيم اليرموك ومعسكر الزبداني للطلائع.
تحدث خلال المقابلة الأستاذ أسعد عن فنانين فلسطينيين من بيروت هما هنري والياس. تكلم متذكراً الفنان “الياس” وعمه الذي كان يعمل في الكنيسة، فقد كان رجل دين مسيحي أي خوري… والحقيقة أن ذاك الخوري هو والد عازف الغيتار الفلسطيني الشهير، ابن الرملة، الذي عمل مع الفنان الراحل الكبير عبدالله حداد، صاحب أغنية “يا معود إلا التكتيك”… وكذلك “الياس” هو قريب العازف “هنري” واسمه الياس فرهود وقد توفي في حادث مؤسف بلبنان. كانا فلسطينيين محبين لفلسطين وشاركا في تدريب فرقة الأشبال والزهرات في معسكر عين الحلوة وبتدريب فرق أخرى… أما هنري درب الدبكة والغناء والعزف في معسكر اشبال عين الحلوة لمدة 6 شهور فقط ثم عاد الى بيروت.
في سنة ١٩٧٥ سافر أسعد كعوش الى ايطاليا مع فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير و هذه الفرقة كانت تتألف من فرقة موسيقية غنائية وفرقة دبكة وفرقة أبناء الشهداء في سوق الغرب. أحيت حفلات عديدة في معظم المدن الإيطالية.
في عام ١٩٨١ دعى الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي فرقة البيادر الفلسطينية للمشاركة في أعياد الثورة الليبية أي ثورة الفاتح من سبتمبر. كانت الفرقة الموسيقية بقيادة العازف نصر النصر وفرقة الدبكة بقيادة سمير كروم “أبو علي”. بالمناسبة فقد أحيت وأقامت فرقة البيادر أكثر من أربعين حفلاً في احتفالات الفاتح وحصلت على ثمانية دروع في أهم الكليات العسكرية الليبية.
في عام ٢٠١٤ شارك الأستاذ أسعد كعوش “أبو العبد” في مهرجان أقيم في الدانمرك بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني.
الى اللقاء في الحلقة القادمة
أعداد نضال حمد وموقع الصفصاف
21-1-2022