أعداء الشمال وأعداء الجنوب بعد استعادة حلب – ثريا عاصي
أعود إلى الفرضية في تفسير الهجوم على تدمر أثناء المرحلة الأخيرة من تحرير حلب من القاعدة – جبهة النصرة، وطرد هذه الأخيرة باتجاه مدينة إدلب … يبدو أنّ الهجوم على تدمر نفّذته الجماعات التي تسمى داعش، التي من المحتمل أن تكون أداة أميركية. مثلما أنّ النصرة – القاعدة شأن فرنسي..
قلت ليس مستبعداً أن تكون الغاية من هجوم داعش على تدمر، وهو بحسب الأخبار هجوم كبير، وأنّ القوات التي تقوم به جاءت من الموصل .. أي إنّها استطاعت الوصول من الموصل إلى تدمر رغم أنّ أجواء سورية مزدحمة بالطيران العسكري الذي دخلها بحجة محاربة داعش!!
ليس مستبعداً إذن أن تكون الغاية من هذا الهجوم على تدمر هو إحراق قوات داعش المهاجمة، لأن السوريين والروس وحلفاءهم لن يقبلوا باحتلال تدمر من جديد. وبالتالي فإنهم سيحاربونها حتى سحقها في تدمر .. بمعنى أن اميركا وتركيا، وهما في أغلب الظن وراء تحرك داعش، يريدان إضعافها لذا أقحموها في حرب تدمر.
فمن البديهي ان هذه المعركة في تدمر سوف تضعف الجيش السوري أيضاً، ولكن هذا مطلوب أميركياً طبعاً، بل هو من الثوابت، بالإضافة إلى إطالة أمد الحرب إلى أقصى حدّ ممكن.
ينبني عليه، ان تجمع قوات كبيرة لداعش في الرقة وشرق الفرات .. هو معطى لا بد من اخذه بعين الاعتبار، للدور الذي يمكن ان تؤديه داعش في المرحلة القادمة، لنسميها مرحلة ما بعد استعادة حلب .. وما يجري في تدمر يثبت ذلك ..واستطراداً يمكننا القول ان الحشود التي تتكون في إدلب وجسر الشغور، تمثل خطرا يتهدد المناطق الساحلية ربما، او قل فتح جبهة في الشمال الغربي..
وهنا لا منأى من الملاحظة بان الدور التركي ظاهر وأساسي في مجمل هذه التطورات . فتركيا في جرابلس، وهي في مدينة الباب التي من المرجح ان تنسحب منها داعش لتسلمها للجيش التركي .. وليس مستبعداً ان تكون تركيا مع الولايات المتحدة طبعاً وراء العملية في تدمر او بالأحرى مناورة مدينة تدمر..
مجمل القول ان حلب عادت الى حضن الوطن. والرأي عندي ان المرحلة القادمة عنوانها إدلب والرقة ودرعا…
وللحديث بقية
“الديار”