أعلن رسمياً عن تأسيس “مؤتمر المَسار الفلسطينيّ البَديل”
رسمياً الإعلان عن “مؤتمر المَسار الفلسطينيّ البَديل“
خاص الصفصاف – أوسلو: / بيروت – القدس – مدريد
الاثنين 2 نوفمبر 2020
أعلنت مجموعة من الشخصيات وممثلي جمعيات أهلية وشعبية في فلسطين المحتلة والشتات عن إنطلاق التحضيرات والاستعداد إلى عقد “مُؤتمر المَسار الفلسطيني البَديل” في العاصمة الاسبانية مدريد نهاية أكتوبر العام المُقبل2021 .
وجاء في بيان الدعوة للمشاركة في المؤتمر الذي سيأتي مُتزامنًا مع مرور 30 عامًا على “مؤتمر مدريد للسلام” الذي عقد في العام 1991 ” ندعو جماهيرَ شعبنا الفلسطينيّ، وكافة المنظّمات والحركات الطُلّابيّة والشبابيّة والنسائيّة والمُؤسّسّات الأهلية والشعبيّة في عُموم الوطن والشتات، إلى الوحدة والتعاون والمشاركة الفاعلة في إطلاق أوسع حَراك شعبيّ، فلسطينيّ وعربيّ وأمميّ، يَقطع مع قيود المرحلة السابقة ونهج مدريد – اوسلو ، ويؤسِّس لمرحلة جديدة، من خلال المشاركة الجماهيرية الواسعة في “مؤتمر المسار الفلسطيني البديل” مؤتمر كل فلسطين، كل الشعب وكل الحقوق، مُؤتمر البَديل الوطنيّ الشعبيّ والديمقراطي”
وقالت مصادر فلسطينية مُطلعة إن ” الأسماء المشاركة في هذه المبادرة والاعلان المُبكر عن هذا المؤتمر وما جرى نشره من وثائق حتى الآن كلها عناصر ايجابية تُبشر بحراك فلسطيني جديد ينطلق هذه المرة من القاع الشعبي ومن خارج السياق المتوقع من شأنه أن يُحرّك المياه الرّاكدة في السياسة الفلسطينية وخلق حالة من الحوار المطلوب والذي نأمل أن يتجاوز الخطاب التقليدي للقوى الفلسطينية وحديثها المُكرر عن جولات المصالحة والانتخابات وغيرها من عناوين ”
ويُعتبر “مؤتمر مدريد للسلام” الذي عقد في نهاية اكتوبر – اوائل نوفمبر من العام 1991 المحطة العلنيّة الأولى التي جمعت كل الدول العربية تقريباً مع الكيان الصهيوني بالرعاية الامريكية والروسية حيث انطلق منها قطار التطبيع والكسر العربي الرسمي والعلني للاءات الخرطوم الثلاث بعد عدوان عام 1967 ” لا صلح لا تفاوض لا اعتراف”
وقالت مصادر خاصة من داخل اللجنة المنظمة للمؤتمر ” آن الآوان ان يحرر شعبنا قضيته الوطنية من قبضة وقيود مرحلة مدريد – أوسلو. فالعناصر الأساسية لنجاح هذه المبادرة الشعبية تكمن في اتساع وحجم المشاركة الشبابية والطلابية والمناضلين والجمعيات الأهلية من كل المناطق والقارات وتوفير الأجواء الايجابية من أجل البدء في ورشة عمل وطنية وحوار مسؤول يؤمن حق الجميع في صناعة قرارات وتوجهات المؤتمر”.
وأكدت المصادر ان المهم هو ” ما بعد عقد المؤتمر وليس ما قبله فقط” مشيرة الى أن اللقاء في حد ذاته ” ليس هو هدفنا بقدر ما نريد تغيير جذري في كل مجرى السياسة الفلسطينية وفق الإرادة الشعبية الفلسطينية وليس وفق رغبة أشخاص”
وجاء في بيّان الدعوة :
إنّ شَعبنا الفلسطيني الذي أعاد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينيّة ومُؤسّساتها كافة، واطلق ثورة تاريخية شعبية ومُسلّحة في ستينيّات القرن الماضي، فأعاد الاعتبار إلى الهوية الوطنيّة الفلسطينيّة، ووضع الميثاق الوطني الفلسطيني وتحمّل مسؤولياته الوطنية والقومية، هو الأقدَر على إعادة تصويب البوصلة الوطنيّة والعربية والأمميّة، وهو الأقدَر على قلب الطاولة على كل القوى المُعادية التي شاركت في جريمة مدريد ــــ اوسلو، والأقدر على استعادة توازن جناحي الحركة الوطنية الفلسطينية بين الوطن والشتات، ودعم صمود الطبقات الشعبية، وتصويب دَفة النضال التحرري الفلسطيني نحو فلسطين، كُل فلسطين، ومن أجل حماية وحدة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنيّة الغير قابلة للتصرف”
موقع المؤتمر:
MASARBADIL.ORG
–
(أهداف المؤتمر)
أوّلًا: الرّد الشعبيّ الفلسطينيّ والعربيّ والأمميّ على مسار مدريد – أوسلو ، وإعلان فشل هذا المسار الكارثيّ، من قلب العاصمة الإسبانيّة (مدريد) في أكتوبر 2021، وتجديد رفضنا ورفض أنصار فلسطين في العالم لكلّ الاتفاقيّات والمعاهدات التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطينيّ منذ “وعد بلفور” المشؤوم حتى آخر ما أقدمتْ عليه – أو قد تُقْدم عليه – السلطةُ الفلسطينيّةُ مع الكيان الصهيونيّ، واعتبارها اتفاقيّاتٍ ومعاهداتٍ باطلةً غيرَ شرعيّة.
وعليه، فإنّ المشاركة الشعبية الفلسطينيّة والعربيّة والأمميّة في هذا المؤتمر مسألة أساسيّة في تحقيق المضمون الشعبيّ الديمقراطيّ للمؤتمر ومُخْرَجاته. كما أنّ المشاركة في التحضير للمؤتمر وضمان نتائجه الوطنيّة مسؤوليّة فرديّة وجماعيّة.
ثانيًا: الردّ السياسيّ على المرحلة الراهنة، التي أسّستْ للمسار المذكور أعلاه، وذلك من خلال البحث الجادّ عن بدائل وطنيّة جديدة تعتمد على حقّ شعبنا في المشاركة أساسًا لمواجهة نهج التفريط والاستسلام، ونهج المثلّث الرجعيّ في المنطقة (كامب ديفيد – وادي عربة – أوسلو) وكافّة الاتفاقيّات التي أبرمتها الأنظمةُ العربية مع الكيان الصهيونيّ – وآخرُها اتفاقُ التطبيع بين الإمارات والبحرين والسودان من جهة، والكيان الصهيوني من جهة ثانية بـ”رعاية” أمريكيّة..
ثالثًا: تحرير صوت جماهير شعبنا في الوطن والشتات، واستعادة دورها المركزيّ في قيادة حركة النضال الوطنيّ التحرّريّ، وإعادة الاعتبار إلى وحدة قواعد الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة في عموم فلسطين المحتلة، والشتات. إنّ الشعوب الحرّة وحدها هي التي تستطيع حمايةَ حقوقها واستعادة مؤسّساتها وثرواتها المختطفة وتحرير أوطانها من الاستعمار. وشعبُنا في الشتات الذي تحمّل ويلاتِ التشرّد والنكبة المستمرّة لا يزال قادرًا على تصويب البوصلة الوطنيّة مرةً أخرى نحو كلّ فلسطين وكلّ الحقوق.
رابعًا: بناء جسور النضال المُشترك مع جماهير شعبنا في عموم الوطن المحتلّ، وتحمّل المسؤوليّة الوطنيّة في تعزيز مقاومته وصموده أمام جرائم الاحتلال الصهيونيّ ومخطّطاته الاستعماريّة في كلّ فلسطين المحتلة. إنّ مهمّة الشتات التاريخيّة، منذ العام 1948، كانت إطلاقَ ثورة الشعب الفلسطينيّ، وبناءَ مؤسّساته الوطنيّة، وتحمّل المسؤوليّة تجاه كلّ الطبقات الشعبيّة الفلسطينيّة المفقرة والمستغلّة، خصوصًا في المخيّمات واحزمة البؤس، داخل فلسطين وخارجها.
خامسًا: استعادة الحاضنة الشعبيّة العربيّة ودورها التاريخيّ ومسؤوليّتها القوميّة والإنسانيّة تجاه فلسطين باعتبارها القضيّة المركزيّة للشعوب العربيّة، علمًا أنّ تحقيق انتصارات وطنيّة-اجتماعيّة محليّة في الأقطار العربيّة يصبّ حتمًا في مجرى مشروع التحرير والعودة إلى فلسطين.
سادسًا: إذ نتمسّك بإنجازات شعبنا على الصعيد العالميّ، وبالمقولة التاريخيّة للشهيد الأديب غسّان كنفاني “إنّ فلسطين اليوم ليست قضيّةً للفلسطينيين وحدهم، بل قضيّةُ كلّ ثوريّ، وقضيّةُ الجماهير المضطهَدة في عصرنا” فإنّ من أهمّ أهداف مؤتمرنا تعزيزَ البُعد الأمميّ مع فلسطين وشعبها، وتطويرَ دور القوى الشعبيّة الصديقة المؤيِّدة للحقوق الفلسطينيّة، واعتبارَ حركة شعبنا الفلسطينيّ التحرريّة جزءًا لا يتجزّأ من نضال حركات التحرر في العالم ضدّ الإمبرياليّة والصهيونية والعنصريّة ونظام الاستغلال.
سابعًا: إطلاق حركة شعبيّة موحّدة، و هيئة وطنيّة ( مجلس المؤسّسات والجمعيّات الأهليّة الفلسطينيّة) لتكون قادرةً على قيادة جماهير شعبنا والدفاع عن حقوقنا الوطنية والمدنيّة، وتحرير الطاقات الكامنة لدى شعبنا الفلسطينيّ، وبخاصةٍ الأجيال الشابة، وتعزيز موقعها القياديّ المُقرَّر في المرحلة القادمة.
–
بيان و دعوة للمُشاركة
***
نحو إعلان مَرحلة نضاليّة جَديدة ونهاية مَسار مَدريد – أوسلو
مؤتمر المَسار الفلسطيني البَديل
(نحو عَقد ثوريّ جديد )
مَدريد – اسبانيا
أكتوبر – نوفمبر 2021
***
“”إذا كُنّا مُدَافعين فاشلين عَن القَضيّة، فَالأجدرُ بِنا أن نُغيّر المُدَافعين،لا أن نُغيّر القَضيّة” (غسّان كنفاني)
لأسباب كثيرة باتت مَعروفة لِشعبنا الفلسطينيّ في عُموم الوَطن والشتات، وَصلتْ “عمليّة التسويّة” مع الكيان الصهيونيّ التي بدأت في العَلَن قبل نحو ثلاثين عاماً في العاصمة الإسبانية مدريد، كما وَصلَ معها النهج السيّاسي الفلسطيني الذي مثّلته قيادة مُنظمة التحرير الفلسطينيّة، واتفاقيات أوسلو الكارثيّة فيما بعد ، إلى مَصيرها النهائيّ المُتوقع: الفَشل الذريعْ، فيما شَكّل هذا المسار ربحًا صافيًا للكيان الصهيوني الذي حقق بدوره مكاسب استراتيجية كبرى. .
لقد كان “مؤتمر مدريد للسّلام” في نهاية أكتوبر عام 1991 مُحصّلة طبيعية لما جرى من مواقف وسياسات رسميّة فلسطينيّة وعربية بدأتْ منذ العام 1974 وكان مُنعطفاً خَطيراً في مسار القضية الفلسطينيّة وبداية الإنحدار والتراجع الكبير ، فلسطينيًا وعربيًا ودولياً. ويذْكر شعبُنا كيف حَضرتْ وفود عربية رسمية وجَلَسَت على طاولة واحدة مع مُمثليّ الكيّان الصهيوني، لأول مرّة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، وأمام كاميرات العالم وعيونه وحيث جرى الكسر العلني الرسمي الشامل لما عُرف يوماً بـ ” لاءات الخرطوم الثلاث: لا تفاوض، لا صلح ، لا اعتراف” ..
وفي ذاك المؤتمر حَضَر الوفد الفلسطيني أيضاً، تحت عباءة النظام الأردني، مُتجاوزاً قرارات المجلس الوطني الفلسطيني، ومُتخلياً عن وحدانيّة تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية. لقد شكّل المُؤتمر ربحًا صافيًا للإمبريالية الأمريكيّة أيضاً، ونقطة تحول تاريخية، في لحظة فارقة كانت تستعد فيها الولاياتُ المتحدة إلى قيادة العالم بمفردها بعد حرب الخليج الأولى وتفُكك الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي وما تبع ذلك من تغيرات جوهرية في موازين القوى على المستويات كافة، الدولية والعربية والفلسطينية.
إذن، مَضى على انعقاد مؤتمر مدريد بالرّعاية الأمريكيّة في أكتوبر / وبداية نوفمبر 1991 نحو ثلاثة عُقود تقريبًا. كما مضى نحو 27 عاماً على مسار أوسلو التصفوي. هذا يعني أنّ جِيلًا فلسطينيًّا جَديدًا قد وُلد في الوطن والشتات، وتضاعفت أعداد الشعب الفلسطيني من نَحو ستّة ملايين إلى نحو 13 مليونًا ، وصار من الطبيعيّ، بل من الواجب الوَطني أيضاً، أن يتحَفّز هذا الجيل الفلسطيني الجديد ليتحمل مَسؤوليته الوَطنيّة ويحمل راية الكفاح الوطنيّ ولواء التحرير والعودة، ويُحرر الطاقات الشعبيّة الكامنة لمواجهة مشاريع الشَطب والتطبيع والتصفية.
إنّ تحقيق هذا الهدف يَستوجب الشروع الفوريّ في تحمُّل المسؤوليّة الوطنية على المستوى الفرديّ والجماعيّ. كما يشترط التلاقي والتعاون الجماعيّ حول إنجاز البرامج النضاليّة والأهداف المباشرة والإستراتيجيّة. وقبل أيّ شيء، يشترط استعدادًا للتضحية والمشاركة الشعبيّة الواسعة في إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية والشعبية من جهة ومجابهة الحركة الصهيونيّة ومُؤسّساتها وكيانها الاستعماريّ العنصريّ في فلسطين المُحتلّة من جهة أخرى، من دون إغفال ضرورة التصدي في الوقت ذاته لمشروع الطبقة الفلسطينيّة التي احتكرت القرار السياسي وبَدّدَت تضحيات شعبنا ودمرت إنجازاته الوطنيّة الكبرى واسَّست، عبر إتفاقيات أوسلو الكارثيّة، سُلطة عاجزة وفاقدة للشرّعية، هي سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود في مناطق ومدن داخل الضفة الفلسطينيّة المُحتلّة.
إنّ شَعبنا الفلسطيني الذي أعاد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينيّة ومُؤسّساتها كافة، واطلق ثورة تاريخية شعبية ومُسلّحة في ستينيّات القرن الماضي، فأعاد الاعتبار إلى الهوية الوطنيّة الفلسطينيّة، ووضع الميثاق الوطني الفلسطيني، وتحمّل مسؤولياته الوطنية والقومية، هو الأقدَر على إعادة تصويب البوصلة الوطنيّة والعربية والأمميّة، وهو الأقدَر على قلب الطاولة على كل القوى المُعادية التي شاركت في جريمة مدريد ــــ اوسلو، والأقدر على استعادة التوازن لجناحي الحركة الوطنية الفلسطينية، بين الوطن والشتات، ودعم صمود الطبقات الشعبية، وتصويب دَفة النضال التحرري الفلسطيني نحو فلسطين، كُل فلسطين، ومن أجل حماية وحدة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنيّة الغير قابلة للتصرف..
ويُدرك شعبنا الفلسطيني اليوم، على ضَوء هذه التجربة الطويلة والمريرة، أن حالة التصدُّع والانهيار التي أصابت المؤسّسة الفلسطينية الرّسمية (م. ت. ف) كانت في الواقع مُحصّلة سياسات رسميّة فلسطينيّة وعربية ودولية بدأتْ بالدعوة إلى مؤتمر جنيف 1973 وتبني قيادة م. ت. ف ما يسمّى مشروع “الدولة الفلسطينية” وبرنامج النقاط العشر 1974، وخروج نظام أنور السادات (كامب ديفيد) من ميدان الصراع العربي-الصهيوني 1977 والتساوق السرّي والعلني مع مشاريع تصفوية لا حصر لها كرّستْ بدورها النهجَ الإقصائيّ الفاسد في الساحة الفلسطينية الذي ضرب مرتكزات الإجماع الشعبيّ الفلسطينيّ وأشاع الوَهَن والصراعات الداخليّة وثبّت سياسة التفرّد والإقصاء ونشر ثقافة الاستزلام وعبادة الفرد – الزعيم؛ كما أفرغ مُؤسّساتنا الوطنيّة واتحاداتنا النقابيّة والشعبيّة من مضمونها الثوريّ الديموقراطي.
هذا النهج المُدَمِر هو ذاته الذي فَتح باب التطبيع واسعًا على مِصراعيه بين الأنظمة العربيّة وغيرها مع كيان الإحتلال الصهيونيّ، وساهم في تعميم ثقافة الهزيمة، وشرّع للتعاون الأمنيّ مع أجهزة العدوّ الصهيوني، مُستهدفًا مقاومة شَعبنا وطلائعه الوطنيّة والثوريّة.
إننا نتطلع، في هذه اللحظة التاريخية من مسيرة شعبنا، إلى مرحلة نضاليّة جديدة، وعيونُنا شاخصة نحو الأجيال الفلسطينيّة الشابّة على نحو خاص في انتزاع دورها القياديّ والمشاركة والحَشد في مؤتمر “المسار الفلسطيني البديل” الذي سَينعقد بين 31 اكتوبر- 2 نوفمبر 2021 في مدريد، وقيادة هذا الجهد الوَطني الشعبيّ والسير به نحو بلوغ أهدافه الوطنيّة كافة. كما نتطلع إلى أن يكون مُؤتمرُنا محطةً للحوار الديمقراطيّ المسؤول حيث يُمكن تطوير دور الأفراد والمُؤسّسات على حَدٍ سَواء.
إنّ دور الشباب الفلسطيني والعربي في رسم طريقنا الجديد، وفي تحديد مَعالمه الرّاهنة والمستقبليّة، مسألة أساسيّة لا مُجرّد ترف فكري أو شعارات للاستهلاك والتنظير المجّانيّ. هذا الدور هو الشَرط الأساس اللازم لتحرير صوت شعبنا والتعبير عن إرادته الشعبية الموحدة وتوليد قيادة وطنية جماعيّة موثوقة وموحدة تؤمن بالحوار وقواعد العمل الجماعي وتنبثق من وسط الجماهير ومن ساحات النضال والمواجهة الشاملة المباشرة ضد الحركة الصهيونية وحُلفائها في المنطقة والعالم.
وهذا يعني، بالقدر نفسه، ضرورة المُشاركة الفاعلة لنساء فلسطين في الشتات، واحترام دورهن المركزيّ القيادي في حركة النضال الفلسطيني، وفي قيادة الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، على طريق تحقيق المشاركة والمساواة الشاملة في إطار مشروعنا التحرري الوطنيّ والإجتماعيّ.
وعليه ،
فإنّنا ندعو جماهيرَ شعبنا الفلسطينيّ، وكافة المنظّمات والحركات الطُلّابيّة والشبابيّة والنسائيّة والمُؤسّسّات الأهلية والشعبيّة في عُموم مناطق الشتات، إلى الوحدة والتعاون والمشاركة الفاعلة في إطلاق أوسع حَراك شعبيّ، فلسطينيّ وعربيّ وأمميّ، يَقطع مع قيود المرحلة السابقة ونهج مدريد – اوسلو ، ويؤسِّس لمرحلة جديدة، من خلال المشاركة الجماهيرية الواسعة في “مؤتمر كلّ فلسطين، كل الشعب، كل الحقوق .. مُؤتمر البَديل الوطنيّ الشعبيّ والديمقراطي.”
لِنُشاركْ معًا في صُنع هذه المحطة التاريخيّة التي نأمل أن تكون قاعدةً شعبيةً لانطلاقةٍ تُجدِّد دماءَ الحركة الوطنيّة في الشتات، وعلامةً فارقةً في تاريخ شعبنا، على طريق تحقيق كامل أهدافنا وحقوقنا في التحرير والعودة. لنُعِد الاعتبارَ إلى المبادئ والقيم الإنسانيّة الثوريّة في تجربتنا الوطنيّة، ولنعزّزْ قيمَ العمل التطوعي والتضحية والتكافُل والمُساواة.
وفي ذكرى وعد بلفور المشؤوم يوم 2 نوفمبر 2021 ، اليوم الأخير من مؤتمرنا ، ستنطلق مسيرةٌ شعبيّة حاشدة نحو السفارة البريطانية تحت شعار : لَنْ يَمُرّ مشروعُكم الاستعماريّ في فلسطين… لن ننسى ولن نغفر!
وفي ذكرى مؤتمر مدريد التصفويّ سنصرخ بصوت موحد: لَنْ يَمُرّ مشروعُكم الصهيونيّ الاستيطاني العُنصري في بلادنا.
لا بديل عن فلسطين إلّا فلسطين المُحرّرة من النَهر إلى البَحر
المَجد والخلود للشهداء
الحُرية للأسرى والأسيرات
عاش نضالُ شعبنا الفلسطيني في كلّ مكان
لنُواصلْ طريقنا نَحو التحرير والعودة
معًا نَنَتصر، ولا نَنَتصر إلّا معًا
لجنة المُبادرين/ات
(مؤتمر المسار الفلسطيني البَديلْ)
مدريد، اسبانيا. 1 نوفمبر 2020
–
(وثيقة الأُسُس النضاليّة)
أوّلًا: فلسطين، بحدودها التاريخية، وحدةٌ إقليميّةٌ واحدة، لا تمييزَ فيها بين ما سقط تحت الاحتلال الصهيونيّ عام 48 أو عام 67. وهي جزءٌ لا يتجزّأ من الوطن العربيّ الكبير. وهي الوطن الطبيعيّ للشعب الفلسطينيّ.
ثانيًا: النكبة التي يعيشها الشعبُ الفلسطينيُّ منذ العام 1947، من اقتلاعٍ وتهجيرٍ وتطهيرٍ عرقيّ ومنعٍ من العودة واستعمارٍ وتفكيكٍ للبنى الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسية للمجتمع الفلسطينيّ، يمثّل ظلمًا تاريخيًّا متواصلًا ومستمرًّا، تمارسه الحركةُ الصهيونيّة، المدعومةُ من الإمبرياليّة العالميّة والقوى الرجعيّة المحلّيّة والإقليميّة المتواطئة.
ثالثًا: لا إزالةَ للظلم التاريخيّ المستمرّ الواقع على الشعب الفلسطينيّ إلّا بعودة هذا الشعب إلى دياره الأصليّة، غيرَ مجتزأةٍ ولا منقوصة، واستعادة ممتلكاته ونيل تعويضه من كلّ ما لحقه من مآسٍ.
رابعًا: الشعب الفلسطينيّ، في مسيرته النضاليّة من أجل تحرير أرضه والعودة إليها وتقرير مصيره عليها، تنظّم في إطار منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وحدّد أهدافَه ووسائلَ نضاله في الميثاق الوطنيّ المُقَرّ في الدورة الرابعة للمجلس الوطنيّ (القاهرة 17 يوليو 1968). وأيُّ تعديل على هذا الميثاق يمسّ التحريرَ الكاملَ والعودةَ الكاملةَ يُعتبر باطلًا ولاغيًا ومرفوضًا.
خامسًا: كلّ الاتفاقيات والتفاهمات والتسويات منذ مؤتمر مدريد (1991) تُعتبر باطلةً ولاغيةً ومرفوضة. ولا شرعيّةَ لأيّ مشروع فلسطينيّ إلّا إذا التزم بالثوابت الآتية: أ) فلسطين الوحدة الواحدة. ب) عودة اللاجئين والمهجّرين إلى ديارهم الأصلية، واستعادة ممتلكاتهم وتعويضهم عمّا فقدوه. ج) حقّ الشعب الفلسطيني، أينما وُجد، في تقرير مصيره على أرض فلسطين.
سادسًا: العلاقة بين مختلف مكوّنات الشعب الفلسطينيّ، في الوطن والشتات، هي علاقةٌ تكامليّة. وما “خصوصيّةُ” أيّ ساحةٍ إلّا من أجل المزيد من التكامل المبدع في الأدوار النضاليّة، وصولًا إلى تحقيق التحرير الكامل.
سابعًا: إنّ الشعبَ الفلسطينيّ، الذي يناضل ضدّ الاستعمار الصهيونيّ المدعوم من كلّ القوى الإمبرياليّة والرجعية، هو وريثُ تاريخٍ نضاليّ وحقوقيّ لمختلف حركات التحرّر الوطنيّ في العالم. وهو من ثمّ رفيقُ دربٍ لكلّ هذه الحركات.
ثامنًا: إنّ كلّ محاولة للوقوف في طريق نضال الشعب الفلسطينيّ، بأيّ صيغة كانت، تشكّل جريمة وتشريعًا لجرائم الاستعمار الصهيونيّ التي تُرتكب يوميًّا في حقّ الشعب الفلسطينيّ.
تاسعًا: إنّ الشعب الفلسطينيّ، في وصفه طليعةً متقدّمةً لحركة التحرر العربيّة في النضال ضدّ الأطماع الإمبرياليّة والصهيونية، يتوجّه بالنداء إلى كلّ أحرار العالم وقواه الحيّة، من أجل تقديم كافّة أشكال العون لإنجاز حقوقه الوطنيّة.