الأرشيفوقفة عز

أعياد الميلاد بلا بهجة وفي حداد

بدت أعياد الميلاد حزينة وقاتمة، حيث سادت أجواء الحزن والحداد، على الرغم من الثلوج الخفيفة التي غطت بعض مناطق فلسطين. جاء العيد خالياً من البهجة، إذ لا تزال أرض السيد المسيح الناصري، مهد المسيحية، تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، تتعرض للقمع والقتل والحصار والتدمير. ففي بيت لحم، التي تمثل رمزًا دينياً، يحتل بيت لحم ذلك الجيش الصهيوني، الذي يتبع أيديولوجيات متطرفة ويعيث فسادًا في كل شيء؛ يقتلون البشر، يهدمون المنازل، يقتلعون الأشجار، وأغتالوا العديد من الصحافيين والمصورين كما يواصلون نشر الموت والدمار حيثما حلوا.
في هذه الأجواء المأساوية، بدأ المسيحيون في فلسطين، وفي العالم العربي والعالم أجمع، احتفالاتهم بميلاد صاحب رسالة السلام والمحبة، في وقت لا تزال فيه الدماء الفلسطينية تسيل من أجساد أبناء الشعب الفلسطيني. هذه الدماء التي تتحدث عن المأساة الفلسطينية، عن الجروح التي لا تزال مفتوحة وتنزف، في ظل استمرار آلة الحرب “الإسرائيلية” التي تديرها حكومة الاحتلال. هذه الحرب تستند إلى معتقداتاستعمارية مطعمة باشياء دينية وعنصرية وتستهدف جميع الطوائف الفلسطينية.
في يوم ميلاد المسيح استشهد العديد من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم يبنا برفح جراء هجوم “إسرائيلي”، في واحدة من المجازر المتكررة التي يواصل الاحتلال ارتكابها. فسجل المذابح الصهيونية حافل بجرائم لا تعد ولا تحصى مثلما جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية لم تعد ولم تحصى… وهكذا تلتقي الصهيونية والنازية في وجهين هما لعملة واحدة، حيث تم ارتكاب جرائم وحشية ضد الأبرياء لأسباب لا انسانية وفاشية وعنصرية.
في يوم ميلاد السيد المسيح، تواصل آلة الحرب “الإسرائيلية” ارتكاب المجازر، حيث استشهد آلاف الفلسطينيين في انتفاضاتهم المستمرة. ومع تصاعد القمع والقتل، بلغ عدد الشهداء 3835 شهيداً خلال 38 شهراً من عمر الانتفاضة، بينهم 522 طفلاً، و66 امرأة، إضافة إلى عشرات من الصحافيين والطواقم الطبية. كما تم تدمير آلاف المنازل وأراضي الفلسطينيين، واعتقال عشرات الآلاف في السجون.
هذه هي الحقيقة المرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في دفاعه عن أرضه وكرامته، في وقت تتهاوى فيه الأنظمة العربية ولا تجد موقفاً حازماً تجاه ما يحدث في فلسطين. السؤال الذي يطرح نفسه: متى سيستفيق العالم من غفوته؟ متى سيتحرك العالم لإنقاذ فلسطين وشعبها من هذا الجحيم الذي يعيشه يومياً؟
نضال حمد
27/12/2003