ألف علم صهيوني في مواجهة علم واحد لفلسطين – مي أحمد شهابي
مسيرة الأعلام الصهيونية
الف علم صهيوني في مواجهة علم واحد لفلسطين
مي أحمد شهابي
انطلقت مساء الثلاثاء مسيرة الأعلام الصهيونية، حيث احتشد حوالي ألف متطرف وهم يحملون الأعلام الصهيونية في مسيرة باتجاه القدس القديمة. في محاولة فاضحة لاستفزاز الفلسطينيين والمسلمين والمسيحيين، وهم يهتفون بعبارات مسيئة للعرب والمسلمين والمسيحيين. والطريف في الأمر، أن هذه المسيرة التي فشلت مرة وأجلت مرتين، أنها بحثت وناقشت في اجتماعات متكررة للكنيست الصهيوني والحكومة الصهيونية والحكومة المصغرة حتى حسم إقرارها. على أن تتولى الشرطة الصهيونية حمايتها، وبلغ عدد أفراد الشرطة الصهيونية حسب الصحف الصهيونية ألفي شرطي أي ضعف عدد المشاركين في المسيرة العنصرية، أيضاً كان من المتوقع مشاركة خمسة آلاف مستوطن، إلا أن من حضر لم يتجاوز الألف. فيما توصلت شرطة الاحتلال في القدس إلى اتفاق مع منظمي “مسيرة الأعلام”، على إقامة “رقصة للأعلام” في منطقة باب العامود، على أن تمر المسيرة من هناك باتجاه باب الخليل حيث ينقسم المشاركون لقسمين في طريقهم إلى حائط البراق.
ولنا أن نتخيل التالي. مضى على احتلال القدس الشرقية أربعة وخمسون عاماً. تخللها ممارسات عنصرية واستيطان، وقمع واعتقالات واعتداءات من المستوطنين مستمرة لم تتوقف بحق المقدسيين، إضافة إلى العديد من المحاولات لمصادرة المنازل ومنع البناء والتضييق على المقدسيين بشتى الوسائل لتدفعهم للرحيل عن القدس، ورغم كل هذا لم تتمكن سلطة الاحتلال من جعل القدس آمنة لجموع المستوطنين والمتطرفين، واضطرت لهذا الحشد الضخم من أفراد الشرطة كي يرفع المشاركون في المسيرة أعلام الدولة الصهيونية. وفجأة ارتفع علم لفلسطين بيد سيدة مقدسية في مواجهة ألف علم صهيوني. فجن أفراد الشرطة الصهيونية، وهاجموا المرأة الفلسطينية واختطفوا منها علم فلسطين. لم يتحملوا أن يرفع علم واحد فلسطيني في مواجهة علم الكيان. وهذا هو بالضبط الاستهلاك الأبرز للفشل الذي منيت به مسيرة الأعلام الصهيونية، ذلك أن قطعان المستوطنين وشرطتهم قد اختبروا ما يمكن أن تفعله امرأة فلسطينية ترفع علم فلسطين، وكيف واجه المقدسيون في باب العمود المسيرة السابقة وافشلوها، وكيف توحد الفلسطينيون في كل أصقاع الأرض دفاعاً عن القدس والمقدسات وحي الشيخ جراح وباب العمود مؤكدين أنهم أصحاب الأرض الحقيقيون المستهدفون لبذل الغالي والرخيص دفاعاً عنها، وعن مقدساتها من الأقصى إلى كنيسة القيامة وما بينهما من مقدسات مسيحية وإسلامية، ونقول لرئيس الوزراء الصهيوني الجديد كما قلنا للعنصري نتنياهو استفق أيها العنصري الغبي، إنها قدسنا كانت وستظل مدينتنا المقدسة، ومن لا يتعلم الدرس فسوف تحترق مستوطناته ومدنه قبل أصابعه. أما لعرب النفط فنقول لهم خسئتم وسيثبت قادم الأيام أن شعوب أحرار العالم والتاريخ، سيكتب عنكم بأحرف سوداء تفضح هويتكم وعاركم وتخاذلكم. ويكفينا أن سيدة فلسطينية أعربت لوحدها وعلمها، لقطعان المستوطنين وشرطتهم، لأنها تدرك في تلك اللحظة انقلاب فلسطين، وكل الأحرار في العالم الذين نهضوا في مواجهة سياسات الفصل العنصري والعنصرية الصهيونية، ووقفوا مع الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال والمناضل في سبيل حريته والعودة إلى وطنه.