أم صالح خريبي، أم الشهداء والمناضلين – نضال حمد
أتمنى لك العمر المديد ومشاهدة رجال المقاومة في الجليل وكل فلسطين والعودة لوداع الدنيا قرب قلعة عكا التي أحببت والتي لازالت تسكنك.
أمك يا صديقي ورفيقي كمال.. أم مثالية، وإنسانة مناضلة أنجبت شهداء وأحياء من البنين والبنات. بالرغم من انها أميّة، لا تقرأ ولا تكتب، ولم تدخل مدرسة ولم تتلقى تعليما في اي مكان آخر، وهي من مواليد فلسطين في العشرينات من القرن الفائت، وقبل ولادة الاحتلال الصهيوني وضياع الوطن ونكبة شعب فلسطين سنة 1948 بكثير.
بالرغم من عمرها المديد ونتمنى لها المزيد من طول العمر والصحة والحياة مع الأبناء والبنات والأحفاد. بالرغم من كل ذلك أذهلتني قبل سنة حين رأيتها تستخدم جهاز (آيباد) في منزلها بأوسلو. وقمت بالتقاط صورا لها وتسجيل فيديو قصير حتى لا يقول قائل ولا يسأل سائل عن مصدر ادعائي.
ذاكرتها قرص كمبوتري يجمع تاريخ فلسطين والجليل ويمتد حين تبدأ الحديث بكل وعي ودقة بالرغم من سنوات عمرها، يمتد ليصل الى الظافر ظاهر العمر الذي تعود سلالتها إليه وال عائلته. فهي سلسلة آل الأسعد في عكا، هذه المدينة الفلسطينية التي بقيت عصيّة على الغزاة وقاومت وقاتلت حتى استشهدت وسقطت بيد الصهاينة سنة 1948 .
أم صالح التي عرفتها أما للجميع فدائيين فلسطينيين وعرب وأجانب عملوا في صفوف الثورة الفلسطينية وجبهة التحرير الفلسطينية بالذات، مازالت هي نفسها المرأة التي تعرفت عليها في مخيمنا عين الحلوة وانا لا أكاد أكمل سن ال 16 سنة. مازالت هي هي، فلسطين على سلم اولوياتها، والمقاومة رايتها، والعودة حية او ميتة غايتها وأمنيتها.
هي:
والدة الشهيدة هدى خريبي استشهدت سنة 1986 في مخيم عين الحلوة.
والدة الشهيد سهيل خريبي استشهد سنة 1984 اثناء تنفيذه عملية ضد عملاء الاحتلال الصهيوني في مخيم عين الحلوة.
والدة الشهيد أنور خريبي الذي استشهد شبلا في لبنان.
والدة الإعلامي والصحافي الكبير الراحل صالح خريبي – أبو خلدون – صاحب زاوية فنجان قهوة في جريدة الخليج الامارتية.
والدة توفيق خريبي ( البُرلي) احد أهم رموز مخيم عين الحلوة اليومية والشعبية. توفي ودفن في أوسلو سنة 2000 .
والدة الأخت الراحلة كاملة خريبي وهي من أوائل النساء الفلسطينيات المناضلات في مخيم عين الحلوة، توفيت قبل سنوات في العراق.
والدة الأصدقاء والصديقات والإخوة والأخوات : كمال وإبراهيم وعطاف وهناء خريبي.
والدة كل مقاتل وفدائي عمل في جبهة التحرير الفلسطينية في مخيم عين الحلوة بالذات وفي كل لبنان.
لك التحية يا ام صالح الفلسطينية الطيبة المثالية، الفدائية ..
****
هنا كلمات كتبها صديقي ورفيقي كمال خريبي تحدث فيها عن أمه أم صالح وما حدث معها يوم استشهاد شقيقه سهيل :
أم صالح خريبي
أم صالح امرأة من مخيم عين الحلوة ولكنها كلما وجهت وجهها نحو الجنوب لا ترى الا منشية عكا ابنها سهيل استشهد في عمليه ضد قوات الاحتلال أدت الى تقطيع جسده الى أشلاء , وعند حضور قوات الاحتلال وعملاءهم لمكان العملية لم يستطع العملاء ان يتعرفوا لمن تعود الجثة وشك أحدهم بأن صاحب الجثة ممكن أن يكون سهيل , ذهبوا وأحضروا ام صالح من البيت أروها أشلاء ابنها وسألوها هذا ابنك نظرت الى أشلائه ولا أدري كيف استطاعت ان تستجمع كل ماما في هذا الكون من رباطة الجأش وردت بثبات ,,,لأ مش ابني , ابني راح على بيروت من كم يوم . وتركتهم وعادت لمنزلها
عندما اجتمعت بها بعد الانسحاب الصهيوني سألتها كيف استطاعت أن تتحمل الموقف
ولم أكن مستوعبا لماذا فعلت ذلك أجابت :
( يما مش أذا عرفوا مين هو بدهم يدوروا يضبوا الشباب الي كان يمشي معهم و مين بدو يقاتلهم بعدين )
كان ذلك أهم درس تعلمته في المقاومة حتى الآن
safsaf.org – 19-03-2014آخر تحديث
أم صالح في أوسلو تتعامل مع جهاز ايباد- تصوير نضال حمد في اوسلو