أهؤلاء القتلة..مُعتدلون؟! – رشاد أبوشاور
هؤلاء هم، بلا أقنعة، وما يفعلونه ليس عن طريق الخطأ، ومع ذلك: هناك من لا يأخذون موقفا، وتراهم يغمغمون مدارين حرجهم، إما لعمى في العقول، وإما لخراب الضمائر، وإمّا لأنهم مكلفون بخلط الأوراق بحيث يقع الناس في الحيرة، فلا تمييز بين قتلة مجرمين عملاء مرتزقة، وبين مقاتلين يدافعون عن الوطن، والشعب، والهوية القومية، وبقاء راية فلسطين مرفوعة عاليا.
المستهدف في سورية: فلسطين..بكل ما تعنيه، وما تمثله، وما يتطلبه استمرار حضورها المحرّض على المقاومة حتى تحريرها…
وفلسطين، هنا، أبدا، لا تفترق عن امتلاك استقلال الإرادة سياسيا، واقتصاديا، وانتماءً..بالنسبة لسورية.
منذ تفشّت ( المجموعات المتأسلمة) وتكاثرت كالبكتيريا الضارة، أسفرت عن وجهها، بالاغتيالات، وقصف الأحياء المدنية، وتعمد قصف الجامعات، والمدارس، وحضانات الأطفال، وذبح جنود الجيش العربي السوري، وقتل رجال الشرطة، ونهب ما يتوفر في صوامع الحبوب لإفقار سورية، ودفعها للعوز والحاجة، وتجويع شعبها، ولجأت إلى سرقة مصانع سورية التي بنيت بعرق وجهد وكفاح الشعب العربي السوري على مدى عقود، و..هربتها إلى (تركيا) التي دسّت أنفها في الشأن السوري علنا، ونصّبت نفسها (وصية)، إذ جعل أردوغان من نفسه وصيا على سورية وشعبها، وانتقل مباشرة إلى الدفع بألوف الإرهابيين، وكل أنواع الأسلحة..لحرق سورية، وما كان ينقصه سوى تزويد مجموعات الإرهاب بالطائرات!!
الجرائم البشعة التي اقترفت في سورية، وقفت وراءها تركيا الأردوغانية، وحزبه الإخونجي، وبالتمويل القطري السعودي، وبالرعاية الأمريكية…
هؤلاء، وكل من ساند الإرهابيين، سيقفون عراة مفضوحين عندما يتحقق الانتصار السوري المهيب والمشرّف، وسيدفعون ثمن جرائمهم..وإني آراه قريبا.
وأنا أحاول تأمل رعب وجه الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى الذي ذبحه المعتدلون_ هكذا تصنفهم إدارة أوباما_ المجرمون، المنتمون (لنور الدين زنكي)، الذي لطّخ هؤلاء القتلة اسمه، هو الذي قاتل الصليبيين، وأحب دمشق، وعاش فيها، وترك فيها منجزات ما زالت مصانة بفضل عناية الدمشقيين لها، وحفاظ الدولة السورية عليها.
كانوا يقبضون على الطفل المريض، وهو يرتجف زائغ النظرات، يتوسل لهم، بينما ترتفع صيحات: تكبير، فيتردد صدى أصوات المنتشين الشبقين للدم، والذين لم يكن لهم هدف منذ بداية إجرامهم قبل أكثر من خمسة أعوام ، سوى تخريب وتدمير سورية: الله أكبر…
هؤلاء هم المعارضون المعتدلون..بالصوت والصورة !!
منذ البداية رفعنا أصواتنا: من يحمل السلاح، ويقتل، ويرتزق من السعودية وقطر، وتحركه المخابرات التركية، ويتعالج في مستشفيات الكيان الصهيوني، ويتوسل الدعم من أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا: هو معاد، متآمر، ولا يمكن أن يكون معارضا صاحب موقف وطني.
قلنا: ما يجري في سورية تآمر على القضية الفلسطينية، وعلى المقاومة..المقاومة التي انتصرت انتصارين مؤزرين: عام 2000 و..في تموز 2006 بدعم سوري، وبسلاح سوري، ومن أجل هدف كبير: إلحاق الهزيمة بالعربدة الصهيونية، ودفعها للانكفاء..على طريق هزيمتها الإستراتيجية.
لو أن سورية خنعت، وانصاعت، وسارت على طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني، أسوة بكامب ديفد، ووادي عربة، وأوسلو..و..لو سمحت سورية للعلم الصهيوني أن يرفرف في سماء دمشق..لبورك نظام الحكم، ولما ألحت أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والأتباع في شبه جزيرة العرب المسماة ( السعودية)..على رفض بقاء الرئيس بشار الأسد رئيسا لسورية.
من لا يريد أن يفهم، فليواصل ارتزاقه، وجهله، فسورية آت فجرها لا ريب فيه، ببسالة جيشها، وشعبها، وقيادتها الصامدة…
لقد فضح دم عبد الله عيسى الطفل الفلسطيني جماعة (نور الدين زنكي) التي برهنت، مع بقية فصائل الإرهاب، على أنها الوجه الآخر للصهاينة الغزاة الذين أحرقوا الطفل الفلسطيني محمد أبوخضير بعد أن صبّوا عليه البنزين..وهو ما شاهده العالم على الفضائيات.
هدف الصهاينة، والعملاء الإرهابيين القتلة واحد: تدمير شعب فلسطين، وتشتيته، وتيئيسه، وإحباطه، وهذا هو الهدف من تشريد الفلسطينيين من مخيماتهم في سورية، من اليرموك، إلى حندرات، إلى مخيم درعا، إلى السبينة…
والآن لدي سؤال: هل معركة سورية هي معركتنا.. أم علينا الوقوف على ( الحياد)؟!
في هذه المعركة الدائرة في سورية: كل عربي عليه أن ينحاز، ويقاوم، دفاعا عن سورية، وفلسطين، ومستقبل الأمة العربية..وفي المقدمة الفلسطينيون المتواجدون في سورية، والذين استهدفوا في مخيماتهم، والذين يعنيهم مستقبل سورية، سواء أكانوا في سورية، أم خارجها…
انتصار سورية آت لا ريب فيه، ومن يقف على الحياد بانتهازية، لن يكون له مكان وموقع في الانتصار الكبير..انتصار سورية..وكل من يقف مع سورية، ويقاوم معها، ويرفع راية المقاومة في وجه كل أعداء الأمة..فسيكون حاضرا، وشريكا في الانتصار…
* جريدة تشرين السورية 27 تموز. مواقع: صوت العروبة، ديار النقب، الصفصاف..كنعان الإلكترونية