أوروبا التي أسست “اسرائيل” لازالت منحازة الى جانبها – نضال حمد
كتب الصديق الفلسطيني الشاعر والكاتب والفنان عبد اللطيف مهنا، المقيم في بودابست بهنغاريا:
( قرر الاتحاد الأوربي حذر تمويل الكتب المدرسية الفلسطينية باعتبار مناهجها تتضمن ما يحض على الكراهية ويدعو للعنف، أو ما يعني أنها لا تلتزم الرواية الصهيونية للصراع ولا تدعو لعدم مقاومة الاحتلال، وبلغة أخرى، لا تربي أجيالها، إن لم يكن على محبته، فعلى الأقل على وجوب مسالمته!).
هنا يتجلى النفاق الأوروبي بأبشع حالاته وصوره لأن الاوروبيين والغربيين مسؤولون فعلياً عن المأساة اليهودية في أوروبا وذلك التساوي مع الصهيونية، التي بدورها رغبت في ذلك الوقت بتهجير اليهود الأوروبيين الى فلسطين المحتلة بغية إقامة دولة “اسرائيل” الاستعمارية الاستيطانية الاحتلالية فيها بعد قتل وتهجير وطرد سكانها العرب الفلسطينيين، بمساعدة مباشرة من الاستعمار البريطاني اللعين.
لا يتحدث الأوروبيون ولا مناهجهم التعليمية عن تلك الأمور التاريخية بصدق ودقة. فكل رواياتهم عن المأساة الفلسطينية كاذبة ومنحازة ومنافقة ومزورة. لذا عليهم تغيير مناهجهم المدرسية الصهيونية المعادية للفلسطينيين وللعرب بشكل عام. كما عليهم أن يعتذروا للشعب العربي الفلسطيني وأن يعيدوا استقبال يهودهم الأوروبيين مع ذريتهم، الذين تم بالقوة تهجيرهم أو هاجروا بمحض إرادتهم الى فلسطين بغية احتلالها ضمن الخطة الصهيونية.
لقد ساهمت وساعدت اوروبا على تحقيق ذلك وبسرعة لأنها أيضا كانت تريد التخلص من يهودها وارسالهم الى أي مكان خارج القارة الأوروبية. مع بروز وصعود الفاشية والنازية تحقق ذلك وتحقق معه حلم الحركة الصهيونية. لقد تآمروا كلهم على فلسطين من اوروبا والأمم المتحدة الى الغرب والشرق. ومن الصهيونية الى بريطانيا الاستعمارية والنازية والفاشية. هؤلاء كلهم مسؤولون عن مأساتنا واحتلال فلسطيننا وتشريد شعبنا.
برأيي أنه كان من الأفضل للاتحاد الأوروبي أن يقوم بتدريس أطفاله والأجيال الأوروبية الشابة حقيقة تاريخ أوروبا الدموي والهمجي والاستعماري المظلم… وكيف أنهم كانوا هم المسؤولين عن حربين كونيتين دمرتا البشرية وعن قتل وإبادة الهنود في القارة الأمريكية وعن اضطهاد وتشريد اليهود في القارة الاوروبية… وعن استعباد السود في افريقيا وسبيهم كعبيد الى الغرب عموماً… وعن استعمار دول وشعوب آسيا وافريقا وامريكا اللاتينية ونهب خيرات القارات الثلاث، وعن الوحشية والجرائم والمجازر ضد الانسانية. وعن وحجشية وهمجية الغرب ممثلا بقدوتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي استخدمت القنابل الذرية في قصف اليابان لتدخل موسوعة جينيس العالمية من أبشع ابوابها، ولتقوم باخضاع اوروبا ودول عالمية كثيرة لسيطرتها ونفوذها. والولايات المتحدة كما ألمانيا وبريطانيا وكثير من دول اوروبا تلتزم بدعم دولة “اسرائيل” الت يتحتل بلاتدنا فلسطين، وتلتزم بضمان استمرار احتلالها وتمدها بالأموال والسلاح وكل أشكال الدعم.. كل هذا على حساب شعبنا الفلسطيني وحقوقه..
اوروبا مثل الغرب كله ومثل الأمم المتحدة مسؤولة عن زراعة الغدة السرطانية المسماة “اسرائيل” في قلب فلسطين. والتي لازالت ومازالت تتنفس برئتين غربيتين أمريكية وألمانية بريطاينة.. غالبية يهود أوروبا سواء الغربية أو الشرقية هاجروا الى فلسطين المحتلة للاستطيان هناك ضمن المشروع الصهيوني.
الدول الأوروبية والغربية تتحدث عن السلام والحل السلمي .. لكن بغضة الوصول الى الحلول السلمية يتوجب عليهم قبول عودة اليهود الى اوروبا والغرب، اي عودتهم الى بلدانهم الأصلية ومن حيث أتوا.. فهل ترضى الدول الاوروبية والغربية عودة هؤلاء وذريتهم الى ديارهم ومواطنهم وبلدانهم الأوروبية والغربية؟
الحل في فلسطين يكمن بعودة اليهود الى البلاد التي هاجروا منها بإرادتهم أو هُجروا منها بالقوة. وبعودة الفلسطينيين الذين هُجروا كلهم بالقوة والارهاب والقتل والتصفية الى ديارهم وبيوتهم في فلسطين المحتلة. هكذا وكما يقول المثل الشعبي العربي ” يا دار ما دخلك شر” هم يعودون إلى أوطانهم وديارهم أي إليكم ونحن شعب فلسطين نعود الى فلسطين، فتعود الحياة الى طبيعتها ويعم السلام من جديد في ربوع فلسطين والشرق الاوسط العربي وربما في العالم.
نضال حمد
الثامن من أيار – مايو 2022