أوسلو عن أوسلو بتفرق
عندما ترى العين يعمل العقل .. من سجل الذاكرة النضالية …
حكاية كشفي عن ساقي المبتورة أمام الناس ووسائل الاعلام في ميدان بالعاصمة النرويجية أوسلو حيث كانت مجموعة صهاينة ومعهم أنصارهم النرويجيين يمارسون الدعاية الصهيونية الوقحة والبشعة بإجازة وتصريح من السلطات النرويجية.
حدث ذلك نهاية شهر مايو – أيار ٢٠٠٤ وربما في يوم الثامن والعشرين من شهر ايار المذكور أي قبل 19 سنة. فقد أحضر أصدقاء “اسرائيل” في النرويج ومعهم سفارة العدو الى العاصمة النرويجية اوسلو، حافلة ركاب كانت أصيبت بتفجير استشهادي نفذه أحد الأبطال الفلسطينين في داخل الداخل الفلسطيني كرد على جرائم الصهاينة في وطننا المحتل فلسطين آنذاك.
مراسلا فضائيتي الجزيرة (سمير شطارة) والعربية (أشرف الخضراء) في النرويج في تلك السنة حضرا الى المكان وقاما بتغطية الحدث الذي شهد لحظات ساخنة جداً. ومواجهات سلمية حامية الوطيس بين أنصار الصهاينة وأنصار فلسطين، وكنت يومها ناشطاً ميدانياً في تلك البلاد أحمل قضية فلسطين على كتفي تماماً كما أحملها اليوم وكما كنت في المخيمات بلبنان أحمل الكلاشنكوف على نفس الكتف لمواجهة نفس العدو..
كتب سمير شطارة للجزيرة نت: ( في محاولة لتحسين صورتها في النرويج وباقي الدول الإسكندنافية، قامت “إسرائيل” بالتعاون مع “جمعية أصدقاء إسرائيل” في النرويج بإحضار حافلة -كان قد فجرها أحد الفدائيين الفلسطينيين في 18/6/2002- لعرضها في إطار الدعاية بأن عملياتها إنما هي دفاع عن النفس”.
وأضاف في التقرير المذكور:
( وجذب مسؤول الجالية الفلسطينية نضال حمد -الذي فقد إحدى قدميه في مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 الأنظار ووسائل الإعلام عندما كشف عن ساقه التي بترت ليقول لوسائل الإعلام إنه أحد الذين بقوا على قيد الحياة “ليبقى شاهداً على إرهاب دولة منظم”.
وعبرت الناشطة في حقوق الإنسان سيسل ستولهنا عن خيبة أملها من سماح الحكومة النرويجية بعرض الحافلة، واعتبرت عرضها تشويها للحقائق وقلبا للصورة.
من جانبه شن الكاتب الصحفي النرويجي آرنا نوردبي حرباً على القائمين على عرض الحافلة وعلى “إسرائيل”. وقال نوردبي -الذي تأثر بموقف نضال حمد عندما عرض قدمه – إن الفلسطينيين لو تمكنوا من إحضار خسائرهم وعرضها لاحتاجوا إلى قاطرات تمتد من القدس إلى أوسلو.).
للاسف لم أعثر على تقرير أشرف الخضراء في باحث غوغل. لكنه بحسب ذاكرتي كان يحمل ملاحظات ومعاني مشابهة عن الحدث لما ورد في تقرير الجزيرة. كما من المؤسف أنني لم أستطع الحصول على صوري ولا تسجيلات فيديو تظهرني وأنا أخلع سروالي وأكشف عن ساقي المبتورة، مع أن الجزيرة والعربية والتلفزيونات النرويجية صورتها وبثتها مباشرة وفي نشرات الأخبار في ذلك اليوم النضالي بامتياز. حتى أن بعض الشباب الفلسطينيين والعرب والأصدقاء النرويجيين لم يلتقطوا لي الصور ربما لأنهم أيضا تفاجئوا بقيامي بالكشف عن ساقي المبتورة، كما كنت كشفت بنفس الوقت عن ساقي الثانية المصابة بإصابات بليغة لازالت آثارها موجودة حتى الآن.
بصراحة عملي في ذلك اليوم كان وليد الصدفة وردة الفعل على وقاحة الصهاينة وصهاينتهم في النرويج وقد أتى بثماره ونتائجه الايجابية للغاية. أنصح الفلسطينيين وبالذات المصابون والمعوقون جسدياً نتيجة ارهاب الصهاينة أن لا يخجلوا من الكشف عن أجسادهم حين يتطلب الأمر ذلك، دائما عليهم الكشف عن جراحهم واصاباتهم… ليكشفوا عنها أمام الناس وبالذات أمام وسائل الاعلام لفضح الارهاب الصهيوني. الغربيون والأوروبيون يجب أن يروا ويشاهدوا ويسمعوا حتى يقتنعوا ويتفاعلوا معنا ومع قضيتنا، فالاعلام والسياسة في الغرب خربت عقول الناس وشوهت وزورت كل الحقائق فيما يخص فلسطين وشعبها وقضيتها.
نضال حمد – 30-1-2023