أوكوس”.. ولا عزاء للفرنسيين! – عبد اللطيف مهنا
الذيلية الأوروبية التقليدية المدمنة الاتكاء الاستراتيجي على تبعيتها للعم سام في محنة. مفاجأة “شراكة القرن” الأنجلوسكسونية الصرفة لطمتها بشدة على وجهها. أعادت تذكيرها بأنه لطالما كان هناك عروة وثقى وفوق الأطلسية، وغالباً ما تفرض على القارة الشمطاء احتساباً للملمات مبايعتها راضية أو صاغرة. تلكم هي خصوصية وعصمة رابطة السكسنة الجامعة أبداً، وظالماً أو مظلوماً، بين الأميركان، والبريطان، ومعهم الكنديين، وهناك في أقصى مشارق الأرض الأوستراليين، وبمعيتهم النيوزيلنديين..
المفاجأة اللا مفاجأة أشعرت المتفاجئين بأنهم باتوا الأشبه بمجرّد حمولة استراتيجية زائدة في نظر شركاء القرن.. لنأخذ العنترية الفرنسية الجوفاء ذات المكابرة المعهودة مثالاً..
هذه تلقت صفعة قرنها الأنجلو سكسونية غير الأولى ولكن الأقسى، هذه التي زادت على عزلها استراتيجياً، بأن اخسرت اقتصادها المتهالك 56 مليار يورو قيمة “صفقة قرنها” الغواصاتية المعقودة مع الأستراليين بعد مرور خمسة أعوام على ابرامها..
لا تسل عن الآخرين من معشر أوروبا الناتوية، أغلبهم يولولون بصمت أو يشتمون في سرهم، وبعضهم لا تعنيه كثيراً هذه الدربكة في المحيطين الهادي والهندي، وحتى منهم من سبق وأن وطن النفس، ومن أيام ترامب، على قدرية وصول ما يعتبره جائحة “الحزام والطريق” الصينية تطرق باب بيته ويستعد دون إشهار لمترتبات فتحه.
هذه الدربكة الأنجلو سكسونية الصرفة، أو الحلف ذو الأنياب الأمنية التكنولوجية المكشّرة، وصولاَ لنووية الغواصات الأسترالية، استفزت الصين التي تستهدف هذه “الشراكة الأوكوسية” صعودها الكوني وتدق طبول محاصرته ومحاولة لجمه.. يصطدم بصعودها الذي لايرد، وهذا حتام ما يأخذ عالمنا لما بعده..
وأخيراً، هذه الدربكة، التي لا يخفي مدربكوها دافعيها، وهما التشبث بقرار العالم وتأبيد الانفراد باحتكار عملية نهبه، خصت العالم ببوادر نوع مستجد من حرب باردة مختلفة عن تلك التي عهدها، ومن الآن، بدأ في أربع جهاته محاولة تخيُّل تداعياتها.. ولا عزاء للفرنسيين الخاسرين حتى في مالي!
أوكوس”.. ولا عزاء للفرنسيين!