أولائك أعدائك يا وطني – نضال حمد
هؤلاء الانذال لا يبصرون الدم في كل كف ويترحمون على القاتل ويتمنون ان تسير عائلته على دربه. يعني تواصل قتل الفلسطينيين وخدمة الاحتلال والمشروع الصهيوني.
هؤلاء اسوأ من عملاء جيش احد. فهذا الفاطس ( منير عمار ) كان المسؤول عن الجنود الصهاينة في الضفة الغربية يعني المسؤول عن الاعدامات اليومية لشبان وصبايا الانتفاضة. والمسؤول عن هدم البيوت واعتقال الناس وسياسة القمع والحواجز التي يموت الفلسطيني علىها وهو في طريقه الى المستشفى او المدرسة اوالعمل او الحقل ..
كيف يقبل اي وطني فلسطيني مشاركة وفد فلسطيني رسمي بتقديم “العزاء ” في ضابط صهيوني في جيش الاحتلال؟
وكيف يقبل الفلسطيني ان يقوم اعضاء يعتبرون قيادات فلسطينية في المنظمة وفتح والسلطة بتقديم واجب العزاء وكيل المديح لقاتل ومجرم علت صدره اوسمة الجيش الصهيوني وخدم الاحتلال بكامل وعيه وآمن بالمشروع الصهيوني، وبالعداء لفلسطين وللعروبة، ومارس الاجرام الممنهج على شعبنا على مر سنوات خدمته في جيش الاحتلال …
هذه الممارسة العلنية للعمالة والت يتعبر عن انحطاط كامل لتلك الفئة من شعبنا تدعونا لاعادة النظر في شعارات مثل اعرف عدوك ومن هم اعداؤنا ..
هل يجهل هؤلاء اعداد الشهداء والجرحى والاسرى الذين سقطوا على يدي هذا القاتل؟
بالطبع لا يحهلون ومنهم إن لم نقل كلهم من هم شركاء في الجريمة عبر التنسيق الأمني والسياسي مع الجيش الصهيوني واداراته المدنية والامنية ودوائره المخابراتية والعسكرية. ..
الكيان الصهيوني سعيد جدا بمشاركة الضحية في تشييع قاتلها والثناء على سيرته التي تفوح منها رائحة الدم والقتل وهدم البيوت والاعتقالات والاعدامات الميدانية. فبدلا من ان يساق هذا القاتل الى محاكم الجرائم الدولية تذهب الضحية الى التعزية به والمشاركة في تأبينه والثناء على سيرته وخدمته لمشروع الاستيطان والاحتلال.
هؤلاء الذين حجوا الى قرية حولس الدرزية شمال فلسطين المحتلة للتعزية بالضابط الارهابي منير عمار لم يكلفوا خاطرهم بتعزية عائلات شهداء وشهيدات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. ولم يأخذوا بالحسبان غضب الشعب الفلسيني الذي لا بد ان يتكلل بازاحتهم تماما عن المشهد السياسي في فلسطين. ونفس هؤلاء لم يتجرئوا على نعي الشهيد الرمز سمير القنطار او تسليمه مستحقاته المالية كأسير امضى في سجون الاحتلال الصهيوني نحو 30 سنة ولم يستسلم كما فعلوا. وسيد هؤلاء ابو مازن الذي لم يزر أو يعزي اي عائلة فلسطينية بفقدانها شهيد او شهيدة في الانتفاضة الحالية، هو نفسه الذي ارسل الوفد للتعزية بالمجرم الصهيوني. وهو مقتنع بما يفعل ويدير ظهره لكل شعب فلسطين، لينطبق عليه المثل القائل: يا فرعون مين فرعنك .. ما لاقيت حدن يردني.
في موقع تلفزيون وطن الفلسطيني الذي يبث من رام الله المحتلة قرأت التالي :
(عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية غسان الشكعة الذي كان احد اعضاء الوفد الذي ترأسه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني، قال في تصريحات له عقب “العزاء” الذي شارك به جنود وضباط من جيش الاحتلال بزيهم العسكري، وتواجدوا في قاعة واحدة “انه جاء كمواطن، عرفت المرحوم معرفة شخصية، وعرفت عنه الاحترام والخلق، وفقدانه خسارة للانسانية والعلاقة والصداقة، وهو كسب احترام الاخرين، ونأمل ان تستمر عائلته وتكمل المشوار الذي سار عليه”.
ويبدو ان هذه الكلمات لها ما وراءها، حيث قال احد المتحدثين خلال العزاء ان الضابط المقتول كان ضيفا في منزل الشكعة قبل يومين على مائدة الغداء في مدينة نابلس.)
هل غسان الشكعة انسان سوي وعاقل ؟
لا بل هل الشكعة فلسطيني فعلا؟؟
كيف يمكنه وكيف يتجرأ على القول ان خسارة هذا المجرم الارهابي القاتل الصهيوني منير عمار خسارة للانسانية؟
شتان فعلا ما بين غسان الشكعة الوصولي المستسلم والقائد الوطني الكبير بسام الشكعة الذي لازال من على عربة متحركة يحمل هم فلسطين الكاملة، ويرفض امثال غسان من المستسلمين ويقاوم مع شعبه. العمالة يا سادة لا دين لها ولا طائفة ولا لون .. فالعميل عميل ولا فرق بين عميل وعميل الا بجرائمه. وهذا ينطبق على جميع اعضاء الوفد الذي شارك في تأبين عمار وعلى المسوؤولين عنهم اشخاص ومؤسسة.
خاتمة
نهج اوسلو خيار سياسي لغالبية قادة فتح ولمغتصبي المنظمة والتمثيل الفلسطيني ومن يدلس لهم ويرتهن للصندوق القومي في المنظمة .. هؤلاء ليسوا موظفين كما يعتقد البعض لانهم من الصف الأول في قيادة فتح والمنظمة . وهم يترجمون خيارهم السياسي الذي لا يخدم سوى الاحتلال وامتيازاتهم الشخصية. والقصة لم تعد مفاوضات وتنسيق امني بل تعدت ذلك للمشاركة في تشييع وتأبين قادة وضباط الاحتلال الذين نكلوا بشعبنا ومارسوا ابشع انواع الجريمة بحقه. والاطراء على سيرهم العطرة والاخلاقية والانسانية بنظر اشباه جيش لحد في فلسطين المحتلة وسلطة اوسلو. فهذا المقبور كان يعطي الاوامر ويشرف على هدم البيوت والحواجز والاعدامات الميدانية… وهو نفسه كان يعطي هؤلاء تصريحات الدخول والخروج وحرية الحركة.
مطلوب ازاحة كل نهج اوسلو ومشتقاته في كامل فلسطين والشتات من الساحة الفلسطينية وهذه مسؤولية شعبنا الذي لم يعد يراهن على عجزة الفصائل. وآخر العلاج الكي بالنار.
نضال حمد – اوسلو
31-3-2016
https://www.youtube.com/watch?v=B1vY6F3MPjE