أول شهيدين في مثوى شهداء فلسطين في اليرموك – علي بدوان
دُفِنَ أول شهيدين في مثوى شهداء فلسطين في مخيم اليرموك (مقبرة الشهداء الأولى) يوم 7/11/1964، حين تم دفن الشهيدين مفلح محمد السالم (صفورية قضاء الناصرة) والشهيد علي الخربوش (عرابة البطوف قضاء عكا).
الشهيدين مفلح السالم وعلي الخربوش، من مرتبات الكتيبة الفدائية الفلسطينية في الجيش العربي السوري (الكتيبة 68) التي تأسست عام 1949. قضى كلا منهما حياته في العمل الفدائي قبل النكبة وبعدها، حيث استشهدا في عملية فدائية شمال فلسطين في منطقة الجليل يوم 4/11/1964 حين دارت معركة شرسة سقط خلالها علي الخربوش ومفلح السالم بينما جُرِح وأسر عمر عريفة (معذر قضاء طبريا)، وفي اليوم التالي خرجت الصحف “الإسرائيلية” وعلى صفحاتها الأولى وبعناوين كبيرة “مخربين كبيرين قتلا بالامس”.
نقل جثمانيهما إلى سوريا بواسطة الصليب الأحمر الدولي عبر نقطة مراقبة خط الهدنة، بعد أن رفضت سلطات الإحتلال دفنهما في مسقط رأسيهما. فتم تشييعهم في مخيم اليرموك في جنازة رسمية وشعبية ضخمة جداً، فكانا أول شهيدين على تراب مخيم اليرموك. وقبل استشهدهما بفترة كان قد سبقهما في الإستشهاد في منطقة الجليل وأثناء عملية استطلاع فدائية الشهيد سبع سليم السباعي (ترشيحا قضاء عكا) (من الكتيبة 68)، ولم يكن ممكناً في حينها استلام جثته ودفنه في سوريا، فبقيت جثمانه الطاهر على أرض المعركة في فلسطين.
بعد دفن الشهيدين مفلح السالم وعلي الخربوش كأول شهيدين في مقبرة شهداء اليرموك تتالت بعدهما قوافل االشهداء، لتدفن في مثوى الشهداء في اليرموك. وبالقرب من قبريهما اصطفت قبور عددٍ من قادة العمل الوطني الفلسطيني : الشهداء زهير محسن (أبو حسن)، خليل الوزير (أبو جهاد)، سعد صايل، طلعت يعقوب، محمد عباس (أبو العباس) ….
قبل تلك الفترة كانت جثامين شهداء فلسطين تُدفن في مقابر الشهداء في الدحداح، والميدان والشيخ رسلان والشيخ خالد بدمشق.
تكريماً للشهيدين، تمت تسمية القسم الأول من حارة الشهيدين (حارة الفدائية) باسم الشهيد علي الخربوش، والقسم الثاني حتى ساحة الريجة باسم الشهيد مفلح السالم، ومنحت الحكومة السورية منزلين لأسرة كل شهيد، وباقي شهداء الكتيبة 68.
link
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=946977468816027&set=a.173790189468096.1073741826.100005113476055&type=3&theater