أين الأخلاق يا ( رفيق) مهنّد؟!
كتب رشاد أبوشاور :
( الرفيق) مهند كتب في ( الأيام ) رام الله مقالة بعنوان: اتحاد الكتاب والسؤال الأخلاقي، يوم الثلاثاء 10 أيار الجاري.
توقعت أنه يثير سؤالاً حول موقف الكتّاب الفلسطينيين مما يجري لشعبهم تحت الاحتلال الصهيوني، سواء داخل فلسطين ال48 ، أو الضفة التي لم يبق فيها أرض بعد أن نهبها الاستيطان، ومع تهويد القدس وضياعها، وهيمنة حماس على قطاع غزة، واستمرار الانقسام الذي يدمّر قضيتنا، ويمزّق شعبنا…
لكن ( الرفيق) لم يطرح قضية ( الأخلاق) في سلوك الكتاب، والصحفيين، والمثقفين..الفلسطينيين، وصراعات بعضهم على المناصب، وصمتهم إزاء ثورة شباب شعبنا ، في القدس بخاصة، على ما آلت إليه القدس ( الشرقية ) ،التي يفترض أنها العاصمة ألمرتجاة للدولة الفلسطينية التي لم تبق أرض لقيامها عليها…
( الرفيق) مشغول بنا، نحن الذين زرنا دمشق_ بالمناسبة أنا زرت دمشق عدّة مرّات، وسأزورها قريبا، ودعيت من الجاليات الفلسطينية في أوربة التي عقدت مؤتمرها قبل أشهر في دمشق..فما رأيك يا مهند بهؤلاء..هل هم بلا أخلاق وفقا لرؤيتك التي تلتقي بها مع ياسر عبد ربه صديق الصهاينة، المعادي جدا لسورية؟_ وهو يتمسح بالمخيمات..التي سأبدأ منها.
من الذي يحاصر مخيماتنا في سورية يا مهند؟
مخيم (درعا) احتلته النصرة، والجيش الحر..مخيم اليرموك تحتله داعش، والنصرة، وبقايا الجيش الحر، وقد فتح أبواب المخيم لهم: حماس( أكناف بيت المقدس) ..وبعض المتساقطين من فتح، ومرتزقة _ للأسف_ من نفايات شعبنا…
مخيمات حلب احتلها النصرة وداعش..والذين يقاتلون لاستعادتها هم ( لواء القدس)..هل سمعت بلواء القدس يا ( رفيق) مهند..يا باحث، يا موضوعي، يا تقدمي، يا منحاز للشعوب؟!
قائده مهندس فلسطيني هو محمد سعيد، ويضم فلسطينيين وسوريين حلبيين _ من الشعب السوري، وأرمن..هل سمعت بمأساة الأرمن في حلب يا مهند؟!
هل تعرف شيئا عن مخيم حمص؟! أنا أعرف، ولن أخبرك..لعلك تخجل بينك وبين نفسك..يا ( أخلاقي)!!
أنت تتاجر باسم المخيمات، وتضلل القرّاء، تماما كالجزيرة والعربية، وفضائيات اللحى الممولة من النفط والغاز..
ماذا جرى ( للرفاق) في هذا الزمن؟!
أنت يا ( رفيق) وما تمثله من المُضللين تغطون جرائم داعش، والنصرة، وجيش الفتح، وأكناف بيت المقدس، ونور الدين زنكي، وأحرار الشام، وبقية فصائل دعاة الخلافة، والدولة الإسلامية..وهم يتعالجون في مستشفيات الكيان الصهيوني ..الذي، بالمناسبة، وللتذكير، يحتل كل فلسطين، والذي يحاصر قطاع غزة، ويستحوذ على كل خيرات فلسطين..أم تراك لا ترى، ولا تسمع، ولا تجهر بالحقيقة الواضحة في الوضع الفلسطيني..
هل تستطيع أن تذكر لي اسم ( فصيل) واحد في سورية يعتنق الماركسية ( مثلك) _ أم تراك تبت عن الماركسية؟!_ ممن يرفعون السلاح ضد الدولة والشعب في سورية؟!
من دمّر تدمر، ومن يدمّر الكنائس ويهجّر أخوتنا المسيحيين، ومن يقصف حلب بالبراميل، وجرار الغاز، ويقطع الرؤوس، ويأكل الأكباد، ويغتصب النساء ويبيعهن في أسواق النخاسة ، ويُسخّر الأطفال للعمليات الانتحارية، ويجندهم ويزجهم في أتون الحرب التي تمولها وتغذيها بالسلاح : السعودية، وقطر، وتركيا أردوعان الإخونجي..وغير خاف الرعاية الأمريكية، ودور الكيان الصهيوني..هل ننسى دور بريطانيا وفرنسا؟ ألا تسمع بهذا التحالف الجهنمي؟!
لعلّك ارتددت عن ( التمركس) و.تبت، وبت مع أمريكا ضد روسيا صديقة العرب( من وجهة نظري)..وأنا واثق أن هناك كثيرون يرون في روسيا صديقة، وفي أمريكا راعية للكيان الصهيوني ومدمرة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
هل سمعت بالقادمين من القفقاس، والذين يتلمظون مع إسلاميي تلك الديار للانقضاض على روسيا خدمة لأمريكا التي تريد أن تجعل من القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا ، كما نظّر ( نيكسون) قبل أن يتم خلعه…
نحن في دمشق لم نلتق بصهاينة، ولا ( بمن يحتلون بيوتنا مبررين هذا السلوك غير الوطني، وغير الأخلاقي..بأنهم يساريون تقدميون ( يتعاطفون) مع..مع من ؟! على من تمررون هذه الأكاذيب؟ ..على من، وأنتم ترون أن أوهام ( السلام) تدوسها يوميا دبابات الاحتلال، وتقتلها رصاص جنود الاحتلال التي تصرع شبابنا وشاباتنا ؟!
من هي القوى السياسية التي تمثّل الشعب العربي السوري؟ معارضة الرياض يا ( رفيق)؟! أم ( معارضة) الدوحة..أم المعارضون المترددون على الكيان الصهيوني، والذين يعلنون تخليهم عن الجولان، وأنهم غير معنيين بالقضية الفلسطينية، لأن ( إسرائيل) صديقة، وهم يريدونها أن تساندهم في إسقاط نظام الحكم في سورية!!
من السعودية، وقطر، وتركيا، والكيان الصهيوني..يتم تصدير ( الديمقراطية) للشعب السوري على شكل صواريخ تدمّر، وقذائف تهدم، ومرتزقة بلحى يذبحون !!
تكتب عن الأخلاق يا مهند!! أهلاً..دلني على الدور الأخلاقي الذي قدمه في مسيرتهم من شتمونا، وتطاولوا علينا، و..منهم أنت أخيرا، وليس آخرا!!
ما رأيك يا ( مهند) بالعلاقات السعودية ( الإسرائيلية)؟ أليست تؤثر على مقاومة شعبنا، وقضيتنا؟! هل أسالك عن الدور القطري؟! و..ماذا عن المفكر القومي عزمي بشارة وشرائه لكتاب وصحفيين كثيرين، بعضهم عندكم في رام الله، وهم أكثرية من تطاولوا علينا. لا باس، فشتمهم لنا ( أكل عيش)..وإن كنت لا أدري ما رأي أسرهم بلا أخلاقيتهم وهم يطعمونها من شتمنا؟!
في سورية يا مهند يعيش 700 ألف فلسطيني، وهؤلاء يتعلم أبناؤهم وبناتهم ( ببلاش) أسوة بالسوريين، ويتوظفون بدون تمييز، وحالهم كحال السوريين، ولليوم توجد سفارة لفلسطين، في شارع ( مرشد خاطر) ..وفيها استقبلنا السفير المحترم محمود الخالدي ( أبوعماد)..أحد مؤسسي حركة فتح..هل سمعت به يا ( مناضل)؟!
في زيارتنا التقينا بالموسيقار الكبير حسين نازك..مؤسس ( العاشقين)، فهل سمعت به؟ هل تعرف ما جرى له، وأنه شبة مقعد..ومع ذلك يجمع كل التراث الغنائي والموسيقي الفلسطيني. للحق أن من يتواصل معه، ويدعمه في مشروعه الوطني الكبير، هو الصديق مراد السوداني، أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين.
هل سمعت بالأب الياس زحلاوي الذي التقيناه في كنيسة ( سيدة دمشق) ، والذي كتب عن فلسطين، ولها؟ هل قدمتم يا ( مهند) شيئا لكتابنا وصحفيينا في سورية؟ أنت يا من تتاجر باسم حلب: هل تعرف من هم الكتاب الفلسطينيون الذين يعيشون في حلب مع أهلهم السوريين.. نفس الظروف؟! هل قدمتم لهم شيئا؟ هل كتبت عنهم يا من تستشهد بغرامشي، وبغسان كنفاني، وجبرا إبراهيم جبرا، وإدوارد سعيد..عيب ..أين الأخلاق التي تدّعي أنك مشغول بها!!
التقينا بالدكتورة نجاح العطّار ، نائب الرئيس السوري الدكتور بشّار الأسد..فهل تعرف شيئا عنها، وعن مواقفها من فلسطين؟! بما أنك في رام الله، في مناطق السلطة _ مناضل غرامشوي ميداني _أسالك: ألا تعترف السلطة بالدولة السورية التي يرأسها الدكتور بشّار الأسد؟! أم تُراك مثل جامعة نبيل العربي ( السعودية) لا تعترف بالدولة السورية العريقة؟!
هناك أسئلة أؤجلها لمقالة قادمة ..فإن عدتم عدنا.
لكنني أسالك: يا ( أخلاقي): ألا تعترف ( يا رفيق) (بدولة إسرائيل) ؟ طبعا..فأنت ، في هذه الحالة ..واقعي، عملي، وغير متطرف..أمّا سورية العربية فشيء آخر!!
الأخلاقي يكتب يا ( مهند) مستندا إلى الحقائق، ولا يفبرك كلاما يرضي به أعداء شعبه وأمته..آ.. نسيت، فأنت لا تعترف بالأمة، وترى أن مجرد ذكرها شعار من شعارات الستينات!
ماذا تريدون يا مهند؟ تمزيق سورية؟ ومن له مصلحة سوى ( العدو) الصهيوني، وأمريكا، والرجعيات العربية، بقيادة السعودية..ولا ننسى تركيا العثمانية المحكومة إخوانيا.
في سورية يرتفع علم فلسطين، وتوجد مكاتب للفصائل الفلسطينية، ومنها حركة فتح…
يا مهند: أنا وزملائي : الشاعرمراد السوداني والروائي والناقد والمترجم وليد أبوبكر، لا ننتظر شهادات منكم، أنت وما تمثله، فأنتم قصّرتم كثيرا في حق قضيتنا وشعبنا، وأنتم تتفرجون على محنة شعبنا وآلامه، وكل صراعاتكم وهمومكم شخصية متدنية.جدا يا ( رفيق مهند)..أنتم بلا دور، أنتم عبء على شعبنا، وقضيتنا، أم تراك تظن بأننا لا نعرف ( همومكم) و( مشاغلكم)؟!!