أيها الحكام أطفال غزة يبصقون بوجوهكم
نضال حمد
منذ 12 يوماً والاجرام الصهيوني في غزة مستمر بدون توقف وبلا هوادة .. يقوم المجرمون الصهاينة بجرائم يومية ومشاهد تدمى لها القلوب.. بالغة القسوة والحزن، تحطم الأفئدة… تفجر الغضب الكامن في الصدور، وتصنع قنابل من الأجسام الحيّة والأجسدة الشابة الطريّة. هذه التي تتحول بغضبها الى أحزمة ناسفة تصبح جاهزة لصد العدوان ورد الصاع صاعين … اجرام الصهاينة يعجل في بروز مدرسة جديدة وجيل جديد من الاستشهاديين الذين سيدقون مضاجع الصهاينة في كل فلسطين المحتلة.
العالم الذي هَبَ لوقف الحروب والمذابح والمجازر والإبادة في رواندا ويوغسلافيا، ثم لمحاسبة النظام العراقي واحتلال افغانستان هو نفسه الذي يقف الآن إما متفرجاً أو مؤيداً للارهاب الصهيوني في غزة. فلا الأمم المتحدة ولا منظمات حقوق الانسان ولا الدول والحكومات والمحاكم الدولية تقول كلمة حق بحق أحفاد يهوشع الذين يعيدون تجديد الهمجية الصهيونية. لكن الى متى ستبقى الأمور على ما هي عليه؟
نعتقد أن حرب غزة ستغير الخارطة وتعيد ترتيب المنطقة. وسوف تطيح بحكومات عميلة وحكام عملاء في المنطقة. وستعيد ترتيب البيت العربي و كذلك البيت الفلسطيني. وربما تستطيع إنهاء مهزلة اسمها الأمم المتحدة ومجلس أمنها الدولي، ومهزلة أخرى اسمها الجامعة العربية ..
شمعون بيريس رئيس الكيان الصهيوني الارهابي صرح بكل وقاحة وعبر شاشات التلفزة أنه لا أطفال بين ضحايا غزة. مما اثار غضب عضو البرلمان النرويجي عن حزب العمل الحاكم اسبن يوهنسن الذي طالب لجنة نوبل بسحب جائزة نوبل من بيريس لأنه يدافع عن جرائم (اسرائيل) في غزة. ومعروف أن الجائزة تمنح لرجال السلام وليس للمجرمين والمدافعين عن الارهاب.. صدق يوهنسن لكن لا يوجد في قوانين معهد نوبل قانونا يسمح بسحب الجائزة. مما يدعوا لإعادة النظر بالأمر واستحداث قانون يمكن اللجنة من سحب الجائزة في مثل هذه الحالة.
بيريس ينفي علناً قتل الأطفال بينما جنوده يقومون بقنص الأطفال في أفئدتهم، يصوبون رصاصاتهم نحو قلوب الأطفال والفتيان والفتيات… يقتلونهم بطرق فاشية وارهابية. وحين تتوقف القناصات تقوم الدبابات والزوراق الحربية وطائرات الإف 16 ومروحيات الاباتشي بقصف المدنيين الفلسطينيين في منازلهم ومدارسهم ومساجدهم وأينما كانوا في قطاع غزة. فيقتلون الاطفال والنساء من كل الأعمار والأجيال كما حصل في مدارس القطاع التي قصفوها بالرغم من وجود علم الأمم المتحدة فوقها ومعرفتهم بأنها أصبحت ملاذاً للمدنيين الهاربين من جحيم عدوانهم وارهابهم… كأنهم يعيدون تكرار مذبحة قانا الأولى الشهيرة سنة 1996 في الجنوب اللبناني. يسجلون للتاريخ إعادة انطلاق جديدة لارهاب أحفاد المستوطنين من اليهود الصهاينة الذين قام أجدادهم بمئات المجازر في المدن والبلدات والقرى والمخميات الفلسطينية منذ ما قبل نكبة 1948 وما بعد ذلك.
بثت الفضائيات وبالذات الجزيرة الصور والمشاهد واللقاءات مع الضحايا وأهاليهم فرأى المشاهدون مناظر ومشاهد تدمى لها القلوب قبل الأعين. فظاعة وبشاعة وارهاب لا مثيل له في هذا الزمان. آباء وأمهات منكوبين بأبنائهم وبناتهم وأطفالهم وعائلاتهم وممتلاكتهم. مشاهد فظيعة من لا يتعامل معها بأخلاق وصدق يكون عديم الأخلاق والمصداقية. يكون وحشاً على هيئة انسان. وهذا حال الحكام العرب قبل الأجانب، حكام المذلة والعار والخنوع، الذين لا يستحقون حتى بضع بصقات من أطفال غزة.. حكام العرب أما منافقون أو جبناء أو أذلاء لا حول لهم ولا قوة. فهل يعقل أن يظلوا على صمتهم بالرغم من جرائم يومية ترتكب بحق اخوتهم في فلسطين. يقتل أهلهم هناك وعلى مرأى منهم ومن جنرالاتهم الكرتونيين وجيوشهم الخشبية.. ليس الحكام العرب وحدهم وحوشا جبانة لكن هناك أيضاً العالم المنافق… العالم الذي لا أخلاق له ولا قيّم ولا مبادئ، عالم يتوقف عن الكلام والشكوى والإدانة والمحاسبة والعقاب عندما يأتي الارهاب من طرف الكيان الصهيوني في الدولة العنصرية اليهودية على أرض فلسطين المحتلة.
الصهاينة يقتلون أهل غزة صغارا وكبارا بدماءٍ باردة .. فقد أبادوا عائلات كاملة بالعشرات أعدموها رمياً بالرصاص أو قصفاً بالقنابل وصواريخ الطائرات. لم يأبهوا لأي قانون دولي أو انساني أو أخلاقي… انتهكوا كل الأعراف والقوانين والقيّم ولم يحترموها. بل وجدوا من يقف معهم ويتفهمهم ويصرح دعماً لحملتهم الدموية على الشعب الفلسطيني.
هذه المواقف المنحازة متشابهة سواء في الاتحاد الأروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية ومن قبل غالبية الأنظمة والحكومات العربية. أوباما الذي هب لادانة الارهاب في بومباي بالهند لم يحرك ساكناً لأجل غزة. وفي هذا رسالة واضحة تؤكد أنه لن يكون سوى دمية مطيعة بأيدي الصهاينة كما توقعنا له ذلك اثناء حملته الانتخابية.
أما فرعون العصر رئيس أكبر دول العرب مصر التي تحاصر غزة منذ عدة سنوات وتمنع عنها أي شيء.. والتي عززت حصارها للقطاع بعد سيطرة حماس عليه.. وشنت صحفها ووسائل اعلامها حملة سوداء وتحريضية ضد حماس والمقاومة وحزب الله وحسن نصرالله … مصر العراقة والتاريخ والثورات وشهداء أكتوبر وعبد الناصر والسد العالي… مصر قلعة العروبة والعرب تتحول لوكر تأمري على الفلسطينيين بالرغم من موقف الشعب العربي المصري الأصيل، الداعم لاخوته في غزة بكل ما يستطيع. فالفرق بين الشعب والحكومة كالفرق بين الأرض والسماء.
شعب مصر المعطاء صاحب حس قومي قوي ومدوي، بينما الرئيس وحكومته يكذبون. رئيس مصر كذب على الفلسطينيين وعلى الشعب المصري وعلى الأمة العربية وعلى العالم أجمع عندما قال أن الاتفاقيات تلزمه باغلاق المعبر. هذا الكلام هراء.. أسألوا القانونيين العرب والأجانب، المختصين بالقانون، مصريين وعرب وأجانب.. هؤلاء أجمعوا على أن الرئيس المصري لم يقل كلاماً صحيحاً بل تعمد التشويه وتحريف الكلام. وأن كلامه غير صحيح. وأن الاتفاقيات لا علاقة لمصر بها وعلى مصر أن تلتزم بفتحها وإلا ستعاقب وتحاسب مستقبلاً بتهمة المشاركة في إبادة أهل غزة وحصارهم.
وإن صحت تقارير صحيفة هآرتس الصهيونية عن أن الرئيس المصري قال في جلسة خاصة مع وزراء من الاتحاد الأوروبي أن حماس يجب أن تخرج خاسرة من هذه المعركة. يكون قد حدد أهدافه ووضَح مشاركته في تشديد حصار غزة وعدم فتحه للمعبر.
أيها الحكام أطفال غزة يبصقون بوجوهكم
نضال حمد
Thursday 08-01 -2009