أ. د. محمد عطوات أكاديمي من مخيم برج الشمالي – بقلم: د. عبدالإله الحاج معتوق

لا أدري كيف أبدأ كتابة هذه المقالة, فهي لأستاذي الفاضل أ. د. محمد عطوات الذي علمني قبل 55 سنة في الصف الخامس إبتدائي في مدرسة فلسطين خلال 1965-1966

تعلمت منه الأخلاق الحميدة, ;كان يركز على السلوك و الأخلاق الحميدة, و يقول لنا أن العلم بدون أخلاق لا فائدة منه.

رسم خطة لحياته كي يتم دراساته العليا و يعلم أبنائه و بناته السبعة, و لكنه من الصعب أن يتنقل بين بيروت و المخيم يوميا, لذلك قرر شراء شقة في بيروت و الإنتقال إلى العاصمة اللبنانية للعيش هناك لمتابعة دراساته العليا و لتعليم أولاده في الجامعات, و لا أنسى أن أذكر فضل زوجته المرحومة (جزاها الله جنات الفردوس) في الإهتمام الشديد بأسرتها و تربيتهم و تقديم الرعاية الكاملة لهم.

خلال مقابلتي له, قال لي أنه يشعر بالحزن و المرارة و الحسرة الكبيرة جدا على شبابنا الذين لا يجدون وظائف في لبنان نظرا للقوانين التعسفية المطبقة على الشعب الفلسطيني للحصول على العمل و الحقوق الإنسانية العادلة, هؤلاء الشباب يحملون الجنسيات الأجنبية فيما بعد, و بعد مرور الزمن من العيش في بلاد أوروبا و كندا و أمريكا يتأقلمون بالبيئة و بالظروف المحيطة بهم, و قسم كبير منهم لا يزور أهله باستمرار حيث تؤدي الغربة إلى إنسلاخه عن مجتمعه الأصلي الذي ترعرع فيه مع مرور الزمن. اذا يحدث للجيل الثاني و الثالث و الرابع و … , هذا يؤدي إلى إنسلاخ أحفادهم كليا عن مجتمعاتهم الأصلية. و ضرب لي مثلا عن رجل كبير في السن من أهل الدانمارك حيث قال هذا الختيار الدانماركي للأخ عمر ديراوي: نحن نعرف أنكم تصلون و تذهبون إلى المساجد و تنشؤون تجمعات عربية و لكننا على ثقة أنه بعد حوالي مئة سنة أو أكثر فأحفادكم و أجيالكم التالية سوف تنصهر في مجتمعنا و يصبحوا مثلنا تماما. فالدكتور محمد يعرف هذه الحقيقة منذ زمن بعيد و لهذا السبب يشعر بالحزن لأننا نخسر أبناءنا و أحفادهم و الأجيال القادمة. و يقول أنه وقع في تلك المحنة حيث أن له أبناء و بنات في بلاد المهجر, و غيره الكثير من العائلات الذين هاجرأبناءهم و بناتهم إلى البلاد إلى بلاد الغربة.

ثم ذكر لي بيت من الشعر لهذه المناسبة حيث قال:

” شعب تشرد و تمزق شمله و غدا غريباً في البلاد يعذب “

نعم هذا ما يحزنه, تمزق الشعب الفلسطيني و تشتته و السبب في ذلك أن الدول العربية لا تفكر إطلاقا بإعدة الشعب الفلسطيني إلى وطنه او إعطائه حقه بالعيش بكرامة, أو معاملتهم بالعدل و الإحسان, بل إنهم مشغولون بالنزاعات بالحروب مع إخوانهم في دول عربية عديدة. إنه يشجع أبناءنا بحب فلسطين و عدم نسيان حقهم بالعودة إلى الوطن. في قلبه لوعة, عاش مشردا و بعيدا عن وطنه لمدة 72 عاما و كله أمل أن يعود يوما ما إلى وطنه الحبيب “فلسطين”.

يشجع الدكتور أبناءنا على التفكير و التخطيط للمستقبل بحيث يضعون أهدافا لهم في حياتهم و العمل و الإجتهاد المستمر لتحقيق أهدافهم, و الشعور بالأمل بالنجاح. فهو يقارن الإنسان بدون هدف و أمل كالميت و هو على قيد الحياة. تحدثنا حول مواضيع عديدة, و لكنني أكتفي بهذا القدر كي أستطيع التركيز على إنجازاته الأكاديمية و الثقافية.

أ.د. محمد عبد القادر عطوات

ولد في بلدة لوبية المشهورة بسعة أرضها و كرم أهلها و شجاعتهم, و ذلك في 19 حزيران سنة 1939 في فلسطين.

أنهى في بلدة لوبية دراسة الصف الثاني إبتدائي, حيث ترعرع و زار مع والده عدة مدن و قرى فلسطينية.

من سكان مخيم برج الشمالي سابقا

من سكان مدينة بيروت حاليا

درس في مدارس القاسمية, ثم درس في مدرسة فلسطين في مخيم برج الشمالي

درس أيضا في متوسطة الحمة و متوسطة أريحا في بيروت, …….. , و درس في مخيم شاتيلا

تقاعد من مدارس الأونروا عام 2000

الرتبة العلمية: أ.د (أستاذ دكتور)

1. شهادة الدكتوراه اللبنانية في اللغة العربية و آدابها من الجامعة اللبنانية بتقدير جيد جداً عام .1991

2. شهادة ماجستير في اللغة العربية و ادابها من الجامعة اللبنانية؛ بتقدير جيد جداً عام 1979م.

3. دبلوم معهد التربية التابع للانروا – اليونسكو (شهادة دار معلمين)

الخبرة

1. تدريس بعض مواد اللغة العربية وآدابها كلية الدعوة الاسلامية في بيروت لمدة عشر سنوات. في بيروت من عام 1991-2001م

2. تدريس مواد اللغة العربية في مرحلتيّ الماجستير و الليسانس في جامعة بيروت الاسلامية- كلية الشريعة» من عام 2000-2003 ثمّ من عام 2016-2017م

3. تدريس مواد اللغة العربية في مرحلة الليسانس في جامعة المقاصد الإسلاميّة في بيروت 2001-2002م

تدريس مواد اللغة العربية في جامعة طرابلس، لبنان، عام 2004-2005م .4

تدريس مواد اللغة العربية وآدابها في الجامعة اللبنانية الدولية (L.I.U) 5. من عام 2007-2010م

تدريس مواد اللغة العربية في جامعة الآداب و العلوم و التكنولوجيا (A.U.L) 6. من 2013- 2016م

7. التدريس بمدارس الأونروا في لبنان مدة أربعين سنة من عام 1959-1999

8. الاشتراك في عدّة مقابلات تلفازيّة، وإذاعة حلقات عبر أكثر من إذاعة في بيروت

9. التدقيق اللغوي في كتب خاصّة وفي مؤسسات نشر، فضلا عن رسائل جامعيّة

10. المشاركة في مناقشة عدّة رسائل جامعيّة

نشر عدة كتب أذكر منها ما يلي:

1. كتاب أطروحة الدكتوراه: “الاتجاهات الوطنية في الشعر الفلسطيني المعاصر من عام 1918-1968”. نشر في دار الآفاق الجديدة في بيروت 1998م.

2. كتاب رسالة الماجستير: “عبدالله بن المقفع: شخصيته لغته وآراؤه الحكمية”. نشر في دارميرزا بيروت، عام 1998م

3. كتاب: “اللغة الفصحى والعامية”. نشر في دار النهضة العربية. بيروت. عام 2003م.

4. كتاب: ”أحمد شوقي: حياته أثاره و اغراضه الشعرية”. نشر في دار المناهل و العصر الحديث، بيروت، عام : 2004م.

5. كتاب: “بلدة لوبية الفلسطينية: أرضًا و شعبًا ونضالاً”. صدر في دار الرشاد الاسلامية. في بيروت عام 2008م.

6. كتاب: “أحسن القصص في القران الكريم مقارنة بالإسرائيليات” صدر في دار الرشاد الإسلامية. في بيروت عام 2008م.

7. كتاب: “الأدب الإسلامي في اسبانيا. صدر في دار الرشاد الإسلامية. بيروت عام 2008م.

8. كتاب: “الحياة الثقافية في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني” من عام 1918-1948م نشر في المؤسسة الحديثة للكتاب طرابلس، في صيف عام 2009م.

9. كتاب: “مصابيح المؤمنين”. صدر في دار الضحى بيروت عام 2012

10. كتاب: ” من فضائل الخلفاء الراشدين و بلاد الشام’”‘. نشر في المؤسسة الحديثة للكتاب، طر ابلس، في صيف عام 2017م.

الأبحاث:

١- “صفحات من نضال فلسطيني مجيد”، نشر في مجله “فلسطين الثورة” عام 1981م.

2 -“الاتجاه الإسلامي فى الشعر الفلسطيني المعاصر”. نشر في مجلة ” الدراسات الإسلامية “المحكّمة الصادرة في باكستان” عام َ 2004.

3- ” العاطفة الدينية في مرحلة الطفولة و دور كل من المنزل و المدرسة في تنميتها “، نشر في مجلة “دراسات المحكمة” في الامارات العربية المتحدة عام 2002.

4- “دور الجلساء و الندماء في بلاط الأمويين و العباسيين”، نشر في مجلة “حوليات” المحكمه في “جامعة البلمند” لبنان، عام 2003.

5- ” جامعة الأزهر بمصر” نشر في مجلة “أوراق جامعيّة”، الصادرة عن رابطة الأساتذة فى الجامعة اللبنانية، عام 2004م.

6- ”نشأة اللغة العربية و تطوّرها”‘.نشر في مجلة “التسامح”. الصادرة في عمان»؛ عام 2004.

7-“المعلم واللّغة العربيّة”. نشر في مجلة “التربية” المحكمة؛ الصادرة في قطر عام 2004.

8- “الالتزام في الشعر الفلسطيني المعاصر”. نشر في مجلة ” فكر”؛ الصادرة في بيروت عام 2005.

9-“اساطير العرب الأولين”. نشر في مجلة “كتابات معاصرة”: الصادرة في بيروت عام 2005.

10- “العولمة والأدب” نشر في مجلة “فكر”. الصادرة في بيروت» عام 2006.

11- “الوحدة العضوية في القصيدة العربية”، نشر في مجلة ” فكر”, الصادرة في بيروت. عام 2007.

12-“الفرق و المذاهب اليهودية في عهد الاسلام” نشر في مجلة “المحجّة”؛ الصادرة في لبنان» عام 2007.

13-“صراع اللّغات” نشر في مجلة “كتابات معاصرة” الصادرة في بيروت عام 2007.

14-“الحياة الفكريّة في الحضارة العربية الاسلاميّة” نشر في مجلة “اوراق جامعيّة”: الصادرة عن رابطة الأساتذة في الجامعة اللبنانية» عام 2007.

15- الاتجاه الاجتماعي في الشعر الفلسطينى المعاصر”‘ نشر في مجلة “الدراسات الإسلامية المحكمة الصادرة في باكستان، عام 2007.

16-“مدينة الناصرة الفلسطينية” نشر في مجلة ” فكر”: الصادرة في بيروت» عام 2006.

17- “الشريعة الاسلامية والموقف من الشعر والشعراء: دراسة في ضوء الترات الأدبي والتاريخي”.

نشر في مجلة “الإجتهاد والتجديد”؛ الصادرة في عام 2007 (العدد السادس).

18- “الحضارة القديمة في بلاد الشام واليمن”. نشر في مجلة ” فكر”. التي صدرت في بيروت في شتاء عام 2007.

19- “شعر ابي العتاهية: الميّزات والخصائص الفنّيّة”. نشر في مجلة “المنهاج” الصادرة في لبنان»عام 2008.

20- :الأخلاق عند ابن سينا”؛ نشر في مجلة ” فكر”؛ الصادرة في بيروت عام 2008.

21- “دور التربية الدينية في حياة الافراد والمجتمعات”. نشر في مجلة “المحجة”‘, التي صدرت في لبنان في مطلع عام 2009. .

22-” منزلة الاستشهاد بالقرآن الكريم بين أصول الاستشهاد النحوية”. نشر في مجلة “المنهاج، التي صدرت في لبنان في مطلع عام 2009.

23- “المثل ومفهومه عند اللغويين في التراث العربي” نشر في مجلة “المنهاج”؛ العدد 61: الصادرعام 2011.

24- “المنكوبون من العلماء بالاندلس”. نشر في مجلة “المنهاج’”‘. العدد 56 الصادر عام 2010

25- “لغة عبدالله بن المقفع في آثاره” . نشر في مجلة ” فكر” الصادرة عام 2009

26- “الذوق الأدبي: مفهومه وتطوّره وعلاقته بالنقد وعلم الجمال” صدر في مجلة “المنهاج” العدد 65 عام 2012

27- دور لبنان في الحضارة العربية “نشر في مجلة “المنافد الثقافية” المحكمة الصادرة في لبنان في خريف عام 2017م.

نشر عدة مقالات في مجلات و جرلئد لبنانية و فلسطينية, نذكر عدد منها: الأم رمز الحنان و الوفاء و العطاء, المعلمون مصابيح الأمة, القصة و الرواية, العامية و الفصحى, قداسة فلسطين و عروبتها و نضال أهلها, فضل المدينة المنورة و المسجد النبوي الشريف, الحج و العمرة في العقيدة, الواجب و المطلوب نحو القدس و الأقصى و المقدسات, الجنة دار السلام, … , إلخ.

شارك في عدة مقابلات تلفازية, و إذاعية, و إذاعة حلقات “ذكرية” عبر أكثر من إذاعة في بيروت.

نصيحته لأهلنا في مخيم برج الشمالي

1. المحافظة على تقوى الله سبحانه و تعالى في الإلتزام بما أمر الله به و في طليعة هذه الأمور الصلاة و الصوم و الزكاة وتلاوة القرآن. 2. المحافظة على الفضائل والأخلاق الحميدة من صدق و أمانة و حسن معاملة و برالوالدين (طاعة الوالدين و خدمتهما و العناية بهما عند الكبر.

3. الإهتمام و العناية بالمرضى و الفقراء والمساكين.

4. حب العلم و السعي و المثابرة لكسب المعرفة.

5. أن نكون مفيدين لمجتمعنا و لقضيتنا الفلسطينية.

6. تقديم الأفكار المفيدة و التعاون على عمل فيما يفيد قضيتنا و شعبنا.

الحقيقة أنني سعدت جدا للحديث مع أستاذي د. محمد عطوات الذي لم أره منذ حوالي 40 سنة على الأقل, آخر مرة رأيته في بيت صديقي الأستاذ أحمد محمود علي فواز حيث كان الدكتور محمد عطوات يزورالمرحوم والد الأستاذ أحمد فواز الضرير في بيته.

تحياتي و أشواقي الحارة لأستاذي الذي علمني في المرحلة الإبتدائية و له فضل علي.

اللهم بارك به و بأسرته و أهله و أقاربه و بأهل مخيمه و جازه جنات الفردوس

نفتخر و نعتز بإبن مخيمنا البار الذي شق طريقه للنجاح و ضحى بالكثير من أجل تعليم أبنائه.

أشكر الأخ نبيل عطوات الذي سهل لي مقابلة أستاذي الفاضل محمد عطوات و قدم لي الصور و المعلومات عن والده. جزاه الله خيرا.

الشكر و التحيات لآل عطوات جميعا لما قدموه من تربية و علوم و أخلاق لأبناء شعبنا, فوالدهم المرحوم كان مثلاً أعلى يحتذى به في مخيم برج الشمالي و كان من الوجهاء في مخيمنا (رحمه الله).

تحية و شكر لأبناء مخيمنا الذي قدم المزيد من العلوم و المعرفة و الثقافة و التضحية. و يعتبر مخيمنا مثالاً رائعا للسلم و العيش بسلام و هدوء بين أفراد سكانه.

بقلم: د. عبدالإله الحاج معتوق

12 كانون الثاني, سنة 2021