إبان النكبة: مجازر في الصفصاف والصالحية الرينة والبرج والدوايمة
جرائم “إسرائيل” المتكتم عليها إبان النكبة: مجازر الرينة والبرج والجرمق
تاريخ النشر: 09/12/2021 – 17:28
نهجير الفلسطينيين إبان النكبة (الأونروا)
- شنّت “العصابات اليهودية الارهابية الصهيونية المسلحة” عمليتين عسكريتين، في تشرين الأول/ أكتوبر العام 1948، عملية “يوآف” في جنوبي البلاد وعملية “حيرام” لاحتلال الجليل، الذي كان ضمن الدولة العربية بحسب قرار تقسيم فلسطين. واحتلت الجليل خلال ثلاثة أيام وتوغلت قواته في قرى في جنوب لبنان.
واحتل “الصهاينة” عشرات القرى العربية في الجليل، وتسبب بتهجير نصف السكان الذين كانوا في هذه المنطقة عشية قرار تقسيم فلسطين، وبقي 120 ألفا منهم. ودارت المعارك بين الصهاينة وجيش الإنقاذ المؤلف من متطوعين من دول عربية. وإثر ذلك، أصبح الفلسطينيون في الجليل تحت سيطرة القوات الصهيونية.
ووُثقت المجازر والجرائم التي ارتكبتها القوات “الصهيونية” في رسائل كتبها جنود ومذكرات لم تُنشر وبروتوكولات مداولات الأحزاب ومصادر أخرى.
وأشار المؤرخ في معهد “عكيفوت”، آدم راز، في تقرير نشره موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني اليوم، الخميس، (وسينشر غدا الجمعة في الملحق الأسبوع للصحيفة) إلى مجازر بحق الفلسطينيين لم يتم تناولها سابقا. وإحدى هذه المجازر وقعت في قرية الرينة قرب الناصرة.
مجزرة في الرينة
واحتلت “العصابات الصهيونية” قرية الرينة في شهر تموز/ يوليو عام 1948. وبعد عدة أشهر، توجه المسؤول عن الدائرة العربية في الهستدروت، أهرون حاييم كوهين، إلى مندوب الدائرة العربية في حزب “مبام”، وطالبه باستيضاح “سبب قتل 14 عربيا في القرية، في بداية أيلول/ سبتمبر، وبينهم امرأة بدوية وعضو في ’اتحاد عمال أرض “إسرائيل”’، يوسف التركي. ألقوا القبض عليهم قرب القرية بتهمة أنهم مهربون، وأحضروهم إلى القرية وقتلوهم”.
وأشار راز إلى أقوال الشيخ طاهر الطبري، من قادة الفلسطينيين في شمالي البلاد، أن المجزرة في الرينة “ليست الوحيدة”، وأن هذه المجازر “تنفذ من أجل السطو”. وقالت عائلات الضحايا إنه كان بحوزتهم مئات الليرات.
وجاء في وثيقة عُثر عليها في أرشيف “يد يعري” أنه بقي في قرية البرج (مستوطنة “موديعين”) بعد احتلالها، في تموز/ يوليو عام 1948، أربعة مسنين، هم “الحاج إبراهيم، الذي ساعد بإطلاق النار العسكري (الإسرائيلي)، ومسنة واحدة مريضة، ومسن ومسنة آخران”. وبعد ثمانية أيام من احتلال القرية، طلب الجنود “الإسرائيليون” من إبراهيم جمع خضراوات بهدف إبعاده عما سيحدث. “وتم إحضار الثلاثة الآخرين إلى بيت. وبعد ذلك أطلقوا قذيفة مضادة للدبابات. وعندما أخطأت القذيفة الهدف، القوا ست قنابل يدوية إلى داخل البيت. وقتلت مسن ومسنة، وأماتوا المسنة بالسلاح. ثم أضرموا النار بالبيت وأحرقوا الجثث الثلاث. وعندما عاد إبراهيم مع حارسه قالوا له إنه تم إرسال الثلاثة إلى المستشفى في رام الله. ويبدو أنه لم يصدق هذه القصة، وبعد عدة ساعات قتلوه بأربع رصاصات”.
والتف عضو مجلس الدولة المؤقت عن الحزب الشيوعي، شموئيل ميكونيس، على الرقابة بإرسال استجواب إلى رئيس الحكومة، دافيد بن غوريون، حول مجزرة ارتكبتها عصابة “إيتسل” في منطقة جبل الجرمق. وجاء في الاستجواب “أولا: أبادوا بآلة إطلاق نار 35 عربيا سلموا أنفسهم مع راية بيضاء بأيديهم لهذه السرية. ثانيا: أسرت سكان آمنين، بينهم نساء وأطفال، وأمروهم بحفر بئر، ودفعوهم إلى داخله بواسطة حِراب فرنسية طويلة وأطلقوا على هؤلاء البائسين حتى قتلوهم جميعا. ولم تنقص امرأة مع طفل بأذرعها. ثالثا: فتية عرب في سن 13 – 14 عاما كانوا يلعبون بالرمان وأطلقت النار عليهم جميعا. رابعا: شابة عمرها 19 – 20 عاما اغتصبها أفراد ’ألتلينا’ (سرية في “إيتسل”)، وبعد ذلك طعنوها بحربة وأدخلوا عصا إلى جسدها”.
أشار ميكونيس في الاستجواب نفسه بتفصيل بالغ إلى مجزرة في قرية الحولة اللبنانية، وتبين لاحقا في المحكمة أن مصادره موثوقة، وفقا لراز. وقتلت سرية تابعة للواء 2 في الجيش “الإسرائيلي” 33 شخصا من الحولة خلال يومين متتاليين، بعدما استسلم 60 شخصا من القرية للقوات “الإسرائيلية” دون أي مقاومة. والوحيد الذي حوكم حول مسؤوليته في جميع مجازر عملية “حيرام”، هو قائد السرية، شموئيل لهيس. لكن تمت تبرئته من المسؤولية حيال المجزرة في اليوم الأول وإدانته بالمسؤولية عن المجزرة في اليوم الثاني.
ووثق قرار حكم موجود في الأرشيف القانوني في جامعة تل ابيب إدانة لهيس. “أمر بنقل 15 عربيا إلى بيت قريب من المقبرة الإسلامية في القرية. وأمر بإدخال العرب إلى إحدى الغرف وهناك أمرهم بالوقوف في صف واحد وفيما وجوههم نحو الحائط… وعندها أطلق لهيس النار بواسطة ستين (بندقية) بيده على العرب وأفرغ فيهم صليتي رصاص. وبعد أن سقط الأشخاص، فحص لهيس الجثث وفحص إذا كان هناك أحياء بينهم. وظهرت على بعضهم مؤشرات حياة وعندها أطلق لهيس النار عليهم مرة أخرى”. وحُكم على لهيس بالسجن لسبع سنوات، وتم تخفيف الحكم لاحقا إلى سنة واحدة، وقضى عقوبته في ظروف مريحة في قاعدة عسكرية.
مجازر في الصالحية والصفصاف والدوايمة
وارتكبت القوات الصهيونية مجازر عديدة في عمليتي “يوآف” و”حيرام”، أبرزها تلك التي ارتكبت في قرى الصالحية والصفصاف والدوايمة. وقُتل في مجزرة الصالحية، التي ارتكبها اللواء 7، ما بين 60 – 80 عربيا بواسطة تجميعهم في مبنى وتفجيره. وقُتل في مجزرة الصفصاف 61 عربيا، بعد تقييدهم سوية وحفر بئر ثم أطلقوا النار عليهم. وقتل عناصر اللواء 8 قرابة 120 عربيا في الدوايمة.
ولفت راز إلى أنه في شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر 1948، عندما تراجعت ضغوط الحرب، تفرغت الحكومة “الإسرائيلية” للتداول في التقارير حول المجازر، ويتبين من محاضر المداولات “بما لا يترك مكانا للشك أن القيادة السياسية علمت بالمجازر التي رافقت احتلال القرى العربية أثناء ارتكابها”.
منقول بتصرف عن موقع: arab48 تحرير: بلال ضاهر