إعادة داعش للقاعدة مجددا – د. عادل سمارة
كانت فكرة عبقرية شيطانية بشعبتين قد تجلت للعدو الغربي الراسمالي في سبعينات القرن العشرين:
الأولى: منظمات الأنجزة غير المسلحة التي تعمل لأجل التفكيك المجتمعي والتدمير الثقافي والتكفير بالقومية والاشتراكية والشيوعية وحتى الحداثة مع انها تعمل بلبوس حداثي من حيث زعم حقوق المرأة والديمقراطية مثلاً. هذه امتصت من المجتمع العربي معظم الكوادر اليسارية وحولتهم إلى أدوات ومخبرين فكريا للعدو الغربي والصهيوني. وتفرخت منها آلاف التمفصلات ومن بين أبرز ركائزها في مصر سعد الدين إبراهيم، وفي فلسطين عزمي بشارة الذي يقوم بالدور تماما اليوم من قطر، حيث اغتصب تمويليا وبقصد متساقطي اليسار وخاصة من الجبهة الشعبية وحولهم إلى أبواق عميلة بالتمام والكمال تتعثر بها قدمك في كل شبر من فلسطين كاملة.
والثانية: فكرة مدير المخابرات الفرنسية لأمريكا والسعودية بإنشاء القاعدة كمنظمة إرهابية عام 1978.(أنظر كتاب روربت ليسي -المملكة من الداخل ص ص 110-111) هي منظمة أنجزة إرهابية بالسلاح والدين اعتمدت على مصدرين من الخليج وهما:
1- تجنيد قوة العمل الشابة في الخليج والعالم الإسلامي للقتال اينما تقرر الإمبريالية الأمريكية وكل الغرب الراسمالي، اي جيش متنقل لأنه في حالة من السيولة بحيث ينتقل من قارة لقارة.
و 2) تمويل خليجي لكافة النشاطات الإرهابية في الوطن العربي خاصة، أي من تمويل الإرهاب في أفغانستان وصولا إلى ليبيا، سوريا، العراق، اليمن، إيران ، مصر…الخ وحتى اغتيالات فردية كما حصل ضد المفكر الشهيد ناهض حتر.
التطور الخطير الذي حصل لاحقاً، فصل جناح من القاعدة تحت اسم داعش ليعمل بتكتيك جديد هو تثبيت الإرهاب بشكل دولاني في الموقع وليس السيلان. ما لا نعرفه، هل قرار التثبيت في الموقع وإعلان دولة الخلافة الإسلامية هو “طموح” قادة إرهابيين أم بقرار أمريكي؟ أم مشتركا؟ هذا متروك لانكشاف الأوراق. المهم أن هذا الجناح حاول العمل بشكل مختلف عن القاعدة:
أي
1- دولنة الإرهاب بإقامة دولة ، اي عدم الانتقال من بلد لآخر حسب المخطط الأمريكي الصهيوني الوهابي،
و2- الاعتماد على نهب المصادر التي يحتلها، اي لتمويل نفسه.
ولكن، يبدو بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق، ظهر بوضوح احتصان القوات الأمريكية التي تحتل أجزاء من سوريا والعراق والأردن لهذا التنظيم وإعادته تدريجيا للقاعدة التي تتمركز في إدلب وتحميها تركيا.أنظر: مقالنا المشار إليه حول الاستشراق الإرهابي عموما.
انظر أيضاً:
– Terrorist Orientalism in a State Form: Using Marxism, Christianity and Islam to
Dismantle Arab Homeland, by Adel Samara
https://kanaanonline.org/en/
– Tulsi Gabbard on the Administration’s Push for War in Syria
The congresswoman has accused President Trump and Vice President Pence of protecting “al-Qaeda and other jihadist forces in Syria.”
By James Carden
September 20, 2018
https://www.thenation.com/