إقالة واجبة لكن أولاً لمسئولي العميد ذياب العلي
نضال حمد
بعد التصريحات الأولى المخزية للعميد ذياب العلي قائد الأمن الوطني في الضفة الغربية قرأت مقالة هامة للأخ بكر أبو بكر وهو أحد المسؤولين في التوجيه والتعبئة بحركة فتح. وجاءت المقالة المذكورة تحمل عنواناً جميلاً ” إقالة واجبة!” ويرد فيها الزميل أبوبكر على تصريحات العميد ذياب العلي التي أعلن فيها عبر صحيفة هآرتس الصهيونية عن رغبة السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية بإستعادة قطاع غزة بالقوة العسكرية. وأكد هذا الكلام الصحفي الاسرائيلي (ناحوم برنيع ).
لم يقم العميد ذياب العلي أو أي شخص من قادة السلطة السياسيين والأمنيين بنفي تلك التصريحات. بل جاءت تصريحات مماثلة لأحمد قريع ” أبو علاء” وهو أحد الذين يطلق عليهم لقب كبير المفاوضين الفلسطينيين، كما ” د صائب عريقات”، مطابقة لتصريحات ذياب العلي. مما يعني أن كبير المفاوضين، ومفوض التعبئة والتنظيم في تنظيم فتح داخل فلسطين المحتلة، يفكر تماماً كما العميد ذياب. لذا يتضح أن هناك توجها ما لدى فئة أو جهة داخل السلطة وأجهزتها الأمنية وداخل جزء من فتح الداخل لإستعادة غزة من حماس بنفس الطريقة التي حسمت فيها حماس أمر القطاع.
إن عدم نفي قريع والعلي للتصريحات تلك يعني أنها صحيحة وأنهما مقتنعان بها. وأن هناك من يؤيدهما في ذلك. وتكرار تصريحات العميد بطريقة أكثر سوءاً يجعل المراقب يقف بحذر شديد أمامها.
يقول الأخ أبوبكر في مقالته:
” إننا لم نسكت على فضائح بعض المدسوسين على حركة فتح أو أولئك المدسوسين في حركة حماس أو غيرهما فكيف نسكت على أقوال لم تكذّب حتى الآن منسوبة للعميد ذياب العلي مسؤول قوات الأمن الوطني؟….
المطروح نقلا عن الاجتماع إن صح فهو خرق وطني ولا يمثل حركة فتح لا من قريب ولا من بعيد وهذا ما يهمني، لأن حركة فتح ترفض منذ 50 عاما التناحر الداخلي والاقتتال كما ترفض قطع الأرجل والرمي من الأسطح والاعتقالات السياسية وكذلك القتل على الانتماء التنظيمي كما فعل الإسرائيليون ضد فتح في الوطن قبل السلطة وبعدها في الانتفاضة أيضا، وأيضا كما فعل السوريون ضد حركة فتح في طرابلس والمخيمات وكما فعل المنشقون بدعم اقليمي ولحقهم في ذلك قطاع الطرق في حماس الذين أحلوا الدم الذي حرمه الله وحرمته فتح.”
وأضاف أبو بكر : ” ولكن ورغم كل ذلك فأن يقوم عميد أو لواء أو حتى جندي في القوات الفلسطينية لينسق مع الإسرائيليين ضد فصيل فلسطيني وإن كان منشقا أو انقلابيا فهذا المرفوض إن صح الخبر. “
جميل أن يكون للأخ أبو بكر موقف من كلام العميد ذياب العلي، ولكن كان الموقف أقوى وأصلب لو أنه ذكر أيضاً كلام لرئيس الوزراء السابق أحمد قريع. لأن الأخير عضو في اللجنة المركزية لفتح، كما أنه مسؤول التعبئة والتنظيم في الداخل. يعني موقفه أهم من موقف العلي. بالرغم من وجود قناعة بأنها تكمل بعضها. والدليل على قيام العميد العلي باطلاق تصريحات جديدة في مقابلة مع صحيفة القدس العربي يوم الخميس الفائت. تهجم فيها على نهج الكفاح المسلح والمقاومة إذ اعتبرها ” جلبت المصائب والويلات للشعب الفلسطيني”، مع أنها هي التي أوصلته الى الرتبة التي يحملها هذه الأيام. حيث كان مقاوماً فتحاوياً.
اعتبر العلي المقاومة سبباً في نشر الزعرنة والفوضى، متناسياً أن هذه الصنائع بدأت مع السلطة وتطورت فيما بعد لتمتد في كل فلسطين. فقد كانت من فعل السلطة وأجهزتها الأمنية التي أسست على المحسوبيات والمصالح التنظيمية الضيقة والولاء الشخصي لقيادات صنعتها قيادته وكذلك الصدفة. فبمثل هؤلاء القادة استطاعت السلطة أن تحكم سيطرتها لفترة من الزمن على المناطق التي انسحب منها الاحتلال. وبعد عودة العلي مع إخوته ورفاقه في جماعة أوسلو. وبمثل هؤلاء اعتقل الشرفاء والمناضلين ووضعوا في السجون والمعتقلات وبعضهم وصل له العدو بناء على التنسيق الأمني. وبمثل هؤلاء وصل الصهاينة للرئيس الراحل ياسر عرفات وسمموه في مقر المقاطعة برام الله. وهنا ليس أفضل من أن نذكر بحادثة اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه الذين نفذوا عملية اعتقال زئيفي.الذين اتهمتهم أجهزة الأمن بالعمالة للصهاينة فقط لمجرد ردهم الناجح والقوي على اغتيال القائد الكبير الشهيد أبو علي مصطفى.
نسأل العميد العلي من وشى على القائد مروان البرغوثي لاعتقاله اثناء حملة السور الواقي؟.
ومن حرض على اعتقال النائب والقائد الفتحاوي النظيف حسام خضر؟.
ومن فكك وضرب وشتت كتائب شهداء الأقصى؟
ومن لم يستطع حماية العميد الشوبكي وأحمد سعدات وكل المعتقلين والمحتجزين في سجن أريحا؟؟؟…
انهم قادة المصادفة أمثالك الذين لا يخجلون من التنسيق الأمني مع الأعداء. هؤلاء الذين يعيبون على شعبهم المقاومة ويفتخرون بالتنسيق الأمني مع المحتلين.
ان تصريحات ذياب العلي معيبة وضارة ومسيئة لشعب فلسطين، فالتهجم المتكرر والمقصود على المقاومة والرغبة في اجتياح غزة ثأراً وانتقاما لما حصل في يونيو / حزيران الماضي عندما سيطرت حماس على القطاع بطريقة دموية مرفوضة، دليل على أن هناك تيار داخل السلطة وداخل فتح في الداخل يريد إعادة الاعتبار لنفسه ولهيبة فتح والسلطة غير ملتفت للمصلحة الوطنية العليا وللحوارات الجارية بين الأطراف الفلسطينية.
تصريحات العلي تعبر عن عجز وضيق أفق وإرتماء في أحضان أعداء الشعب الفلسطيني، وتملق للمحتلين ومزايدة رخيصة على الآخرين في فتح والسلطة قبل غيرهم.
وعلى العلي أن يعتذر فعلاً عن تصريحاته السيئة للشعب الفلسطيني الذي قدم خيرة قادته وكوادره ومناضليه إما شهداء أو أسرى أو جرحى أو منفيين على مذبح المقاومة والكفاح المسلح لأجل فلسطين كل فلسطين.
المقاومة هي التي صانت الكرامة وهي التي ردت على اغتيال القادة وتسميم بعضهم واعتقال البعض الآخر وليس حملة بطاقة ال “فيب ” الذين يعيشون في عالم آخر غير عالم شعبهم المقاوم. هؤلاء الذين جلبتهم السلطة والصدفة أصبحوا مكشوفين ومفضوحين عند الشعب الفلسطيني، لأنهم ضعفاء وعجزة. حيث بأمثالهم تم تقزيم نضال الشعب الفلسطيني وأعيد مائة عام الى الوراء. وبفضل سياستهم العدمية الكارثية، سياسة الاستسلام لما هو مطروح صهيونيا وأمريكيا. هؤلاء شيدوا أبراجمهم ومكانتهم الزائفة على حساب جوع وتضحيات ومقاومة الشعب.
نقول لقادة المصادفة ما يقوله لهم شعبنا:
بأمثالكم تحولت القضية الفلسطينية الى بازار للتجارة والبيع والشراء. وسوق للفاسدين والمحتالين والمنافقين وتجار الدم والكرامة والشرف. لكن بأمثال الشهداء والشهيدات دلال المغربي، وفاء ادريس، هنادي جرادات، آيات الأخرس، يحيى عياش وعلي أبو طوق سوف تتبدل حال فلسطين، وسوف ترى ذلك عما قريب.
13/10/2008