إلى روح الراحل اسامة النقيب – عادل سمارة
حتى وإن نُكّسِت الراية فستخفق بسواعد من بقوا
عاجلني هذا الصباح خبر رحيل المفكر المناضل اسامة النقيب في دمشق التي لم يبق لها من دمع بعد لتغسل الأغلى على ياسمينها وبنفسجها، لا باس يا شآم اغسليه بدم الشهداء فهو الأطهر ابدا والكثر عبقا، وهل أطيب من النجيع في زمن المقاومة؟
أسامة النقيب، الطبيب المخبري، عضو اللجنة التنفيذية (م.ت.ف)الأسبق، وأحد قادة حركة القوميين العرب، ومن المقربين للقائد التاريخي الراحل جورج حبش.وشقيق الدكتور فضل والدكتور عصام.
عانى فقيدنا الكبير، خلال الأسابيع الأخيرة من المرض والوهن. وكما كتب لي الرفيق محمد الرفاعي: “…كانت ذاكرته، متوهجة، استعرض محطات هامة من تجربته بالتنفيذية. وكان موقفه واضحاً، تجاه ماتتعرض له الأمة ، والقضية الفلسطينية،رحل، وهو قابض على المبادىء والثوابت القومية التحررية.”.
أمَّا وليس في القلب متسعا لحزن، او كما قال المتنبي
“نُعدُّ المشرفية والعوالي…وتقتلنا المنون بلا قتالِ
ونرتبط السوابق مُسرجاتٍ…وما يُنجين من خبب الليالي
فصرت إذا اصابتني سهام…….تكسرت النصال على النصالِ”
أعرفه منذ كنت طالبا في الجامعة اللبنانية 1963-65، ومن خلال المنتدى الثقافي العربي الذي كان غالبا أقرب إلى حركة القوميين العرب، وكان ايضا من ضمن فريق من كبار المثقفين القوميين ضمن إطار اسمه ، إن لم تخنني الذاكرة: “التحالف الثوري” وكان من ضمنه د.وليد الخالدي.
لا أزيد على أن أقل في هذه اللحظة اعترافا وعرفانا بان هذا الرعيل هو الذي كوَّن مرتكز قناعتي بالوطن والعروبة. وقد لا يكون هذا لافتاً للكثيرين، ولكنه لافت جدا ومطلقاً، لسبب اساس، أن هذه التنشئة هي التي حالت دون أن أفقد البوصلة العروبية لأصل إلى ما يرفضه معظم اليسار الراسمالي الغربي وكثير من اليسار العربي، ألا وهو أن العروبة تلتقي بالفكر النظري الثوري الماركسي ولا تتناقضان، وبان القومية في العالم الثالث الخاضع للاستعمار والإمبريالية والعولمة هي ثورية وإنسانية وهي العتبة الصلبة للوصول او الدخول إلى الاشتراكية.
لقد اوصلني التصليب الذي ارساه هؤلاء إلى حقيقة أن كل قومية إثنتان:
قومية الطبقات الشعبية وهي وحدوية وثورية واشتراكية “قومية الطبقات الشعبية”
وقومية الطبقات الكمبرادورية التابعة وهي راسمالية قطرية تجزيئية وحتى طائفية “قومية الطبقات الحاكمة”.
له كما لمن رحل من هذا الرعيل خلودهم في الأرض والسماء.