إلى مصر الغالية وغزة الحزينة في ذكرى العبور”
عن مقال عنوانه:”إلى مصر الغالية وغزة الحزينة في ذكرى العبور”
بقلم الدكتور/ أيوب عثمان
قرأت مقالاً عنوانه:” إلى مصر الغالية وغزة الحزينة في ذكرى العبور”، لأجد العنوان في الشرق فيما المضمون في الغرب، وشتان بين الشرق والغرب ليس في الجغرافيا فقط، بل في كل شيء حتى اللحظة، حيث لا يلتقيان، وهو ما عبر عنه الشاعر البريطاني روديارد كبلينغ بقوله “الشرق شرق والغرب غرب لا يلتقيان، وهو ما نراه أيضاً في المقال المشار إليه.
فعلى الرغم من أن صاحب المقال اختار كتابة مقاله بمناسبة ذكرى العبور (السادس من أكتوبر) كما هو باد في عنوان المقال بكل وضوح، إلا أنه لم يذكر كلمة “العبور”، كما لم يشر إلى “العبور” في متن مقاله ولو مرة واحدة، وذلك له معان كثيرة ومهمة وخطيرة لا أرغب الآن في التركيز عليها، ذلك أنها في الأصل من لزوميات (أو ألف باء) كتابة مقال اختار صاحبه عنوانه على النحو الذي هو الآن عليه: “إلى مصر الغالية وغزة الحزينة في ذكرى العبور”.
أما أن مصر غالية، فإنها والله غالية وحبيبة وعزيزة وبالمهج والأرواح تُفتدى، فهي مصر التي عرفها جيلنا وعشقها لعشقه زعيمها عبد الناصر الذي سمعناه وسعدنا به وهو يقول:”إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”. فضلاً عن ذلك، فإن “مصر الغالية… في ذكرى العبور” لم تظفر من صاحب المقال ولو بكلمة قصيرة أو بإشارة خفيفة! أما أن غزة حزينة، فإنها والله، حزينة، حيث الاحتلال والانقسام والحصار الصهيوأمريكي ذو الأدوات العربية، والأيدي الفلسطينية، بدءاً من قمة الهرم الفلسطيني، فإنني لا أرى عجباً في وصف صاحب المقال غزة بـ “الحزينة” ،إلاُّ أنَّ سبب حزنها من وجهة نظره هو سبب أحادي حصره في حركة حماس فقط، ناسياً أو متناسياً أسباباً أخرى جعلت غزة الحزينة كما نراها.
صاحب المقال – همه بالدرجة الأولى – في مقاله، ليس “مصر الغالية في ذكرى العبور”، وليس “غزة الحزينة في ذكرى العبور”، وليس “مصر الغالية وغزة الحزينة في ذكرى العبور”، ودليل ذلك هو أن لفظة “العبور” لم ترد ولو مرة واحدة إلاَّ في عنوان مقاله، وإنما همه الهجوم على حركة حماس التي لا أدافع عنها ولن أدافع، لكنني أسأل صاحب المقال: هل من أحد – إلاَّ من يكابر – لا يعرف مصر وقيمتها ومكانتها وعروبتها؟! هل من أحد – إلاَّ من يكابر – لا يعرف من هي مصر عبد الناصر، ومشروع عامر لتشجير أراضي قطاع غزة؟! وهل من أحد – إلا من يكابر – لا يعرف دور مصر في إقامة مستشفى دار الشفاء؟! وهل من أحد – إلا من يكابر – ينكر أن الحكومة المصرية منحت أراضٍ للقادرين بقروض ميسرة؟! أم أن المقصد من كل هذا أن يقول صاحب المقال إن “حكومة حماس تقوم بجباية ما تبقى على تلك الأراضي من أقساط وكأنها صاحبة ذلك المشروع”؟! ألم تكن الحكومة المصرية تتصرف بناء على مسؤوليتها بصفتها حاكمة لقطاع غزة وراعية مصالح وخدمات أهله؟! وأليس من الطبيعي أن تنقل الولاية من حكومة إلى حكومة أخرى تليها؟! أما الفدائيون الفلسطينيون وقائدهم الضابط المصري الشهيد مصطفى حافظ، فهل من أحد – إلا من يكابر – لا يعرف تلك الفترة العربية الناصرية الثورية والتي كان الشهيد مصطفى حافظ وفدائيوه الأبطال من أبرز معالمها؟! وهل من أحد – إلا من يكابر – ينكر مصر عبد الناصر الذي فتح الجامعات المصرية لأبناء الشعب الفلسطيني لا سيما أبناء قطاع غزة بحكم الولاية المصرية عليه؟!
وحول تساؤل صاحب المقال – بهدف الهجوم على حركة حماس –عن تصرف حركة حماس بالأراضي الحكومية وما تبقى منها، فإننا نسأل صاحب المقال علّه يجيب: “كيف تصرفت سلطة أوسلو منذ إنشائها – إلى ما قبل حكم حماس – بالأراضي الحكومية من حيث التوزيع بمقتضى العدالة أو غيرها؟! وكم أنفق منها على نحو لا عدالة فيه؟! وكم تبقى منها؟! إن هذا التساؤل ينطلق ليس من محاولة عقد مقارنة بين هذا وذاك بقدر ما ينطلق من الأصول في التفكير والتصرف ومن غيرة من يكتب تجاه ما يرى وكيف يكتب وحول ماذا يكتب.
أما تساؤل صاحب المقال “ماذا قدمت حماس لقطاع غزة”، فتساؤل لا يدل إلا على عوار في عين مع إبصار هزيل في أخرى، ذلك أن التساؤل معناه باليقين أن حماس لم تقدم لقطاع غزة شيئاً إلا الجامعة الإسلامية التي يصفها صاحب المقال بأنها “تنهب ملايين الدولارات كرسوم خرافية لكي تعلم الناس فقه ابن حنبل وابن تيمية وتحرم الفنون….. الحياة والحب”!!!
إن أحداً – إلا من يكابر – ليس في أدنى حاجة إلى أن يعرف من هي مصر، لكن صاحب المقال هو – في الحقيقة – بحاجة إلى أن يعرف من هي مصر الأمس ومن هي مصر اليوم، على الرغم من أن مصر ستبقى مصر وإن تقلب عليها الحكام وتقلبت عليها الأنظمة والحكومات والاتجاهات. ألا يرى صاحب المقال أنه كان حرياً به – وما يزال – طالما يتحدث مفاخراً بمصر في زمن عبد الناصر، أن يتساءل عن مصر في زمن عبد الناصر وعن مصر في هذا الزمن الرديء… هذا الزمن الصهيوأمريكي ؟!
وبعد، فإنني أرى أن ما كان واجباً على صاحب المقال فعله هو أن يضع ملحمة العبور أمام عينه ويعود بالتاريخ قليلاً إلى الوراء حيث الانتكاسة العربية في عام 1967 التي قال عبد الناصر فيها:” إن ما جرى قد جرى ولا فائدة من الوقوف عنده والبكاء على أطلاله، وأهم منه الآن أن نتعلم منه درسه وعبرته، وأن نتجاوز النكسة ونرتفع فوقها ونواصل طريقنا بالنصر إلى آمالنا” وعليه، أما كان ينبغي لصاحب المقال – الذي جعل مقاله عن “العبور” دون أن يذكر لفظة “العبور” إلا في مرة واحدة فقط انحصرت في عنوان المقال – أن يُذكِّر مصر الشقيقة بحقائق كثيرة وكبيرة وخطيرة نذكر منها الآتي:
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو نفسه عدو فلسطين إنه العدو الذي قتل في مدرسة الفاخورة شمال قطاع غزة وهو نفسه الذي كان قد قتل أطفال مصر في مدرسة بحر البقر.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من قتل 60 ألفاً من أسراه، لا سيما في حربي 56 و67. ويكفي أن نلفت الانتباه في هذا السياق إلى حقيقتين صارختين من بين عشرات الحقائق الصارخة: أولى هاتين الحقيقتين قصف القوات الإسرائيلية لسفينة التجسس الأمريكية Liberty عام 1967 كي تطمس ما كان للسفينة من أدلة جمعتها عن الفظائع والمذابح المروعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في حق الأسرى المصريين وتحديداً في مدينة العريش بسيناء، وذلك طبقاً لما أورده المؤلف الأمريكي بامفورد في كتابه كتلة الأسرار. أما الحقيقة الثانية من بين عشرات الحقائق فهو قتل 250 من الأسرى المصريين عام 1967 في مجزرة شهيرة أشرف عليها بنيامين بن أليعازر عبر وحدات الجيش شاكيد التي كان مسؤولاً عنها، وهو ما كشف عنه الفيلم الوثائقي الذي بثه التلفزيون الإسرائيلي عبر قناته الأولى في فبراير 2007، والفيلم مأخوذ عن كتاب صدر عام 1994 بعنوان “روح شاكيد” الذي ذكر مؤلفه المؤرخ الإسرائيلي أوري ميلشتاين في الصفحة 149 تفاصيل قتل الأسرى المصريين المستسلمين على يد أفراد كتيبة شاكيد التي كان يقودها بنيامين بن أليعازر.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من قتل في مذبحة في منطقة العريش 300 جندي مصري وفلسطيني من قوات جيش التحرير 1956 (طبقاً للبروفيسور أرييه يتسحافي في جامعة بار إيلان في تل أبيب).
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من أجهز على 900 جندي مصري بعد استسلامهم عام 1967.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من قتل آلاف الجنود المصريين عام 1967 وقد عثر عليهم في مقبرتين جماعيتين، حسب صحيفة الأهرام الصادرة في 20/9/1995.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من قتل الآلاف من الجنود المصريين الأسرى، طبقاً للرقيب أول عبد السلام موسى في إحدى قواعد الدفاع الجوي الذي قال: “رأيت طابوراً طويلاً من الأسرى، بينهم مدنيون وعسكريون أطلق عليهم الرصاص دفعة واحدة ، ثم بعد قتلهم أمرونا بدفنهم”.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من كان يأمر الأسرى المصريين بحفر قبورهم بأيديهم والانبطاح على الأرض لتسير الدبابات فوقهم (عن صحيفة الجمهورية القاهرية في 12/10/1995).
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من جمع الجنود المصريين العزل من داخل العريش عند مصنع البلح بالوادي وسط أشجار الزيتون، حيث قتلوهم وكان عددهم بين 700 و800، ومن جمعوا في الشيخ زويد جنود قسم شرطة سلاح الحدود العزل وعددهم يزيد على 100 وتوجهوا بهم خلف فندق السلام وقتلوهم بالرصاص، وفق جريدة الجمهورية الصادرة في 12/10/1995.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من كشف عن جرائمه الباحث الدكتور/ إسرائيل شاحاك الذي قال إن آلاف الجنود المصريين في حرب 1967 تقدموا بكل حسن نية إلى الجنود الإسرائيليين، متوقعين أن يعاملوا كأسرى بينما أبيد الجزء الأكبر منهم بالقتل المباشر على يد اليهود غير المدنيين وبالقتل غير المباشر على اليهود المتدينين.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما القادة العسكريون الصهاينة الذين كانوا في حرب 1967 يستقلون طائرات الهيلوكبتر لاصطياد الجنود المصريين الهائمين على وجوههم في صحراء سيناء، وهم بلا طعام وماء وسلاح (طبقاً لإسرائيل شاحاك).
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من يستمر حتى اللحظة في إخفاء العدد الحقيقي للأسرى المصريين لديه (طبقاً لكتاب حق الدم لرئيس لجنة الدفاع عن الأسرى المصريين، محمد بسيوني)
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو دولة الاحتلال الإسرائيلي التي يقول أحد أركانها العسكريين (العميد أرييه بيرو) إنه قتل 49 مدنياً كانوا يعملون في أحد المحاجر بالقرب من ممر متلا وثم التمثيل بجثثهم وقد تم تقييد أيديهم وإطلاق الرصاص عليهم ثم تركت جثثهم مكدسة في العراء.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من استُقبل في زيارات مكررة لمصر استقبالاً حميماً، بينما هو الذي كان قد أصدر الأوامر بقتل مئات من المصريين الأسرى. إنه بنيامين بن أليعازر الذي فاخر باعترافه وكتب عنه المؤرخ الإسرائيلي أوري ميليشتاين عام 1994.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما هو دولة الاحتلال العسكري الإسرائيلي التي قتلت – طبقاً للمؤرخ العسكري أهارون شارون – مئات الجنود المصريين بعد استسلامهم وقام التلفزيون الإسرائيلي أوائل الثمانينات بعرض أفلام وثائقية عن ذلك ومقابلات صحفية مع جنرالات وجنود إسرائيليين لما حدث عام 1956، حيث أكدوا أن إعدام الأسرى هو أمر مألوف في العسكرية الإسرائيلية.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من أدار الظهر للاتفاق بعد حرب 1973 في إطار التفاوض ضمن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية على دفع تعويضات لمصر قيمتها 20 مليار دولار.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من احتل أثناء مفاوضات الهدنة مع الأردن مدينة أم الرشراش وقتل معظم أهلها..
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من سرق عشرات الآلاف من آثار مصر، وعلى الرغم من تمكن مصر من استعادة نحو 20 ألف قطعة، إلا أن الإسرائيليين تسللوا إلى مخازن تل بسطة الأثرية بالشرقية، وسرقوا 2185 قطعة أثرية فرعونية نادرة.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو من قتل الأسرى المصريين وقال- طبقاً لمقال كتبه رؤئيل فيشر ونشرته معاريف في 4/8/1995- إن ذبح هؤلاء كان واجباً مقدساً لأن المصريين أبناء عاهرات.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما هو الاحتلال الإسرائيلي الذي كان أحد أبرز قادته، (موشي ديان) يجري مسابقات لقتل الأسرى المصريين وكانت جوائز تلك المسابقات سخية ومشجعة، ويقول كاتب المقال فيشر إنه سمح لنا ببعض التذكارات التي حصلنا عليها من القتلى.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو أرييه بيرو قائد الكتيبة 890 مظلات الذي اعترف في صحيفتي جيروزاليم بوست ومعاريف الإسرائيليتين في وقاحة وتبجح بأن قتل الأسرى المصريين الذين رآهم عام 1956 عندما كان قائداً للكتيبة، حيث قام بإعدام عمال مدنيين مصريين في أحد المحاجر قرب ممر متلا وكان عددهم 49 عاملاً.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي يقول أحد قادته وهو العقيد داني وولف الذي اعترف بمسؤوليته عن قتل العمال المصريين: “وقفنا على التلال وبدأت المذبحة… بدأنا نحصدهم… كان مشهداً فظيعاً: بعضهم تجمد في مكانه وبعضهم سقط على الأرض. وأضاف: في مرحلة معينة أدركنا أنه لن يكون للأسرى المصريين نهاية لكثرة عددهم فتوقفنا عن العدّ وبدأنا نحصدهم. قام قائد الكتيبة مراسيل طوبياس برصهم وكأنهم في عرض مسرحي وأطلقنا الرصاص عليهم ثم نزعنا عن أيديهم ساعات اليد والخواتم وحافظات النقود… هذا المشهد كان يتكرر مثله في كل كيلومتر واحد”.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي اعترف أحد قادته في راس سدر “شارون زيف” بأنه “تم قتل 300 عامل بشركة بترول”.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يقول أحد قادته وهو المقدم عاموس يئمان:”طاردنا المصريين وقتلناهم بلا أي قواعد، ومن استطاع منهم الهرب فقد أفلت بمعجزة. ويضيف: كنت سعيداً بمذبحة شرم الشيخ التي قتلنا فيها 169 جندياً مصرياً، وهم يهربون. زرت شرم الشيخ عام 1976 وتمكنت من التعرف على الهياكل العظمية لبعض الأسرى الذين قتلتهم بين بعض الصخور على امتداد الطريق الرئيس. سيظل هذا كالستار الأحمر يذكر المصريين دائماً بألا يضايقوننا بالمستقبل”.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما عدو مصر هو دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي قال أحد سياسييه وهو عضو الكنيست عن حزب العمل ميخائيل بازوهو في حديث إذاعي لراديو إسرائيل إنه شاهد اثنين من طباخي الجيش الإسرائيلي يذبحان ثلاثة جنود مصريين في وضح النهار.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما هو دولة الاحتلال الإسرائيلي التي كان أفراد شرطتها العسكرية – طبقا لما قاله الصحفي الإسرائيلي جابرييل براون – إنه رأى أفراد الشرطة العسكرية الإسرائيلية يأمرون الأسرى بحفر قبورهم بأيديهم ثم أردوهم قتلى. يقول إنه شاهد مثل ذلك خمس مرات.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما هو دولة الاحتلال الإسرائيلي التي قتلت 60 ألف أسير مصري. وقد كتب في هذا أحمد حسين بكر في جريدة “المصريون” بتاريخ 23/3/2007، وقد استند إلى ندوة أقامتها نقابة الصحفيين بالإسكندرية تحدث فيها الخبير الاستراتيجي اللواء صلاح سليم.
-
أن عدو مصر ليس قطاع غزة، وإنما هو الاحتلال الإسرائيلي الذي قام قادته العسكريون بمجزرة منجم المغارة في 7 يونيو 1967 حيث قتلوا فيها 272 من المهندسين والعمال المصريين العاملين في هذا المنجم.
أما آخر الكلام، فإننا نقول لمصر العربية العربية في ذكرى انتصار العبور المجيد في حرب أكتوبر عام 1973:” يا مصر لا تنسي أنك أنت من غيرت مسار التاريخ حين هزمت الأعداء شر هزيمة أكثر من مرة: لا تنسي حربك التي قادها صلاح الدين الذي خرج بقواته من مصر وحرر فلسطين والأقصى وجميع مدن الشام وطرد الصليبيين إلى حيث مدينة صور معقل جيوش الفرنجة الذي قتل صلاح الدين قائدهم أرناط بيده جزاءً له على ما ارتكب من جرائم استحق عليها القتل. ولا تنسي حاكم مصر الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي خرج بجيوشه من مصر لمقاتلة الصليبيين في معركة “غزة” التي هزمهم فيها ولاحق فلولهم في مدن الساحل وكذلك مدينة القدس فأخرجهم منها وبقيت هكذا 700 عام إلى أن كانت الحرب العالمية الأولى فسقط الوطن العربي في يد الاستعمار الصليبي وذهب الجنرال “غورو” إلى قبر صلاح الدين وقال له: “ها قد عدنا يا صلاح الدين”. ولا تنسي يا مصر حين اقتربت جيوش التتار من مصر بعد سقوط بغداد حيث قاد السلطان سيف الدين قطز والظاهر بيبرس قوات المماليك البحرية التي هزمت التتار في بيت حانون شمال غزة أولاً، ثم في عين جالوت ثانياً حيث أوقفوا المد التتري ومنعوه من الاستقرار في فلسطين والشام أو من الوصول إلى مصر. يا مصر لا تنسي أن العدو المشترك لكل من مصر وفلسطين هو المحتل الإسرائيلي، وليس كما يقول بعض إعلاميي التحريض والتعميم والذين بخطابهم يسيئون إلى مصر وتاريخ مصر وشعب مصر، ولا تنسي يا مصر أن الانحياز لفلسطين وقضيتها وشعبها ومقاومته هو أول ضرورات الأمن القومي المصري، وإياك يا مصر أن تنسي ما عند عدونا المشترك من حرص وتطلع لإخراجك من معادلة الصراع معه، يا مصر إنك إذا علا الخطب وازداد الظلم واشتدت العتمة، فإنك أنتي التي تستطيعين فعل ما لا أحد يستطيع فعله.
كاتب وأكاديمي فلسطيني
جامعة الأزهر بغزة