إياد دعيس “13سنة” سبعة شهور منها في السجن الصهيوني ..
إياد دعيس، الطفل، الصبي، الفتى المقدسي، البالغ من العمر 13 عاماً، اكتشف أن الحياة تحت الاحتلال مكلفة وتعلم الأطفال أن يتحولوا في سن صغيرة الى رجال. وهو الذي اعتقلته قوات الاحتلال في العام الماضي من منزل عائلته في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة. ثم تم في منتصف اكتوبر المنصرم الافراج عنه بشروط قاسية منها ابعاده من القدس الى الطيبة ومنذ ذلك الوقت لم يستطع أن يلتقي بأسرته لأن حالة مرضه معدية، وخشية من أن ينقل العدوى لعائلته، فبقي معزولًا في غرفته، يستخدم أدواته الخاصة، بعيدًا عن الجميع.
قال في مقابلة صحافية: “شهر ما بعد الحرية كان صعباً جداً، لم أتمكن من احتضان أمي أو أخوتي، كنت خائفًا أن أؤذيهم”.
خرج اياد من السجن مصاباً “بالجرب” المرض الجلدي الخطير الذي كان ينهش جسده، وكانت سلطات السجون ترفض علاج الاسرى وتقديم الادوية والمعقمات والمنظفات لهم، مما جعل المرض ينتشر في السجون. استخدمته كعقاب ضد الأسرى انتقاما منهم. هذا وعانى الأسرى من هذا المرض معاناة شديدة وتعذبوا بما فيه الكفاية.
قال الفتى اياد، “لقد نجوت من الموت”،… “لقد كنت محاصراً في جسدي المريض، وكان الألم صامتاً، لكنه كان يمكن أن ينتقل إلى الأعضاء الداخلية، ولولا العلاج الذي حصلت عليه بعد خروجي من السجن لما كنت هنا اليوم”.
ببساطة هذه هي عقلية وممارسات وقناعات أكثر جيوش العالم ارهابا ووحشية ولاانسانية ولا أخلاقية. يدينون أنفسهم بأنفسهم وبالرغم من ذلك نجد أن هناك سياسيين غربيين يدافعون عنهم ويصفون جيشهم بأنه أكثر جيوش العالم أخلاقية واحترافاً واحتراماً لحقوق السكان تحت الاحتلال. هذا ما سمعته من من وزير في حكومات احدى الدول في شرق اوروبا. نفس هذا الوزير (الصهيوني الفكر والانتماء والولاء) قال انه لا وجود لفلسطين، مع ان دولته تعترف بدولة فلسطين وتقيم علاقات دبلوماسية معها منذ سنة ١٩٨٨ وتوجد سفارة فلسطينية في عاصمة بلد الوزير ومكتب تمثيلي لدولته في رام الله المحتلة.
ربما اياد لا يعلم شيء عن مثل هذا الوزير اللانساني والعنصري، فإياد الذي اختطفوه من حضن أمه ومن بيته ومدرسته وحارته ليضعوه في الزنزانة لم يكن يعلم أن هذا الاعتقال سيغير مجرى حياته. وقد حاء في تقرير نشره موقع “الرسالة نت” هذا اليوم أن إياد ( قد تعرض خلال فترة سجنه التي امتدت سبعة شهور لمرض الجرب (سكابيوس)، والذي كان يتفاقم يوماً بعد يوم بفعل إهمال السلطات “الإسرائيلية” في توفير العلاج اللازم له. كان الجرب ينهش جلده ويخترق جسده الصغير، وكان الفتى يواجه معاناة يومية تفوق الوصف.”.
الصبي بدوره تحدث عن تلك الفترة فقال “كنا نحك في أجسامنا حتى ندميها، ونكسر قطعة من البلاط أو حجراً من الجدار لنحك فيه أجسامنا التي يأكلها الجرب. كان جلدي مشدوداً، والأورام والبقع تزداد، وكنا نتوسل لإدارة السجن أن ترسل من يشخص هذا المرض اللعين وتقدم لنا الدواء، لكننا كنا نواجه الإهمال”.
موقع الصفصاف – وقفة عز
٣٠ يناير ٢٠٢٥


