ابو لؤي وأبو فراس السابع من كانون الثاني يومكما – نضال حمد
في مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا الحاج علي صبحة – أبو لؤي – لا أذكر في أي سنة كانت وفاته. وفي مثل هذا اليوم شهدنا أيضا رحيل صفصافي نبيل آخر، الحاج محمود حمد – أبو فراس وللأسف لم أعد اذكر أيضاً في أي سنة رحل عن عالمنا. الأهم أنهما بقيا حيّين في ذاكرتنا وخالديّن لدى أحبتهما.
الحاج أبو فراس – محمود حمد
في هذا اليوم يصادف أيضا ذكرى رحيل الحاج محمود حمد – أبو فراس- والذي كان مع الحاج علي صبحة – أبو لؤي – خير أخوين وصديقين، تغربا معاً وعاشا المنفى والهجرة والغربة معاً .. وتألقا هناك ليصبحا مرجعا لأهل الصفصاف في البلاد الجديدة… وكما جمعتهما الحياة حباً وأخوة وجيرة وصداقة وأهل بلدة واحدة، طوتهما معاً وفي تاريخ لمثل هذا اليوم الذي هو يوم رحيل كل منهما ولو في سنتنين مختلفتين.
أبو فراس الطيب والحنون الى حد لا يوصف كان بنفس الوقت سريع الغضب لكن غضبه كان يستمر دقائق ثم يعود هذا الرجل الى طبيعته المعهودة باسماً بشوشاً مداعباً وعطوفاً. وكأن شيئاً لم يكن.
عشت معه وفي بيته في أبو ظبي أسابيع قليلة فهو زوج شقيقتي. خلال تلك الفترة التقيت أيضا بأبي لؤي بصحبة الحاج أبو فراس. كلاهما عمل لأجل خدمة الناس وفي سبيل الله وتقرباً من رب العالمين. وأعتقد أن الغالبية العظمى من الناس تتذكرهما وسوف تظل تذكرهما بالخير وتترحم عليهما.
الحاج أبو فراس كان يملك قلب طفل صغير، حنون ومحب وعطوف على الآخرين، عجنته الغربة والمحن والسنوات التي قضاها بعيداً عن الأهل في مخيم عين الحلوة. بعد عشرات السنين من العمل المتفاني في الامارات عاد الى لبنان حيث ذات يوم كانوني في السابع من هذا الشهر خذله قلبه الطيب وأخذه الى حيث كلنا سوف نمضي في يوم من الأيام. أخذه الى جوار أحبته ورفقته وبالمقام الأول الى جوار رب العالمين.
كنت يوم رحيله كتبت عنه مقالة نشرت في صحيفة الوحدة الاماراتية وفي موقع الصفصاف وكذلك في مواقع وصحف عديدة. وفاءا لهذا الرجل الذي سعى من أجل تأمين اقامة وعمل وتأشيرة دخول لي الى الامارات واستضافني هو وشقيقتي في منزلهما، فعل المستحيل من أجل بقاءي لكنني في تلك المرحلة (1979-1980) من عمري وبداية نشأتي رفضت البقاء والإغراء المادي، والوظيفة الجيدة والخ… وعدت الى لبنان للنضال مع الثورة الفلسطينية، عدت لأصاب بجروح بليغة فيما بعد في معركة حصار بيروت 1982. واثناء الحصار وقبل الاصابة أعاد الحاج أبو فراس محاولاته وأرسل لي تأشيرة دخول جديدة الى الامارات لكنني رفضت مغادرة بيروت المحاصرة.
شكرا الحبيب أبو فراس وجزاك الله خيرا وجعلها من أعمالك الصالحة وفي ميزان حسناتك. رحمك الله ونحن نتذكرك دوما أخاً كبيراً وحبيباً فقدناه باكراً.
الحاج علي صبحة -أبو لؤي- رحل لكن بقيت سيرته المعطرة
اليوم حلت ذكرى وفاة الانسان النبيل والصفصافي الأصيل علي صبحة – أبو لؤي – الذي كان علماً من أعلام الصفصاف في الامارات العربية المتحدة. يشهد له كل من عرفه وكل أهالي مخيمنا عين الحلوة وبلدتنا الصفصاف من الذين عملوا عاشوا في الامارات في تلك السنوات.
فقد ساعد أهل بلدته وأبناء مخيمه عين الحلوة وكل صاحب حاجة على تحصيل تأشيرات دخول والحصول على اقامات وفرص عمل في الامارات وفي أبو ظبي بالذات.
رافقه في تلك المهمة النبيلة صديق عمره وزميل حياته الراحل محمود حمد – أبو فراس-. حيث كانا صديقين صفصافين حميمين، قدما خدمات جليلة لأهل الصفصاف. كل صفصافي وصل الامارات يذكرهما ويترحم عليهما. لروحيهما السلام ورحمة الله عليهما.
ونحن عندما نتذكرك يا أبا لؤي فإنما نتذكر أعمالك وأفعالك الخيرية والانسانية وتواصلك وترابطك الجميل والنقي مع أهل بلدتك ومخيمك وصفصافك.
في تعليق لأحد أعضاء مجموعة ذاكرة أهل الصفصاف ذكر الأخ مايك قاسم ” الله يرحمه. بتذكر لما كان كابتن فريق عين الحلوه في كرة القدم. كان المثل العالي للجيل القادم.”.
بالفعل فقد أكد ذلك نجله لؤي الذي قال معلقاً أن والده كان لاعب كرة قدم بجودة ممتازة.
وفي تعليق آخر ذكر الصديق أحمد الخطاب ابن مخيم عين الحلوة وبلدة صفورية في فلسطين المحتلة، الذي عاش سنوات طويلة في أبي ظبي ” علم من أعلام فلسطين في الإمارات رحل وبقيت ذكراه الطيبة على لسان كل من عرفه.”
نَمْ هانئاً يا حاج أبو لؤي فالطيبون والانسانيون أصحاب الخلق والقيّم والمواقف النبيلة لا يموتون بل هم مثل الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
نضال حمد
7-1-2021