اتحاد الجمعيات والروابط الفلسطينيه – السويد في الذكرى 69 للنكبة
انّ احياء ذكرى النكبة ، في الخامس عشر من أيار من كل عام ، بات يعني لنا ، نحن اللاجئون الفلسطينيون ، بأنه يوم تتجدد فيه الوطنية الفلسطينية التحررية ، بل هو يوم بات يؤكد فيه اللاجئون الفلسطينيون حقهم بالعودة الى فلسطينَ .
في كلِ عام تتجدد ينابيع العطاء ، وينبض في العروق الفلسطينية دمٌ متجددٌ من النشئ الفلسطيني الجديد ، وروح ثورية تعتلي ، هي روح الشباب الفلسطيني الذي يرفض أن يرى وطنه محتلاً تتحكمُ فيه قوة المستعمر الصهيوني الغاصب . وقد أكدَ اللاجئون الفلسطينيون ، منذ النكبة ، تمسكهم بهذا الحق ، حقهم بالعودة الى ديارهم ، باعتباره حقاً وطنياً ، فلم يساوموا عليه أو يتنازلوا عنه لأنه يسكن في ضمائرهم ووجدانهم .
بعدَ تسعه وستون سنةً ، أفرزت النكبة الفلسطينية مجتمعا فلسطينياً مشرداً ، انتشر في البلدان العربية المجاورة لفلسطين ، استطاع هذا المجتمع أن يُنشئ تكويناً اجتماعياً وسياسياً ، بات يوصف بمجتمع اللاجئين الفلسطينيين ، وهو المجتمع الذي اتخذ من المخيمات الفلسطينية بيئة تفاعلية وطنية ، منها انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انتجت الهوية الوطنية الفلسطينية ، وأعادت القضية الى حيويتها الثورية باعتبارها من أهم قضايا التحرر العالمية ، وبقيادة حركة وطنية تحررية عالمية منظمة التحرير الفلسطينية .
تأتي ذكرى النكبة الفلسطينية هذا العام ، والبيئة الوطنية الفلسطينية ، بيئة مخيمات الشتات ، سواء في سورية أو لبنان ، تتعرض لأشرس هجمة صهونية خبيثة ، تستهدف المساس بالقيم الوطنية للمخيم الفلسطيني ، والنيل من نسيجه الإجتماعي ، وتدمير الأسس البنيوية للبيئة الوطنية للمخيمات ، من خلال احتلالها من قبل عصابات الدين منها براء والمجموعات الوهابية ، ولصوص ومرتزقة مدفوعة من قبل الصهيونية العالمية كما حدث في مخيمات اللاجئين في سورية ، بهدف افراغها ، وتهجير اللاجئين منها الى دول شمال الكرة الأرضية ، ليسهل عليها تصفية قضية اللاجئين !
أمّا في لبنان ، فمن خلال تدمير بنية المخيمات الداخلية ، وجعلها بؤراً تحتوي الخارجين عن القانون ، والمتمردين على الوطنية والأخلاق والدين ، ما يسهل تدمير المخيمات ، شيئاً فشيئاً ، عبر بدئ اقتتال داخلي يسهمُ بهِ ، ويرفع رايته عملاء الصهيونية ، لابعاد اللاجئين الفلسطينيين عن مخيماتهم الوطنية ، وترحيلهم بعيداً عن حقهم في العودة ! لأن المخيمات هي البيئة الحاضنة الحقيقية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين ، والحافظة الأمينة للحقوق الوطنية للاجئين ، خاصة حقّ العودة .
ايها اللاجئون الفلسطينيون في فلسطينَ والمخيمات في بلدان اللجوء والمهاجر والشتات ..
كلما تراكم عمر النكبة كلما تراكم الرفض الفلسطيني لها ، وكلما ازداد منسوب الإصرار على حقّ العودة الى فلسطينَ المغتصبة ، وكلما تطورت ابداعات شعبنا الوطنية في الوصول الى الوطن والزيتونه والتراث ، ومن أجل كلّ ذلك يتفاعل ويتضامن معاً ، ويعزفُ سنفونية مسيرة العودة الى القرى الفلسطينية المهجرة ، وهي المسيرات الجماهيرية التي تضمُ آلاف مؤلفة من كلّ اسقاع الدنيا .
فالنكبة التي جاءت على الشعب الفلسطيني عام 1948 بأسوأ النتائج ، باتت تتصدى لنتائجها تلك البراعم الفلسطينية في الوطن والمهاجر والمخيمات ، لأنها تقع في صلب المهام الوطنية والحياتية للانسان الفلسطيني ، فليس هنالك من عوامل أقوى من النكبة لتحرّك الوجدان الشبابي الفلسطيني ، وتدفعه لتأكيد حضوره في قلب القضية ، وفي قلب المضمون الوطني لقضية العودة ، مستنداً الى حقه المتجزر في وجدانه .
ولأسرانا البواسل أسرى الحرية والكرامة ستشرق شمس الحرية والنصر قريب.
وستبقى فلسطين وطناً لكل الفلسطينيين
السويد في 15 – 5- 2017