وقفة عز

احذروا من تحويل أم الفحم الى عكا ثانية

نضال حمد

 يبدو أن نشوة المستوطنين بما صنعوه في مدينة الخليل وبعض مناطق الضفة الغربية مؤخراً تجعل غرورهم ولامبالاة حكومتهم يقودونهم لمغامرة أخطر وأكبر يمكن أن تكون مدينة أم الفحم الفلسطينية ميدانها وساحتها وشرارتها الحارقة يوم الاثنين القادم. ولازالت أحداث عكا حاضرة في العيون والصدور والقلوب والأفكار. وشعب أم الفحم ومعه كل الفلسطينيين في فلسطين لن يسمحوا لقطعان الارهاب المنفلتة بتكرار أحداث عكا والخليل في أم الفحم.

مجرد موافقة السلطات (الاسرائيلية) على قيام التظاهرة في هذه المدينة التي لا يوجد فيها حتى يهودي واحد يعتبر تحدياً جدياً للارادة الفلسطينية العربية في الوطن المحتل. كما أن فيه انذار مبكر بأن النار الاستيطانية العنصرية ستمتد الى فلسطينيي ال48 بعدما استباحت الخليل قبل أيام وعكا قبل أسابيع.

تصريحات ليفني الأخيرة ما هي سوى دعم اضافي لتحرك المستوطنين و منحهم اسناد قوي يجعلهم لا يترددون في القيام بما خططوا له لأم الفحم. فقول ليفني أن على العرب مغادرة (اسرائيل) الى الدولة الفلسطينية بعد قيامها، برهان على أن الفكر الصهيوني في (اسرائيل) الصهيونية واحد، ولا فرق هناك في الانتماء للكيان اليهودي، بين يهودي يساري أو يهودي يميني. فكلهم تقريباً يؤمنون بيهودية الدولة. لكن ولكي تتحقق يهودية الدولة عليهم ايجاد حل لفلسطينيي الأرض والسكان في الجليل والمثلث والساحل والنقب وفي المدن المختلطة. وهذا الحل لا يمكن أن يقوم بغير الترانسفير، وهذا بطبيعة الحال غير ممكن التحقيق لأن الشعب الفلسطيني تعلم من نكبته ثم نكسته، ولم يعد يخطر في باله مغادرة أرضه ولو ليوم أو أكثر. فالتمسك بالأرض والصمود على وجهها، والمقاومة عبر التشبث بالبيت أصبحوا عناوين ثابتة لنضال شعب ظل ثابتاً في وطنه وعلى أرضه، متحدياً الجبروت والغطرسة والاستعلاء والالغاء والاستبداد والتفرقة والاذلال طيلة 60 سنة من عمر نكبة فلسطين، واستشهادها ثم قيام كيان (اسرائيل) على ترابها.

تصريحات ليبرمان عن العرب الجيدين والعرب السيئين واضحة ولا تحتاج لتفسير. العربي الجيد هو العربي الميت كما قال أحد غلاة العنصريين. أما العربي السيء فهو الذي يقاوم ويواجه ويقول لا ويرفض الانخراط في الخدمتين العسكرية والأمنية لدى الاحتلال. ويسجل دائماً أنه فلسطيني وعربي. ويصرخ بأن هذه الأرض أرضه، وهذا البيت بيته، وهذا الحقل حقله، كما البيدر بيدره، والزيتون زيتونه، والليمون ليمونه، والدماء التي تسري في عروق الاشجار وأوردة الأزهار هي دماء أجداده. بينما ليبرمان القادم من جورجيا والآخرين المهاجرين من بولونيا و فرنسا والولايات المتحدة والارجنتين ورومانيا وهنغاريا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً، هؤلاء لا علاقة لهم بالأرض ولا بالأزهار والاشجار والأحجار. إنهم لصوص الأوطان الذين سرقوا هذه الأرض وبنوا عليها حلمهم اليهودي الصهيوني. ويقومون الآن بمحاولات اختبارية لرؤية إمكانية تحقيق حلمهم بطرد بقية الشعب الفلسطيني من أرضه.

الشعب الفلسطيني في داخل الداخل والذي قدم الشهداء في يوم الأرض سنة 1976 وعشرات الأسرى خلال مسيرة مقاومته الطويلة. وكذلك الشهداء في هبة اكتوبر 2000 . لم يعد يخف الصهاينة لكنه يعد العدة لمواجهتهم من قلب أرضه وفي عقر الديار. فهناك ستتحدد معالم المستقبل وسيتضح كل شيء لأن أي محاولة للتحرش بالفلسطينيين في مدنهم وافتعال حوادث مع المستوطنين شبيه بما جرى لعكا والخليل لن تمر بسلام، وستكون عواقبها وخيمة على الاستعلائيين والعنصريين الصهاينة.

على أهالي أم الفحم الوقوف صفاً واحداً ضد قطعان الارهاب من المستوطنين والتصدي لهم ومنعهم من تدنيس أم الفحم التي ستتحول يوم الاثنين الى أم النور. أم المقاومة ضد المستوطنين والعنصريين، وأم المدن والقرى والبلدات المدافعة عن عروبتها وأصالتها بوجه الهمج المسنودين من نظام جدار العار وجيش المذابح والمجازر في غزة والضفة ولبنان.

 

احذروا من تحويل أم الفحم الى عكا ثانية

نضال حمد

  Sunday 14-12 -2008