استحضار واستذكار للسيرة النقية للراحل الكبير طلعت يعقوب
اليوم بالصدفة وخلال تجوالي في موقع انستغرام عثرت على صورة للرفيق الراحل كبيرنا في النضال والتضحية (طلعت يعقوب) وكلمات مع الصورة للزعيم الراحل جورج حبش الحكيم يؤبن فيها رفيقه وصديقه أبو يعقوب “طلعت” أو أبو طارق “نافذ يعقوب”، وهو اسمه الحقيقي، الذي يكاد لا أحد يعرفه. فكلنا كنا نعرفه بالرفيق طلعت. وجدت في الانستا ابنته راي كلما كتبتها ابنته، التي كان عمرها يوم وفاته ١٧ يوماً فقط.
راية وهي الآن مقدمة برامج ومذيعة والخ .. كتبت التالي: ” استشهد وعمرك ١٧ يوم؟ معلششششش.. الشهداء احياء.. ابناء الشهداء هم الاكثر حظاً.. شفاعة الشهيد.. ما يورثه الشهيد من قيم ومبادئ.. القوّة.. ما نراه اليوم من عدوان على غزّة وفلسطين كلها.. لن يزيدنا الا تمسكاً بهذه القضية.. هذا الجيل وبمواجهة شاملة.. ليس لنا بدّ..الا المقاومة بجميع السبل الممكنة.. رحمة الله على الشهداء”.
أحببت أن اكتب تعليق على ما نشرته ابنة رفيقي الراحل فجاء فيه:
لا يعرف الرفيق القائد المناضل الصلب والمبدئي طلعت يعقوب إلا الذين عاشوا معه وعملوا في حياته. بدوري عشت وناضلت بالقرب منه ومعه سنوات طويلة.
لقد كان فلسطينياً أحب كل فلسطين وعربياً أحب الوطن العربي وأممياً آمن بالتضامن بين الشعوب والأمم.
والله ما رأيته يوماً تنازل أو تخاذل أو تراجع… كان قدوتنا في العمل والتفاني والتواضع والتضحية والتحمل والبذل والصبر والصمود والاستمرارية.
عاش مناضلاً بدون انتهازية وتنازلات ورحل مناضلاً غني السيرة والسمعة يحسده عليهما كثيرون.
عاش حياته مثل غالبية أبناء المخيماتبتواضع وبساطة وبدون تبذير ومظاهر تافهة وفارغة ولا تليق بالمناضلين الشرفاء والأوفياء… رحل في ١٧-١١-١٩٨٨ على اثر نوبة قلبية بالجزائر، ولم يكن لديه يوم توفي لا بيت ولا مال ولا سيارة ولا امتيازات… كل هذا حدث في زمن تعهير الثورة وتبذير أموالها واغراق المستزلمين بالأموال والامتيازات من قبل قادة المصادفة.
ختاماً أعتز بأنني كنت رفيقه وصديقه وبقيت وفياً لكل ذلك وأدفع الآن ومنذ سنوات طويلة (مثله في حياته) ثمن الصلابة والانتماء والتمسك بالثوابت والمبادئ والقيّم وقول كلمة الحق بلا مجاملة لأي كان. ففلسطين لا تقبل القسمة ومن يغلط بحقها يجب انذاره وادانته فإن لم يحح غلطته ويتراجع يجب محاسبته. هذا هو قانون الثورات والشعوب الحية الذي آمن به طلعت يعقوب ورفاقه الشهداء والأحياء.
11 يوليو 2024