استراتيجية مواجهة مخطط ترامب في سورية والعراق لها حجر رحى واحد:
تحرير فلسطين.. ومواجهة مؤامرة التفتيت والاغتيالات
بسام أبو شريف
استراتيجيات العدو ، منذ رحيل الرئيس جمال عبدالناصر تحولت الى استرتيجيات هجومية تستهدف السيطرة على العرب وبلادهم ونهب ثرواتهم دون مقاومة .
وكانت آخر ثمار استراتيجية جمال عبدالناصر الذي أنهض الأمة ووحدها موقفامناهضا للاستعمار وعملائه ” حرب اكتوبر التي لم تكتمل” ، فجمال عبدالناصر هو الذي بنى هذا الجيش وأعده للانتصار على اسرائيل ، وأشرف بنفسه على تدريبه وتسليحه وتعبئته . ( وما أقوله هو قول شاهد عيان ، فقد أمضيت فترة طويلة في منطقة قناة السويس مع ضباط الجيش المصري الشاب وتحاورت معهم وأنشدت معهم وأخبرتهم عن فلسطين التي كانوا تواقين لتحريرها . وتحولت استراتيجية العدو الى هجومية باستمرار .
لتحطيم مابناهجمال عبدالناصر ولسلب انتصار الجيش العربي المصري من الأمة العربية ، ولجعل هذا الانتصار الى هزيمة ” كامب ديفيد ” ، والكل يعرف وعلى رأسهم الذين أبرموا ” كامب ديفيد ” أن الولايات المتحدة الأميركية ممثلة بالصهيوني اليهودي الألماني كيسنجر ، هي التي قامت بالتصدي للجيش المصري ، وتهديد مصر بالنووي الاسرائيلي ، ودفعت بالسادات نحو كامب ديفيد ، ذلك أن الرعب ساد عقول وقلوب قادة اسرائيل وعلى رأسهم غولدا مئير وموشي دايان ورابين ….رعب ازالة اسرائيل واعادتها الى مشروع على ورق غير قابل للتنفيذ .
بلغت استراتيجية الهجوم الامبريالي الصهيوني قمتها باطلاق التنفيذ لمخطط تقسيم البلدان المحيطة باسرائيل وبتحطيم الجيوش العربية وباقفال كل السبل بكل الوسائل لمنع تأثيرالبعد القومي الاستراتيجي على معركة التدميروابتلاع فلسطين .
ورسمت هذه الدوائر العنصرية الدموية أهدافا نحددة : ابتلاع كامل الأرض الفلسطينية والجولان وشطب قضية فلسطين بالغاء حق اللاجىئين ممن هجروا من أملاكهم في 1948 و1967 ، والغاء كافة القرارات الدولية في سلة المهملات عملا بالقول القوة هي التي تمنح القدرة على القرار والتحكم .
وثانيا : تفتتيت الأمة الى طوائف لها دويلات وأقليات قومية لها دويلات مما يتيح لاسرائيل السيطرة على كامل المنطقة ( والمخططلايستثني تقسيم مصر والجزيرة العربية واليمن ) .
ثالثا : تحويل كل هذه المنطقة بدويلاتهاالتي تحكمها اسرائيل الى عدو لايران واشعال ” حرب المئة عام ” بين الطوائف والأدوات داعش والنصرةوغيرها مسنودة بالمال والسلاح والتدريب من واشنطن وتل أبيب والرياض والدوحة والاخوان المسلمين والقاعدة .
لكن التحالف الذي نشأ لمواجهة هذا المخطط ( روسيا ن سوريا ، ايران ، محور المقاومة المسلحة ) ، أفشل التنفيذ وأصابه اصابات بالغة الخطورة مما اضطر المحركين الأساسيين للانتقال الى مرحلة جديدة تدخل قواتهم بشكل مباشر لمعركة التقسيم والتحجيم الى جانب محاولة انهاض فلول التنظيمات الارهابية لتكون عاملا ارهابيا يحدث الأذى والدمار في أوساط المدنيين فلملمت القوات الأميركية بقايا داعش ” وهي ليست قليلة ” وبقايا النصرة وزودتها بأسلحة متقدمة ومدتها بالذخائر عبر مواقع الجيش الأميركي في ” وادي الفرات وشمال سوريا” ، وتلعب مواقع الجيش الأميركي في منبج دورا جوهريا في تزويد النصرة في ادلب وريف حماة وريف حلب بالسلاح والذخائر ، كما تقوم اسرائيل بدور مماثل من خلال ممرات جنوب سوريا – محور القنيطرة – درعا – السويداء – وتقوم مواقع اخرى بدور جوهري في هذا الاطار عبر الحدود السورية – العربية المحيطة بسوريا ، وتكلف هذه العمليات مئات الملايين تقوم دول الجزيرة والخليج بدفعها ( آن الأوان أن تعلن موسكو معلوماتها حول مزودي السلاح والذخائر والمال للنصرة ” للعديد ، هذا الأمر يبدو معروفا وليس جديدا ، لكن التدقيق فيما يعنيه تصعيد المعركة مرة اخرى كرد على افشال الشكل الأول للمخطط يحمل ضمنا تحذيرا من خطورة ماتقوم بها الولايات المتحدة واسرائيل ، فاميركا تحاول ايجاد ثغرة في السلاح الكيماوي المزعوم ” في الوقت الذي تطلق النصرة قنابل الهاون الأميركية الجديدة ، وهي شديدة الفتك على أحياء دمشق الشرقية لتقتل المدنيين واثارة الرعب ، ومن المؤكد أن طيران وصواريخ أميركا واسرائيل سوف تقصف مواقع الجيش العربي السوري والحرس الثوري الايراني وحزب الله ، وستحاول تدمير المصانع الحربية ” خاصة الصواريخ ” ، ومعسكرات التدريب .
كل هذا سيسبق تحريك الجيش الجديد الذي بنته واشنطن في وادي الفرات وستحاول سحق المربعات التي تسيطر عليها قوات الجيش العربي السوري في الشمال ” القامشلي ، الحسكة ، دير الزور، والحدود العراقية السورية ” ، فهدف رئيسي لواشنطن وتل أبيب هو منع قيام جسر واصل بين الجيشين العراقي والسوري ، وهذا أمر يصب في خانة أحكام الحصاروابقاء المعارك داخل الحدود السورية ، ومنع ايران من استخدام طريق البر.
وستستمر واشنطن في محاولات اثارة فتنة كبيرة وتناقض في لبنان رغم فشلها حتى الآن .
(وتفيد مصادرنا الدقيقة أن لجنة اميركية اسرائيلية سعودية تتابع ليل نهار، بعد أن وضعت تحت تصرفها كل الامكانات لتنفيذ عملية اغتيال تطال القيادات الأولى لحزب الله ، وتقول المصادر ان أفضل الفرص تطال السيد نصرالله ونائبه وقادة الصف الأول ، وتفيد مصادرنا ان اسرائيل نجحت الى حدما في اعادة بناء شبكتها الجاسوسية في لبنان ، وان جهدا ومالا طائلين بذلا لتحقيق ذلك ، وان أفرادا أجانب يحملون جوازات سفر اميركية وكندية وأوروبية يقومون بأدوار رئيسية اضافة الى لبنانيين وسعوديين وخليجيين يدخلون لبنان دون تأشيرات ) .
كل هذا لانهاء قضية فلسطين لذلك يصب العدو جام غضبه وعدوانه على كل من يرفض الرضوخ والاعتراف باسرائيل .
داعش والنصرة وفلسطين
احدى البراهين التي تؤكدعمالة التكفيريين للولايات المتحدة ولاسرائيل ولحليفها الوهابي ، هو عدم ذكر فلسطين في أي من أدبياتهذه المنظمات الارهابية ، وعدم الاشارة للحقوق العربية والاسلامية لأن المعادلة بسيطة ففلسطين هي التي تجمع ، لقد امتلكت داعش الامكانات والعدد مامكنها من السيطرة على دول عديدة ومازالت داعش تشكل خطرا كبيرا ليس من زاوية التنظيم فقط بل من زاوية المال والسلاح والذخائر المخزنة ، ومن زاوية التمدد الجغرافي الواسع ، واذا افترضنا” جدلا ” ،أن داعش رفعت شعارتحرير فلسطين كهدف من أهدافها ماذا كان سيحصل ، اذا كانت فلسطين هي التي تجمع فان رفع الشعار كان سيعني تعبئة جماهيرية أوسع ضد الأنظمة العربية، وسيطرة أوسع لداعش ، لكن من أنشأ داعش ومولها وسلحها خشي ان هي رفعت شعارات كهذه لتسيطر، فالوضع سيكون مفتوحا لمفاجآت قد تطيح بمخططها وأهدافها ، وقد يتحول الانتحاريون ضد اسرائيل .
مايهمنا هنا أن نقوله هو أن فلسطين التي تجمع هي الآن الموضوع المركزي لانشاء جبهة المواجهةلافشال المخطط الأميركي الصهيوني الجديد ، ولالحاق الهزيمة باستراتيجية العدو الجديد ، اذا كانت استراتيجيته تستخدم ابتلاع فلسطين كحجر رحى فان القتال لتحرير فلسطين هو حجر الرحى لهزيمة (إسرائيل).