(اسرائيل) اوحش واحقر دولة استعمارية وعنصرية وارهابية على كوكب الارض. د. غازي حسين
الحزب الحاكم في (إسرائيل) يضم عمليا الضفة الغربية المحتلة في الساعات الأخيرة من عام2017
الاستعماري والكذاب نتنياهو يعتبر الضفة الغربية ارض يهودية محررة
(إسرائيل) اوحش واحقر دولة استعمارية وعنصرية وارهابية على كوكب الأرض.
أظهر نجاح نتنياهو (الليكود) والأحزاب اليهودية المتطرفة منذ عام 1977م وحتى اليوم تجذُّر الفكر الاستعماري والعنصري والإرهابي لدى قادة «إسرائيل» والشعب الإسرائيلي وغالبية اليهود في العالم، وإيمانهم بازدواجية الولاء مع أولوية ولائهم للكيان الصهيوني.
واتضحت استراتيجية «إسرائيل» الثابتة بجلاء وهي إشعال الحروب والفتن الطائفية والمذهبية والعرقية ونشر الإرهاب والخراب والتدمير والفوضى لتفتيت البلدان العربية ورسم خريطة سايكس ـــ بيكو2 للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط كمقدمة لهيمنة الصهيونية على العالم.
وتبلورت استراتيجية «إسرائيل» منذ تأسيسها باستخدام القوة في 15 أيار 1948 وحتى اليوم بما يلي:
ـــ عدم الانسحاب من الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة في حربي عام 1948 و1967.
ــــ رفض تنفيذ قراري الأمم المتحدة 181 المعروف بقرار التقسيم و194 المتضمن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم والتعويض عن الخسائر والأضرار التي لحقت بممتلكاتهم، على الرغم من تعهدها أمام الأمم المتحدة بتنفيذهما.
ـــ إقامة حكم ذاتي فلسطيني في حدود 40 ــــ 45% من مساحة الضفة الغربية أي ما يعادل 9% من مساحة فلسطين تطبيقاً لما ورد في برنامجي حزب العمل والليكود، وتحقيق رؤية الدولتين التي أخذها بوش من مشروع شارون للتسوية ووضعها في خارطة الطريق. وأجبر محمود عباس بالموافقة عليها، وذلك لتخليد وجود «إسرائيل» مئة عام في الوطن العربي. وهكذا خلقت سايكس ــــ بيكو 1 «إسرائيل» بينما تهدف سايكس ــــ بيكو 2 تخليد وجودها إلى أبد الآبدين.
وتقوم الدويلة الفلسطينية المنقوصة السيادة والأرض والسكان والمسلوبة الإرادة والمياه والحقوق والمعابر خارج نطاق جدار الفصل العنصري الذي أقامته دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بدون القدس والقرى الفلسطينية التي ضمتها دولة الاحتلال إلى القدس الكبرى.
ويطرح العمل والليكود البديل الأردني والوطن البديل وشطب حق العودة وتوطين اللاجئين في أماكن تواجدهم أو في بلد ثالث. ويتفقان على تبادل الأراضي لضم حوالي 90% من المستعمرات اليهودية الكبيرة التي أقيمت بعد عام 1967 في القدس وبقية الضفة الغربية لإسرائيل، كما يصر الإرهابي نتنياهو على ضم منطقة الأغوار إلى الكيان الصهيوني.
فشلت الأمم المتحدة واغتالت «إسرائيل» الوسيط الدولي الكونت برنادوت وفشلت لجنة التوفيق الدولية برئاسة الأمريكي رالف بانش التي شكلها مجلس الأمن الدولي عام 1949. وفشلت مهمة الوسيط الدولي جوناريارنغ ومؤتمر مدريد للسلام عام 1991 واتفاق الإذعان في أوسلو عام 1993.
وفشلت المبادرة العربية التي وضعها الصحفي اليهودي توماس فريدمان وقدمتها المملكة السعودية إلى قمة بيروت العربية عام 2002 ووافقت عليها القمة، كما فشل حوالي ربع قرن من المفاوضات الكارثية التي أدت إلى تهويد القدس الشرقية واستمرار الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والجولان حتى اليوم.
وظهر بجلاء أن الخلاف في الرؤيتين السائدتين في «إسرائيل» أي بين العمل والليكود هو خلاف على كيفية تحقيق الأهداف الصهيونية وعلى إدارة الصراع وليس حله وعلى شكل وأساليب ومراحل وأهداف التسوية للهيمنة المطلقة على بلدان الشرق الأوسط تحقيقاً لقرارات المؤتمرات الصهيونية وبروتوكولات حكماء صهيون لفرض سيطرة اليهود على العالم.
أدى انتصار «إسرائيل» في حرب حزيران العدوانية عام 1967 على الدول العربية إلى ظهورها على حقيقتها للأعمى والبصير دولة استعمارية وعنصرية وإرهابية. وظهرت أطماع قادتها ومخططاتهم لإقامة «إسرائيل» العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد وجعل القدس بشطريها المحتلين عاصمة العالم تحقيقاً لخرافة هيرمجدون والمسيح المنتظر وحكم العالم ألف سنة من القدس.
ونجح القادة والأحزاب الصهيونية والمتدينون والحاخامات والمدارس الدينية في عملية غسيل دماغ لجيل كامل من يهود العالم والذي بدوره يعمل على غسيل أدمغة الأجيال التي تليه، مما سيلحق أفدح الأضرار بشعوب المنطقة وباليهود أنفسهم وبالعالم أجمع.
وتعتقد «إسرائيل» من جراء انتصاراتها وتفوقها العسكري وقوتها المالية والإعلامية وسيطرة اليهود على إنتاج الأفلام في هوليوود أن المسيح المنتظر يقف وراء الباب وأن الأشرار هم الفلسطينيون الذين يؤخرون مجيئه. وتنتشر كراهية العرب والمسلمين بين غالبية اليهود في العالم وخاصة احتقارهم وممارسة الاستعمار والعنصرية والتمييز العنصري والتطهير العرقي تجاههم وترحيل الفلسطينيين وعدم السماح لهم بالعودة إلى ديارهم، وذلك تطبيقاً للتعاليم والأخلاق والقيم التوراتية والتلمود والصهيونية.
وانطلاقاً من هذه التعاليم الهمجية والخبرات الوحشية التي اكتسبتها العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة ومنها الهاغاناه والبالماخ وشتيرن والأرغون والجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك وفرق المستعربين أصبحت «إسرائيل» أخطر وأوحش دولة على كوكب الأرض.
ويستغل قادة العدو “الإسرائيلي” الواقع العربي الرديء ووصول قضية فلسطين إلى أردأ مراحلها وضعف وعجز النظام العربي الرسمي وارتهان أكثرية الحكام العرب للولايات المتحدة والصهيونية العالمية وتخليهم عن عروبة فلسطين وعن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني إرضاء لأمريكا لحماية كراسيهم ويعملون مع آل سعود والرباعية العربية وجامعة الدول العربية لتطبيق الحل الصهيوني لقضية فلسطين وإنهاء الصراع العربي الصهيوني وهرولة دول الخليج والمملكة الهاشمية للتطبيع مع العدو الصهيوني عدو الله والوطن والمواطن والعروبة والإسلام والإنسانية وجميع المبادئ والمواثيق الدولية والقيم الأخلاقية والإنسانية.
ويدين نتنياهو في كتابه «الأيديولوجيا والسياسات» حزب العمل لأنه رفع مقولة الأرض مقابل السلام والانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 وتطبيع العلاقات. واعتبر نتنياهو موقف حزب العمل تخلياً عن جوهر الصهيونية وتعزيزاً للمقاومة العربية وتقويضاً لعدالة قضية اليهود. فالضفة الغربية بالنسبة لنتنياهو هي يهودا والسامرة أرض يهودية محررة وليست محتلة. ويقول نتنياهو إن مجرد إقرار الكيان الصهيوني بأن الضفة الغربية هي أرض عربية مغتصبة فإن ذلك يعني أن يافا وعكا واللد والرملة هي بنفس المستوى. نعم إن هذه المدن التي ذكرها نتنياهو هي مدن فلسطينية محتلة وجزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية ويجب تحريرها بالمقاومة وحرب التحرير الشعبية.
ووعد نتنياهو الرأي العام “الإسرائيلي” بالتغلب على ثلاثة عناصر:
أولاً: المخاوف الأمنية السائدة لدى الجمهور من تسليم مناطق استراتيجية في وسط البلاد (الضفة) وفي شمالها أي الجولان لسيادة عربية.
ثانياً: التمسك بالرابطة الوطنية العميقة مع هذه الأجزاء من البلاد التي تشكل قلب الوطن اليهودي.
ثالثاً: التعبير العملي لهذه الرابطة المتمثل باستيطان يهودي واسع في هذه المناطق.
ويركز نتنياهو أفكاره الاستعمارية في مجالين يسميهما المجال الأخلاقي وهو حق الحركة الصهيونية وتعرية كذب الادعاءات العربية، والمجال العملي وهو النظرية السياسية والأمنية المطلوبة لبقاء دولة إسرائيل وتحقيق سلام حقيقي «صهيوني استعماري وعنصري وإرهابي» مع جيرانها.
وانتقد مسيرة حزب العمل للتسوية مع الفلسطينيين ومع السوريين ووصفها بأنها تعبير عن صهيونية حزب العمل، وضعف إيمانه بالمستقبل وتمرير لمؤامرة عربية هدفها القضاء على دولة «إسرائيل» بالطرق السلمية. ويدعو إلى سلام القوة لأن الأمن برأيه أساسه السلام المسلح. ويعتقد نتنياهو أن النجاح في توسيع الهجرة إلى «إسرائيل» لتصبح دولة يتراوح عدد سكانها ما بين 8 ـــ 10 ملايين يهودي، بحيث تتمكن من التمتع بالازدهار والحركة والاستقلال عن الحاجة للولايات المتحدة، وحين تتقوى «إسرائيل» إلى هذا الحد سيضطر العالم العربي في النهاية إلى إبرام السلام الحقيقي معها دون أن تنسحب من الضفة الغربية والجولان. وبرأيه أن من شأن موجات هجرة جماعية أن تضع نهاية للحلم العربي برؤية دولة اليهود تنهار كدولة الصليبيين. ويؤمن أن الصهيونية أخذت من التوراة تقديس القوة ووضع القوة فوق الحق وخلق الحق بالقوة والسلام المسلح وكسر إرادات الحكام العرب وإخضاعهم للسلام “الإسرائيلي” القائم على تصفية قضية فلسطين وإقامة «إسرائيل» بحدودها التوراتية من النيل إلى الفرات وشطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم.
ويتحدث في كتابه عن غطرسة القوة والتفوق العنصري والديني والسياسي والاقتصادي.
وتقوم سياسة نتنياهو حالياً بفرض «إسرائيل» شروط وإملاءات جديدة على الدول العربية الضعيفة والمروَّضة والمستسلمة والاستفراد بالدول العربية دولة بعد أخرى والتشدد في التعامل مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وإقامة شراكة أمنية مع آل سعود وبقية دول الخليج.
فهل يمكن لآل سعود وهاشم وثاني ونهيان من تحقيق التسوية مع نتنياهو؟
فلسطين وطن ليس للبيع ولا يحق للرباعية العربية أن تساوم أو تتنازل أو تبيع فلسطين حفاظاً على كراسي حكامها. فالأوطان لا يمكن التنازل عنها أو عن ذرة من ترابها والصراع العربي الصهيوني يختلف اختلافاً جذرياً عن بقية الصراعات الأيديولوجية والسياسية في العالم، لأنه صراع على الوطن الفلسطيني المغتصب، فلا حل للصراع ولا سلام ولا استقرار إلاَّ بعودة فلسطين لأصحابها الشرعيين وسكانها الأصليين وزوال «إسرائيل» كغدة سرطانية خبيثة في جسد الأمة، لأنها غريبة عن فلسطين دخيلة عليها، جاءت من وراء البحار لحل المسألة اليهودية في أوروبا بدعم وتأييد كاملين من الدول الاستعمارية واللا سامية والنازية وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني.