اغتيال الحاج مجاهد ابراهيم بلعوس في مخيم عين الحلوة – نضال حمد
مجاهد بلعوس ضحية عصر الظلمات والانحطاط في مخيم عين الحلوة – نضال حمد
تصبحت هذا اليوم بخبر سيء جدا من مخيمي عين الحلوة ولطالما اعتدت خلال السنوات الأخيرة على سماع مثل تلك الأخبار والتصبح بها وحتى الذهاب الى النوم على وقعها.
يخرج الانسان من منزله لتفقد سبب انقطاع الكهرباء عن منزله، ولا يدري أنه بهذا العمل لن يعود الى البيت لكن الذي قطع الكهرباء ليستدرجه الى الخارج كي يغتاله سوف يعيدها بعد تفريغ رصاصاته في جسد الضحية. هكذا يتفنن المجرمون والمرتزقة والقتلة والسفلة في أساليب قتلهم للناس في المخيم. ومعظم المأجورين الذين يمارسون هواية اصطياد الأبرياء واغتيال الشباب في المخيم، لا علاقة لهم بفلسطين أو بالنضال الوطني الفلسطيني. كلهم وبغض النظر عن الجهة التي ينتمون اليها سواء كانت متدينة أو علمانية وغير متدينة، كلهم مرتزقة وقتلة وسفلة.
منذ عشرات السنين وبعد خروج الثورة الفلسطينية من لبنان، وعقب زوال الاحتلال الصهيوني سنة ١٩٨٥تعززت مكانة مخيم مخيم عين الحلوة كعاصمة للفلسطينيين في لبنان. استطاع أهل المخيم افشال مخططات عصابات القوات الفاشية الانعزالية اللبنانية والمجرم سمير جعجع، التي كانت تنوي ارتكاب مجزرة ف يالمخيم على غرار مجزرة صبرا وشاتيلا. وقبل ذلك استطاع ابطال المخيم تصفية عدد كبير من عملاء الاحتلال وتوجيه ضربات للاحتلال نفسه. وفيما بعد مع القوى الوطنية اللبنانية استطاع تحرير شرق صيدا. وتميز مخيم عين الحلوة في سنة 1987 عل اثر ما عرف بحرب المخيمات وحصار حركة أمل لمخيمات بيروت وصور. وتهديد مخيم عين الحلوة. تميز باقتحامه بلدة مغدوشة الجبلية المشرفة على المخيم وكل المنطقة. تم الحاق هزيمة كبيرة ومدوية بالحركة كسرت هيبتها. بطلب من حزب الله توقف الفلسطينيوين عن التقدم بعد مغدوشة باتجاه بلدة عنقون وإقليم التفاح. وهكذا وبعد مغدوشة انتهت حرب المخيمات سيئة الذكر. التي ذهب ضحيتها مئات الفلسطينيين واللبنانيين.
مطلع التسعينيات من القرن الفائت فرضت الدولة اللبنانية سيطرتها على شرق صيدا. وتم تراجع الفلسطينيين وحصارهم في مخيميهما عين الحلوة والمية ومية. ومنذ ذلك الوقت بدأت عمليات التصفية والاغتيالات بين الأجنحة التي كانت متصارع من قبل وبين الذين توالدوا فيما بعد سواء اسلاميين او فتحاويين. رويداً رويداً بداـ تتعاظم قوة الاسلاميين في المخيم، لكنهم كانوا ايضا منقسمين الى مجموعات وفرق عديدة غير منسجمة مع بعضها البعض. فيما بعد ظهرت جماعات اسلامية اكثر تشدداً ودخل عليها العامل الأفغاني العربي، يعني تنظيم القاعدة ثم فيما بعد محاولات داعشية للوصول الى المخيم لم تتكل بالنجاح.
طبعاً ترافق الانحدار وذاك الانحطاط في المخيم وفي الوضع الفلسطيني بشكل عام مع سقوط وهزيمة واستسلام قيادة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، عقب توقيعها اتفاقية اوسلو الاستسلامية سنة 1993، التي تنازلت فيها عن 78% من أرض فلسطين للكيان الصهيوني. ووافقت على تجميد قضايا رئيسية مثل الأسرى والقدس واللاجئين وحق العودة والحدود والسيادة والخ الى وقت لاحق. مرت أكثر من عشرين سنة ولم يأتِ الوقت اللاحق ولن يأتي أبداً. لكن هذه الشعرون سنة تمكنت من نهش الجسد الفلسكطيني وتدمير الكيان الوطني منظمة التحرير الفلسطينية، وتحويل فتح الى فتوحات العاصفة الى خبر كانَ. وبرزت صراعات عنيفة بين القادة الفتحاويين أنفسهم في لبنان وتمت تصفية العشرات منهم وكأ، شيئاً لم يكن. مات فلان أو أبو فلان يعيش فلان أو أبو فلان. في نفس الوقت اصعاد دور الجماعات المتشددة والتي اعتقدت انها تستطيع فرض نفسها زعيماً للفلسطينيين في “خلافة” عين الحلوة. شهدت السنوات تلك اشتباكات كثيرة وتصفيات واغتيالات بالعشرات من الجانبين وطالت أيضا ابرياء لا علاقة لهم بالطرفين المتصارعين. ومع الربيع العربي حاولت الجماعات الاسلامية في عين الحلوة ان تلعب دوراً أكبر من حجمها بكثير حين أعلنت مساندتها للجماعات التكفيرية المتشددة في سوريا والعراق وحتى في لبنان. لكن الوقفة الصلبة لحزب الله ومن معه حسمت معركة لبنان ونظفته من القوى التكفيرية التي كانت تحتله. كما ساهمت في الدفاع عن سوريا وصمودها بوجه الهجمة التكفيرية الأأردوغانية الأمريكية الأطلسية والعالمية والصهيونية، الخليجية عليها. في خذم تلك الأحداث تأسست في الشارع السني اللبناني ( هذا باللغة الطائفية في لبنان) ما يعرف بسرايا المقاومة المؤيدة لحزب الله. يقال أنه كان لها امتدادات في مخيمات وتجمعات الفلسطينيين في لبنان ومنها مخيم عين الحلوة. وأنا شخصياً لا أدري هل فعلاً كان لها مناصرين كثر في المخيم أم لا .. بعض الذين برروا اغتيال مجاهد بلوس وهم من الاسلاميين المتشددين في المخيم ادعوا انه كان عضوا نشطاً في السرايا. لو صدقناهم أين هي المشكلو غذا صح الكلام فهو كان مع الذين حاربوا الصهاينة وحرروا لبنان وقدموا للأمة خيرة شبابهم. يعني هو كان مع مقاومة الأمة العربية ومع المقاومين لأجل تحرير فلسطين. أما الذين اغتالوه فقد تلقى بعضهم المساعدات والدعم والاسناد من الصهاينة وأعوانهم ووكلائهم وعملائهم في لبنان والوطن العربي.
كائن من كان الذي سمح لنفسه بأعطاء قرار تصفية واغتيال الشهيد مجاهد بلعوس، سواء هو نفسه نفذ قرار الاغتيال أم عصابته، هذا الشخص مجرم ويجب أن يكشف عنه ويحاسب. وكي لا تسجل الجريمة ضد مجهول ويتم وضعها في الأرشيف مثل كل الجرائم التي حصدت ارواح المئات في مخيم عين الحلوة.
المجد والخلود للشهيد مجاهد بلعوس وكل العزاء لعائلته وللصديق نضال بلعوس المقيم في النرويج.
المجد والخلود للشهداء.. اللعنة على الأيادي السوداء… الحياة والأمن والحرية لمخيم عين الحلوة…
يقول الشهيد للشهيد:
قتلوني ولم أمت
قتلوك ولم تمت
قتلونا ولم نمت …
ويرد الشهيد على الشهيد:
قتلونا فأحيّتنا الشهادة
قتلونا فخلدتنا الأمة
الشهداء لا يموتون …
ونقول للشهداء :
على قبوركم
تنبث الأعشاب الخضراء
وتزهر المقاومة.
على قبوركم
ترفع الرايات الحمراء
وتستمر الثورة.
نضال حمد – اوسلو 2015
الخبر في وسائل الاعلام
اغتيال أحد عناصر “سرايا المقاومة” في مخيم عين الحلوة استشهد الفلسطيني مجاهد ابراهيم بلعوس (مواليد 1967) من “سرايا المقاومة” التابعة لحزب الله، متأثرا بجراحه بعد ساعات على اطلاق النار عليه من قبل مجهولين مقنعين في منطقة النبعة داخل مخيم عين الحلوة في لبنان.
وحذر فلسطينيون سابقاً، من محاولات للترويج بأن المخيمات الفلسطينية في لبنان “بؤر ارهابية ويجب التدخل بها عسكرياً لانهاء الوجود الفلسطيني فيها”، وحذر الفلسطينيون أيضاً من محاولات اقحام وتجنيد فلسطينيين للعمل مع جماعات “ارهابية” في سبيل تحقيق الغاية الأولى.
وتعرض مجاهد ابراهيم بلعوس وهو ويعمل في قسم الأشعة في احدى مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني، لمحاولة اغتيال، حيث اقدم مسلحون مقنعون على اطلاق النار على بلعوس عند مدخل منزله في محلة النبعة فاصابوه بجروح خطرة ونقل بحالة حرجة الى مركز لبيب الطبي في صيدا.
وذكرت مصادر فلسطينية ان مطلقي النار كمنوا لبلعوس قبالة مدخل منزله بعدما عمدوا الى قطع التيار الكهربائي العائد للمنزل وعندما خرج لرفعه سارعوا لإطلاق النار عليه حيث اصيب بعدة رصاصات في أنحاء مختلفة من جسمه.