الأرشيفالجاليات والشتات

الأحد كان يوماً ساخناً جداً أمام جامعة ياغيلونيان في كراكوف

ليس هناك مكان في كراكوف وربما في بولندا كلها أكثر جذباً للمهتمين بالقضية الفلسطينية والابادة في غزة والاحتلال “الاسرائيلي”، من شارع غرودزكا رقم ٥٢ حيث جامعة “ياغيلونيان” وقسم التاريخ والفلسفة وعلم النفس والعلوم الاجتماعية، الذي يحتله الطلبة والطالبات منذ ٧٣ يوماً بشكل مستمر ولافت في وسط شارع تاريخي سياحي كبير في كراكوف.
عصر هذا اليوم الأحد الموافق الرابع من آب – أغسطس ٢٠٢٤ وبينما كنت أتفقد الطلبة وأجلس أمام بوابة وجدار الجامعة على مقعدخشبي أمامي أعلام فلسطين والشعارات المنددة بالإبادة والاحتلال. حضر عديد من الناس من جنسيات مختلفة أذكر منهم ثلاثة نرويجيين وثلاثة بلغاريات وفرنسيان جزائريان واسبان وطليان وبولنديين واوكرانيين وايرلنديين وغيرهم عرب وأجانب وبعض العرب السواح الخليجيين.
كذلك كان اليوم الحضور الصهيوني العنصري الفاشي لافت وكبير وكانوا بلا مبالغة كلهم عنصريين وفاشيين ومتطرفين وحاقدين وصهاينة مجرمين يملأ الحقد قلوبهم على الفلسطينيين.
بعضهم قالوا لي وللطلبة سنذبح ونبيد الفلسطينيين كلهم ونرسلهم الى الله. واشاروا لي بقطع رأسي ورأس كل الفلسطينيين وأنهم سيحرقون غزة ويبدون كل الفلسطينيين فيها ،اينما كانوا. كلهم سواء كبار أو صغار كانوا يتكلمون بنفس المنطق الارهابي اليهودي الصهيوني. على مرأى من الأجانب الآخرين والطلبة والطالبات الذين كانوا يتبادلون الحديث معهم ويدافعون بقوة عن القضية الفلسطينية. شكرتهم على كشفهم وجههم العنصري والدموي والنازي الحقيقي أمام الجميع هنا.
خلال النقاش الحاد جدا جدا علّت الأصوات من كل جانب وخاصة من بعضهم اليهود الصهاينة، بولنديين وبولنديات، حاقدون وحاقدات عنصريون وعنصريات وفاشيون وفاشيات ونازيون ونازيات ومنحطون ومنحطات. أنا والطلبة والطالبات وعموم محبي فلسطين تعاملنا معهم كما يجب.بالمناسبة استمرت النقاشات لأكثر من ساعتين على الشارع أمام تجمع نصرة فلسطين الجامعي التضامني البولندي الذي صار عالمياً. حيث هناك نقاشات يوميو هناك.
شاهد النرويجيون والبلغار واللاسبان والفرنسيون والجزائريون والطليان والخليجيون العرب وغيرهم تصرف الصهاينة وسمعوا أحاديثهم المليئة بالحقد والكراهية ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين بشكل عام.. غالبيتهم تدخلوا كلهم في النقاش وكانوا يفندون رواية الصهاينة ويدافعون عن الحق الفلسطيني.
فرحت كثيراً حين تقدم مني بعض العرب من السعودية وعمان والامارات وخاصة الأطفال وقالوا لي بصوت مسموع “الله ينصر فلسطين على الاحتلال والأعداء” أو “فلسطين حرة”.
كذلك بعض البولنديين ومنهم شبيبة واطفال أدانوا الغرب وصمته أو مشاركته في الجريمة بغزة .. وأيدوا شعب فلسطين الذي له قضية تذكرهم بتاريخهم تحت الاحتلال ونضالهم من أجل الحرية.
لطالما سعدت بصبر الطلبة وقوة ارادتهم وتحملهم للاهانات التي يوجهها لهم العنصريون والفاشيون الصهاينة الحاقدون. للطلبة أعصاب هادئة ونفس طويل وجلد على النقاش والإقناع مع أنه في كثير من الحالات إن النقاش مع الصهاينة يعتبر مضيعة للوقت.
من عادتي حين أزور كراكوف وأكون في المنطقة أن أتوجه الى الجامعة حيث الطلبة وخيامهم ومعسكرهم الانساني العالمي المنادي بالسلام والمحبة والتضامن مع فلسطين ووقف الابادة في غزة وانهاء الاحتلال في فلسطين وقطع العلاقات الاكادمية مع نظام الابادة والاحتلال والفصل العنصري الصهيوني…
من عاداتهم أن يقوموا بدعوتي لالقاء محاضرات عن موضوعات فلسطينية منوعة سياسية وثقافية وتاريخية وآنية ملحة مثل يوم أمس السبت الثالث من آب عن الأسرى وغزة. لبيت دعواتهم كلها وسألبي ما سيأتي منها في قادم الأيام لأنن يمعجب بنشاطهم وعملهم وصبرهم وصمودهم واصرارهم على مطالبهم ونصرة شعبنا وقضيتنا… الى اللقاء عندهم وبينهم ومعهم …

نضال حمد
٤ آب ٢٠٢٤