الأستاذ أبو ضياء الصالح – نضال حمد
قاسم شحادة الصالح – أبو ضياء
علمت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعة وصفحة “الصفصاف تجمعنا” للأخ أبو شفيق الصالح بمرض الأستاذ أبو ضياء وزوجته العمة أم ضياء فأحزنني ذلك وأقلقني، فهما في سن متقدمة للغاية، وهذا الوباء اللعين يمكنه هزيمة أي منا في أي وقت يريد. بعد معرفتي بذلك الخبر سرعان ما اتصلت بأولاد العم أبو ضياء للاطمئنان والاستفسار والسؤال عن والديهما، فعلمت منهم-ن أنهما بحالة أفضل الآن وأنهما يعودان للاستقرار بعد عناء وتعب وارهاق وحرارة الخ. وخوف وترقب من قبل الأحباب والأصدقاء.
العم الأستاذ أبو ضياء له تاريخ حافل بالعلاقات الاجتماعية مع أبناء البلدة حيث حرص طوال حياته على القيام بذلك. فلم تخلى سفرة وزيارة لي إلى لبنان ومخيم عين الحلوة من دون أن يكون هناك لقاء أو أكثر مع الأستاذ أبو ضياء الصالح. كان في كل زيارة يحمل لي شيئاً عن الصفصاف، وثائق، صور، شهادات، كتابات، روزنامة – أجندة أو أي شيء آخر له علاقة بالبلدة. وكنا نجلس ونتحدث مطولاً عن ذلك بكل سرور.
أذكر أحاديثه هو ووالدي رحمه الله عن البلدة وفلسطين واللجوء والخ. فالأستاذ أبو ضياء يؤمن بطب الأعشاب العربي ويتحدث عن ذلك كثيرا وينصح الكبير والصغير بالعلاج بالطب العربي، بالطعام الصحي وبالأغذية النباتية وبتقليل السكر أو الامتناع عن تناول واستخدامه هو والملح في الأطعمة والأكلات. كما كان ينصحني بإستخدام ووضع بعض الأعشاب مع الشاي أو المياه الساخنة وتناولها وشربها لتمتين صحة الانسان وتقوية مناعته. وفي مرات عديدة كان يحمل لي بعض تلك الأعشاب.
الأستاذ أبو ضياء الصالح من المعلمين والأساتذة والمُربيين الذين علموا وربوا أجيالا من أبناء وبنات المخيم ومن التلاميذ والتلميذات في مدارس الانروا في مخيم عين الحلوة وصيدا. له علاقات حميمة وقوية مع المعلمين الآخرين في مدارس المخيم ومنهم زوج شقيقتي سناء، ابن عمتي، الأستاذ أبو علاء – محمود خليل، طيب القلب، المتواضع والشهم والكريم ولاعب كرة القدم السابق في فرق مخيم عين الحلوة أيام الشباب. صداقة وعلاقة أبو ضياء وأبو علاء قوية ومتينة ومحترمة.
ذات مرة قامت فضائية المنار بدعوة والدي المرحوم أبو جمال حمد والأستاذ أبو ضياء للحديث عن قرية الصفصاف في ذكرى المجزرة واحتلال البلدة يوم ٢٨-٢٩ تشرين الأول سنة ١٩٤٨ من قبل الصهاينة، فذهبا الى بيروت وتحدثا في فضائية المنار وأسهبا في الحديث عن الصفصاف.
شاهدت الحلقة صدفة على فضائية المنار والشكر في ذلك يعود لصديقي الحميم، زميل مقاعد المدرسة الأولى والمخيم والمنفى هذه الأيام الأخ خالد النصر، المقيم في برلين منذ سنوات طويلة. فقد أرسل لي صورا وتسجيلاً للمقابلة التي كان يشاهدها على فضائية المنار.
الأستاذ أبو ضياء الصالح من حراس الذاكرة الصفصافية الأوائل ومن الملتزمين برسالة صيانة وحماية ذاكرة أهل الصفصاف. فقد عمل وجد وكد وحاول أن يكون جزءاً من عمل شبه جماعي وإن كان متفرقاً وما ارتقى لللأسف لمثابة العمل الجماعي، ربما بسبب البعد الجغرافي بين حراس الذاكرة الجغرافية، وبسبب التقنيات والهموم والحياة اليومية والخ. إما بسبب قلة التنسيق و”قلة المروة” وربما عدم وجود مبادرات جادة بهذا الشأن. على كل حال هذا ليس عيباً ولا عائقاً فالعمل لأجل التأريخ والتوثيق ليس بحاجة لدعوة رسمية لأن أي انسان حريص على ذلك ويمكنه العمل والتوثيق والنشر وحث الآخرين على فعل ذلك، عليه القيام بذلك كما يفعل أبو ضياء وآخرين من أهل البلدة. للعلم فإن القائمين على مثل هذا الأمر كثيرين من أهل البلدة ولن أدخل في ذكر الأسماء، تحية لهم-ن كلهم-ن.
تحية للأستاذ أبو ضياء الصالح متمنياً له ولزوجته أم ضياء العودة الى ما قبل كورونا سالمين غانمين متعافيين مبتسمين كعادتهما.
نضال حمد
١٠-١٠-٢٠٢١