الأستاذ أحمد سعيد شريدة – أبو خالد – نضال حمد
الأستاذ أحمد سعيد شريدة – أبو خالد شريدة – كما هو معروف في مخيم عين الحلوة وفي لبنان وجه صفصافي معروف وله تاريخ نقابي ونضالي بارز.
ولد في بلدة الصفصاف الجليلية الفلسطينية على سفح جبل الجرمق وغير بعيد عن مدينة صفد عروس أصبع الجليل. لست متأكداً من معلومتي لكنني اعتقد أنه من مواليد سنة 1937 أو 1938. وتقديري أن سنه الآن 86 عاماً، هذا بحسب ما قرأته في تعليق على صورته التي كنت نشرتها العام الفائت في مجموعة ذاكرة مخيم عين الحلوة وأهل الصفصاف، لشقيقه المهندس علي شريدي.
عاش طفولته في الصفصاف حتى النكبة ثم عاش صباه كما كل أقرانه في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي كنف شقيقه الأكبر الراحل أبو فايز، أحد شيوخ النضال الأوائل في حركة القوميين العرب وتنظيمها الفلسطيني في مخيم عين الحلوة… والراحل أبو فايز شريدي كان رفيقاً وصديقاً للمناضل الجليل الراحل أبو صالح الأسدي – جار النادي والوادي في المخيم- وكان شخصاً محبوباً من كل الذين عرفوه وعايشوا زمنه المخيمي. سبق وكتبت عنه مقالة كاملة نشرت في موقع الصفصاف الالكتروني وفي مجموعة ذاكرة مخيم عين الحلوة.
يقول الأستاذ أبو نزار- عبد سرحان: “أبو خالد شريده، الرفيق والصديق والزميل والجار، رفيق درب طويل، جمعتنا علاقة اجتماعية متينة لسنوات طويلة في مخيم عين الحلوة، أعطاه الله الصحة والعافية”.
الأستاذ أبو خالد شريده من السباحين الماهرين وكان لازال حتى العام الفائت 2021 يمارس هوايته اليومية المفضله وهي السباحة في بحر مدينة صيدا، بحر طفولتنا وصبانا نحن تلاميذه وطلبته في مدارس المخيم. فأستاذنا عمل لسنوات طويلة في حقل التعليم بمدارس الانروا بالمخيمات في لبنان وبالذات في مخيم عين الحلوة.
أذكر أننا عندما كنا لازلنا في صف الأستاذ المرحوم المربي أبو ياسين وكان الصف “السادس ألف” في مدرسة قبية، وكان يضم نخبة من التلاميذ المتفوقين واللامعين، حضرت الى المدرسة مجموعة من المصورين والمراسلين الصحفيين الأجانب لتصوير فيلم وثائقي عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وبالذات في مخيم عين الحلوة… وكذلك عن مدرستنا وعن المخيم بشكل عام. حضر معهم للحديث والترجمة وإعطاءنا درساً في تاريخ وجغرافيا فلسطين، إبن البلد الأستاذ أبو خالد شريده. كان ذلك على ما اذكر سنة 1974. وقد عثر على الفيلم المصور الأخ والصديق بلال طالب ابن المنشية وعين الحلوة وابن صفنا في مدرسة قبية، وهو مدير بروفيل المنشية بفيسبوك. لسوء حظه أنه يوم تسجيل الفيلم وحضور الصحافة الأوروبية كان غائباً عن الصف والمدرسة.
كانت حصة رائعة عن تاريخ وجغرافيا فلسطين مع الأستاذ أحمد سعيد شريدي الذي أبدع في شرحه بحضور المجموعة الصحفية الأجنبية. كما أننا نحن التلاميذ قدمنا فهمنا البسيط والطفولي – الوطني- لحق العودة ولعملية استعادة وتحرير فلسطين بطريقة زادت الأستاذ أبو خالد وبقية المعلمين فخراً بنا. .
سوف تشاهدون في الصورة في الصف خلال التصوير معي على يميني الأخ المرحوم صبري حسين، على يساري وخلفي لا أذكر من لكن ربما أن الشخص الذي على يساري هو المرحوم أحمد فرهود من بلدتنا الصفصاف واعنتقد أنه توفي في الولايات المتحدة الأمريكية. أما الأشقراني الذي خلفي فهو الصديق المهندس أحمد فارس (من الزيب) المقيم في بولندا. فيما أمامي الصديق والأخ العزيز محمود الخطيب المقيم الآن في السويد وأخيراً أخي علي الجمال ولا اذكر الأخ الذي بينهما في الوسط. وهناك صور أخرى يظهر فيها رفاق واخوة واصدقاء منهم الأحياء ومنهم الأموات والشهداء..
يقول شقيقه المهندس علي: “كان أستاذنا من أوائل الشباب الذين التحقوا بحركة القوميين العرب عن طريق الأستاذ الكبير المربي الفاضل القائد الشعبي الراحل أبو ماهر اليماني”
هذا القائد خالد في ضمير كل فلسطينيي المخيمات والثورة. تعلى فكرة كانت ولازالت منذ ذلك الوقت تربط الاستاذ ابو خالد شريدي علاقة صداقة قوية وطيبة ووطيدة بالعم الأستاذ والشاعر صلاح حمد – أبو أشرف، حيث كلاهما إنتميا لمدرسة الحكمة العربية الفلسطينية، للزمن الفلسطيني الجميل من بدايات بداياته في مخيمات لبنان. وكلاهما تعلما وأصبحا أستاذين محترمين وكادرين متمرسين في العمل النقابي والهم الفلسطيني.
إلتقيت بالأستاذ أبو خالد شريدي في أمسية شعرية بالجامعة اللبنانية للشاعر صلاح حمد سنة 2007. حيث كان يوقع ديوانه الشعري “كلمات تبحث عن معنى”… كان لقاءاً جميلاً لأنه جمعني مع مجموعة من أساتذتي في المدرستين الابتدائية والتكميلية وهم: صلاح حمد، أحمد شريدي وخالد العينا –غنوم- ومحمد مفلح –نوفل- رحمه الله… والتقطنا صورة تذكارية لازلت احتفظ بها.
في العام الفائت 2021 المهندس علي شريدي كتب تعليقاً في موقع الصفصاف تحت صورة شقيقه، أستاذنا أبو خالد نقتبس منه ما يلي:
(أصعب عشر سنوات مرت على أبيو خالد شريدة من ١٩٥٩ الى ١٩٦٩ حقبة الشعبة الثانية المشؤومة. لم يكد يمر شهرين إلا ويعتقل.
أبو خالد شريدة أصبح بعد القوميين العرب في ال ج ب ه ة ش ت فلسطين. واستلم مسؤوليات في مخيم عين الحلوة ومنطقة صيدا. اعتقل عند الاجتياح “الاسرائيلي” سنة ١٩٨٢.
جاوز ال 86 سنة.
ترك العمل التنظيمي منذ أقل من ثلاث سنوات.
ليس له نشاط سياسي أ اجتماعي.
يمارس هواية السباحة على مدار العام حتى في فصل الشتاء طالما هناك صحو وشمس.).
يقول الأخ ياسين مناع أشهر أصحاب المختبرات للتحاليل الطبية في مخيمنا عين الحلوة أن الأستاذ أحمد شريده – أبو خالد كان علمه سنة ١٩٦٦ في تجمع القاسمية للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صور.
أتمنى للأستاذ أحمد – أبو خالد شريده – دوام الصحة والعافية والنشاط والحيوية والتمتع بالسباحة في بحر صيدا وبالعودة الى الصفصاف وكل فلسطين المحررة.
نضال حمد
موقع الصفصاف – وقفة عز
1 أيلول – سبتمبر 2022